رياضة عربية

هل تخطط الحكومة المصرية لمنع الجماهير من مباريات الأمم الأفريقية

ناقد رياضي: أسعار التذاكر تثير الكثير من علامات الاستفهام، خاصة ما يتعلق بأسعار تذاكر الدرجة الثالثة
ناقد رياضي: أسعار التذاكر تثير الكثير من علامات الاستفهام، خاصة ما يتعلق بأسعار تذاكر الدرجة الثالثة
أطلقت الجماهير المصرية حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "خليها فاضية"، ردا على أسعار تذاكر مباريات المنتخب المصري لكرة القدم في نهائيات بطولة الأمم الأفريقية، التي تستضيفها القاهرة في حزيران/ يونيو المقبل، والتي أعلنتها اللجنة المنظمة للبطولة، ومثلت صدمة للمصريين.

من جانبه، أعلن وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، أنه تحدث مع رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، هاني أبو ريدة، لمراجعة أسعار التذاكر التي أثارت ردود فعل غاضبة على مختلف المستويات البرلمانية والجماهيرية، ووعد الوزير بحل هذه الأزمة خلال الساعات المقبلة.

وفي إطار متصل، قدم رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان المصري، محمد فرج عامر، طلب إحاطة لرئيس مجلس النواب ضد وزير الشباب والرياضة واتحاد الكرة المصري عن الارتفاع الرهيب في أسعار التذاكر، وهو ما يعني حرمان الجمهور المصري من حضور مباريات فريقه بالبطولة.

ودعا عامر في طلب الإحاطة الحكومة المصرية باتخاذ قرار ملزم للجنة المنظمة، بتخفيض أسعار تذاكر مباريات المنتخب المصري، حتى تتمكن النسبة الأكبر من المشجعين من حضور المباريات ودعم منتخبها، خاصة أن الأسعار المعلنة سوف تحرم الجمهور الحقيقي من حضور المباريات بعد أن وصل سعر تذكرة الدرجة الثالثة إلى 200 جنيه للفرد "12 دولارا".

وفي أول رد من اتحاد الكرة المصري، أعلن هاني أبو ريدة أنه سوف يقوم بإعادة بحث تخفيض الأسعار مع اللجنة المنظمة للبطولة، بما يساعد في حضور العدد الأكبر من الجماهير لمباريات المنتخب المصري، باعتبار أن مصر هي الدولة المنظمة للبطولة.

ورغم أن أبو ريدة رفض الإفصاح لوسائل الإعلام عما سيتم التوصل إليه، إلا أن مصادر مقربة من المتحدث باسم الاتحاد، أحمد مجاهد، أكدت لـ"عربي21" أن النية تتجه لمنح تخفيضات لطلبة المدارس وطلاب الجامعات والمعاقين بنسبة 50% على الأسعار المعلنة، وتخفيض بسيط لباقي فئات المشجعين.

وكانت اللجنة المنظمة أعلنت، مساء الاثنين الماضي، أسعار تذاكر مباريات المنتخب المصري في البطولة، التي جاءت كالتالي: تذكرة الدرجة الثالثة 200 جنيه (12 دولارا)، والدرجة الثانية 400 جنيه (24 دولارا)، والدرجة الأولى العلوية 500 جنيه (30 دولارا)، والدرجة الأولى 600 جنيه (36 دولارا)، والمقصورة الرئيسية 2500 جنيه (146 دولارا)، بينما جاءت أسعار تذاكر مباريات الفرق الأخرى المشاركة بالبطولة نصف قيمة أسعار تذاكر مباريات المنتخب المصري.

"وسيلة لمنع الجمهور"

وفي تعليقه على هذه الأسعار، يؤكد الناقد الرياضي ياسر رؤوف لـ"عربي21"، أنها تثير الكثير من علامات الاستفهام، خاصة ما يتعلق بأسعار تذاكر الدرجة الثالثة، التي تعد الأكبر والأقوى في تشجيع المنتخب المصري، كما أن اللجنة المنظمة قدمت العديد من التبريرات غير المقنعة، منها أن قيمة التذاكر بالدولار في هذه البطولة هي نفسها قيمة التذاكر بالدولار في بطولة 2006، وأن المشكلة في اختلاف سعر الصرف.

ويشير رؤوف إلى أن محمد فضل المدير التنفيذي للجنة المنظمة للبطولة، صرح قبل أيام لوسائل الإعلام الرياضية بأن جهات رسمية بالدولة هي التي ستتولى ملف تذاكر البطولة لعدة اعتبارات، لم يحددها فضل في حديثه، وهو ما يعني أن تلك الجهات الرسمية إما أن تكون وزارة الداخلية، أو جهة تابعة للأجهزة السيادية التي تمثلها أجهزة المخابرات، أو أن تكون جهة تابعة للقوات المسلحة.

ويضيف الناقد الرياضي: "رفع أسعار تذاكر الدرجة الثالثة تحديدا في مباريات المنتخب المصري حيلة مقصودة؛ لمنع الجماهير من حضور المباريات، حتى لا تحدث أزمات بين الجماهير والأمن، لأنه في حالة تدخل الأمن بشكله المعهود ضد الجماهير، فإن الاتحاد الأفريقي يمكن أن يتخذ إجراءات عقابية ضد مصر، وهو ما يفسر ما سبق أن أعلنه محمد فضل بأن جهات رسمية هي التي تتولى ملف التذاكر".

"تراجع سريع"

ويتوقع الناقد الرياضي محمود حلمي لـ "عربي21" أن تستجيب اللجنة المنظمة للاعتراضات التي شهدتها أسعار التذاكر، وتقوم بإعادة تخفيضها، خاصة أنها مرتبطة بمباريات المنتخب المصري ومباريات الافتتاح والنهائي، وهي المباريات التي تعد الأكثر في حضور الجماهير، كما أنها المباريات التي تحدد نجاح البطولة من فشلها، باعتبارها الاختبار الأساسي للتنظيم والإدارة.

ويضيف حلمي: "اللجنة المنظمة قالت إن هذه الأسعار ستكون مقابل الخدمات المقدمة للجمهور، وهو ما يعني أن الفكرة لدى اللجنة المنظمة ليس نجاح البطولة بتسهيل الحضور الجماهيري، وإنما الاستفادة المادية التي يمكن أن تحققها من وراء حضورهم، لكنها في النهاية سوف تجني الفشل إذا غابت الجماهير، ليس بسبب أسعار التذاكر، وإنما كإجراء عقابي جماهيري لسياسات اللجنة المنظمة".

ويشير حلمي إلى أن الأسعار المعلنة لا تتناسب مع الشريحة الأكبر والأهم من المشجعين، وهم جماهير الدرجة الثالثة، وبدلا من استخدامهم كسلاح داعم للفريق المصري، يتم حرمان الفريق من ميزة الجمهور، وفي النهاية تختفي ميزة استضافة مصر للبطولة، وفرص الحصول عليها.
التعليقات (0)