حول العالم

هوس القراءة عن المآسي وتصفحها يمكن أن تصيبك بحالة من البؤس

 التعرض المستمر " للصدمات الجماعية" -مثل أخبار الإنفجارات أو الأعاصير وغيرها- يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من المحن
التعرض المستمر " للصدمات الجماعية" -مثل أخبار الإنفجارات أو الأعاصير وغيرها- يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من المحن

لا يمكنك الإشاحة بنظرنا عن التغطيات المستمرة في الأخبار التي تنقل عن حالات لإطلاق نار جماعية أو كوارث طبيعية ولكن يبدو أن هناك سببا نفسيا تجعلنا نجد أن هذه الحوادث الفظيعة مفروضة علينا.

 

أظهرت دراسة جديدة نشرها موقع "sciencealert" أن التعرض المستمر "للصدمات الجماعية" -مثل أخبار الإنفجارات أو الأعاصير وغيرها- يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من المحن ومزيد من الأخبار السيئة.


استنادا إلى ثلاث سنوات من البحث على عينة مكونة من 4165 شخصا في الولايات المتحدة، من المرجح أن يشعر الأشخاص بالقلق من المستقبل نتيجة المشاهدة المستمرة للتغطيات الإخبارية، كما أنهم في الغالب يقضون وقتا أكبر في مشاهدة الأخبار عندما يتعلق الأمر بقصة حزينة تهز العناوين الرئيسية مما يزيد من الحزن والتعاسة.

 

يقول عالم النفس روكسان سيلفر وهو أحد الباحثين من جامعة كاليفورنيا: "من الطبيعي أن يشعر الناس بالقلق والحزن عند حدوث هجمات إرهابية أو كوارث طبيعية، لأن التغطية الإعلامية لهذه الأحداث تبقى مستمرة على مدار 24 ساعة ومع انتشار الهواتف المحمولة، ففي الغالب تكون الأحداث متكررة وتحتوي على صور بيانية ومقاطع فيديو وقصص مدهشة يمتد تأثيرها على المشاهدين أكثر من الأشخاص المصابين بشكل مباشر".

 

كما أن الدراسات السابقة اكتشفت وجود صلة بين مشاهدة الكثير من التغطيات الإخبارية لهذه الأحداث والتأثيرات السلبية على الصحة العقلية أما تركيز الدراسة الحالية كان تأثير هذه الأخبار على المدى الطويل ومع مرور الوقت.

 

وتمت مقابلة المتطوعين أربع مرات بين عامي 2013 و 2016، بعد أسبوعين من تفجيرات بوسطن التي حدثت في عام 2013 وبعد اربعة أسابيع وبعد ستة أشهر وبعد سنتين وبعد خمسة أيام من إطلاق النار في الملهى الليلي في أورلاندو فلوريدا.

 

وجد الباحثون وجود صلة بين المشاهدة المرتفعة للأخبار والإجهاد بعد الصدمات.

 

وقالت ريبيكا تومبسون واحدة من الفريق: "دراستنا فريدة من نوعها حيث أنها أول من أظهر نمط التعرض المتكرر لوسائل الإعلام التي تغطي العنف لفترة من الزمن وعلى مدار أحداث متعددة بين عينة كبيرة من الأفراد الذين تمت متابعتهم لعدة سنوات".


وأضافت: "على المنافذ الإعلامية أن تعتدل في التغطيات الإخبارية لمثل هذه الأحداث، حتى لا تثير القلق المفرط بين المشاهدين".


لا شك أن الباحثين يعلمون أن الناس بشكل عام تتطلع على التغطيات الإخبارية بشكل مكثف لمعرفة ما يحدث في أعقاب هذه الحوادث وكيف يمكننا أن نبقى آمنين. لكن في الوقت نفسه يتعين تحقيق الإتزان، قضاء الكثير من الوقت في مشاهدة وقراءة وسماع المآسي يمكن أن تجعلنا نصاب بدوامة من اليأس يصعب الخروج منها.

 

تقول تومبسون: "القلق الذي يتم التعرض له نتيجة وسائل الإعلام له آثار على الصحة العامة وأهمها الآثار السيئة للصحة العقلية".

0
التعليقات (0)