كتاب عربي 21

الدكتور عبد اللطيف عربيات رجل بأمة

عزام التـميمي
1300x600
1300x600

قبل أن يتصل بي الدكتور عبد اللطيف عربيات (أبو سليمان) رحمه الله بأسابيع كنت في لندن حيث تعرفت على الأستاذ زياد أبو غنيمة (أبو محمود) والتقيته للمرة الأولى، فقد تصادف وجودنا في العاصمة البريطانية معا لأسباب مختلفة، وقدر الله أن نقضي ليلة أو اثنتين في ضيافة صديق مشترك قبل أن يسبقني هو بالعودة إلى الأردن.

 

كان ذلك في أواخر 1989 أو ربما أوائل 1990. علمت فيما بعد من الدكتور "أبي سليمان" أن أبا محمود هو الذي أخبره عني وأوصى بأن يُستفاد مني لما لمسه من بعض خبرة إعلامية لدي. كان قد مضى على الانتخابات النيابية بضعة أسابيع، تلك الانتخابات التي شارك فيها الإخوان المسلمون بقوة ففازوا باثنين وعشرين مقعداً من أصل ستة وعشرين ترشحوا له، في برلمان مقاعده آنذاك ثمانون.
 
ذهبت لمقابلة أبي سليمان في عمان، وكنت قد رأيته قبل ذلك مرة واحدة عندما جاء إلى مادبا لحضور وليمة أقيمت على شرف الناجحين من نواب الإخوان في الانتخابات الأولى من نوعها في تاريخ المملكة، وكنت أملك كاميرا فيديو في ذلك الوقت، فصورت الوليمة التي تحولت إلى عرس احتفالي، بنصر غير مسبوق لجماعة الإخوان.
 
أخبرني أبو سليمان أن الجماعة كلفته بأن يرأس كتلة النواب الإخوانية في البرلمان، وأنه يرغب في تأسيس مكتب لنواب الجماعة يقدم لهم الخدمات ويكون مقراً للقاءاتهم خارج المجلس. كنت آنذاك أدير عملا خاصا، وكانت تلك فرصة سانحة لأعود إلى مجالي الذي أحب، ألا وهو الإعلام والعلاقات العامة، تاركاً عملي الخاص لأفراد العائلة.
 
كان أبو سليمان رحمه الله خير من يعمل معه المرء، إذ يشعرك بأنك أنت المدير رغم أنه مديرك، ويمنحك من الصلاحيات ما يشجعك على الإبداع ويدعمك بلا تحفظ فإذا بكل الصعاب تتذلل وكل العقبات تتلاشى. كان أبو سليمان من جيل مختلف من الإخوان، جمع بين فقه الدين وفقه الدنيا، وحاز على أعلى الدرجات العلمية، وحباه الله بخلق عظيم وذوق رفيع.
 
لم تطل علاقة العمل بيننا، فبعد ما يقرب من عام على تأسيس المكتب، انتخب الدكتور عبد اللطيف عربيات رئيساً للبرلمان الأردني، فحل محله في رئاسة كتلة الإخوان في مجلس النواب المهندس أحمد قطيش الأزايدة (أبو بلال) رحمه الله، فصار هو المسؤول عني وعن المكتب الذي كلفت بإدارته.
 
ولما مرض أبو بلال وغادرت معه مرافقاً له بناء على طلبه في رحلة علاج في بريطانيا استمرت لما يقرب من شهرين، تعرفت هناك على جمال خاشقجي، وتصادف ذلك مع انقلاب العسكر على الديمقراطية في الجزائر، فعرض علي جمال وبعض الأصدقاء أن أستقر في لندن لأدير مشروعاً جديداً يدافع عن الديمقراطية في الجزائر وفي العالم العربي.
 
تركت الأردن، واستقر بي المقام في بلاد الإنجليز، ولم ألتق الدكتور عبد اللطيف عربيات من بعد إلا قليلاً، في بعض لقاءات عابرة أثناء بعض من زياراتي القصيرة إلى عمان. ثم التقيته لقاء مميزاً في صائفة عام 2016 حينما استضافني وفريق الحوار في بيته على مدى يومين لتسجيل سلسلة مراجعات حول حياته وتجربته. قضينا مع أبي سليمان يومين من أجمل الأيام، تعلمنا فيهما الكثير عن تاريخ الأردن وفلسطين والمنطقة، وعن تاريخ جماعة الإخوان في الأردن وفي العالم العربي، وتعلمنا فوق ذلك الكثير من سيرة رجل معطاء، انخرط في صفوف الإخوان فتى يافعاً، ظل يخدم دينه ووطنه وأمته من داخل الجماعة ومن خارجها وفي كل الميادين، إلى أن توفاه الله، وهو على العهد، بينما كان يؤدي صلاة الجمعة ظهر السادس والعشرين من إبريل / نيسان 2019.
 
خير شهادة لي على سيرة هذا الرجل الكبير هي المراجعات التي سجلتها معه. ولذلك فإنني أنصح كل مهتم بتاريخ الأردن وفلسطين وتاريخ الإخوان مشاهدة تلك الحلقات التي بثت لأول مرة في خريف عام 2016 ويجري الآن إعدادها للبث من جديد على قناة الحوار. وهي كلها موجودة على اليوتيوب وفيما يلي روابطها:


الحلقة الأولى:

 


الحلقة الثانية:

 


الحلقة الثالثة:

 


الحلقة الرابعة:

 


الحلقة الخامسة:

 


الحلقة السادسة:

 


الحلقة السابعة والأخيرة:

 

 

التعليقات (1)
ايمان شديد
السبت، 27-04-2019 06:25 م
رحمه الله رحمة واسعه وغفر له ممكن التنويه عن مواعيد اذاعة مراجعات علي قناة الحوار ويكون التنويه وقت بث برنامج حوار من لندن فهو الاكثر متابعة وشكرآ لحضرتك