صحافة دولية

إندبندنت: سكان غزة يحصون خسائرهم بعد جولة الحرب الأخيرة

إندبندنت: الكثيرون في غزة يعتقدون أن هذا التوقف مؤقت- جيتي
إندبندنت: الكثيرون في غزة يعتقدون أن هذا التوقف مؤقت- جيتي

نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلتها بيل ترو، تتحدث فيه عن غزة في مرحلة الهجمات الأخيرة التي شنتها إسرائيل عليها.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن السبب الوحيد الذي دفع محمد (26 عاما) لعدم الخروج للحفر في أنقاض بيته، مثل بقية أفراد عائلته، هو أنه توقف لحديث سريع. 

 

وتقول ترو إن محمد يتذكر أن والده، الحارس في مستشفى العودة في شمال غزة كان متذمرا من تأخر عودة ابنه الأكبر ليلة الأحد، لكن قرارا سريعا جعله بعيدا عن الموت بمقدار ثوان أنقذ حياته عندما توقف للحديث مع جار له على باب بناية من خمسة طوابق عندما ضربها صاروخ، ومات فيه والده ووالدته وشقيقه. 

 

وتنقل الصحيفة عن محمد جديعان، قوله في أثناء جنازة العائلة في بيت لاهيا: "حرقت كرة النار سطح البناية، ثم تحول كل شيء إلى رماد"، لافتا إلى أنه بسبب عدم توفر بيت للتجمع فيه، فإن الناجين من العائلة التقوا في موقع بناية قريبة، صفوا فيه كراسي بلاستيكية لتقبل التعازي. 

 

ويقول محمد للصحيفة: "حاولت الصعود وإنقاذ والدي، لكن النار كانت قوية، والحطام في كل مكان، ولم أستطع الوصول إليهم". 

 

ويفيد التقرير بأن العائلة لم تعط أي تحذير من القوات الإسرائيلية بوجود "ضربة على السطح" بصاروخ كما فعلوا مع مبان أخرى، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك صوت للضربة التي "أكلت" الطابق العلوي كله من البناية، ويقول محمد: "لم يكن هناك سبب لضرب شقتنا، ولهذا شعرت أن الانفجار الأول وقع خلف البناية". 

 

وتلفت الكاتبة إلى أنه تم العثور على جثة شقيقه الأصغر، عبد الرحمن (11 عاما)، إلى جانب جثث جيرانهم، عائلة الغزالي، وكان من بين القتلى طفلة عمرها ثمانية أعوام، مشيرة إلى أنه لم يتم العثور على جثة والدته رغدة، ووالده طلال (50 عاما) إلا بعد يوم. 

 

وتذكر الصحيفة أنه كانت هناك أنقاض في كل مكان، بحيث قضى عمال الإنقاذ 24 ساعة في البحث بين كتل الإسمنت للعثور عليهم، ويقول محمد: "لا أفهم هذا كله، فوالدي كان حارس مستشفى ولم يكن مرتبطا بجماعة سياسية أو عسكرية، وكل ما هنا هو بناية وبيوت للناس".

 

ويشير التقرير إلى أن نزاعا اندلع في نهاية الأسبوع وضع غزة على حافة الانهيار، منذ السبت الماضي، وأطلقت الجماعات المسلحة 700 صاروخا ومقذوفات على إسرائيل، وقتل أربعة مدنيين، وهو أول عدد من الضحايا الإسرائيليين منذ عام 2014، لافتا إلى إسرائيل ردت باستهداف 350 هدفا في غزة، وقتلت 25 فلسطينيا، بينهم امرأتان حاملان، وثلاثة أطفال، بحسب السلطات في غزة. 

 

وتقول الكاتبة إنه بدا كأن الطرفين يسيران نحو حرب جديدة حتى تدخلت مصر والأمم المتحدة، وتوصلا إلى هدنة هشة، لكنها لا تزال قائمة، مستدركة بأن الكثيرين في غزة، التي يسكن فيها 1.9 مليون شخص، يعتقدون أن هذا التوقف مؤقت، ويخشون ألا يكون باستطاعتهم القتال لجولة ثانية. 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن المنطقة، التي تمتد على 25 ميلا، عانت من حصار ركعها منذ 12 عاما، وفرضته إسرائيل والمصريون على حركة حماس التي تسيطر على القطاع، مشيرة إلى أن أهل غزة عاشوا وسط ثلاث حروب منذ عام 2009. 

 

ويورد التقرير أنه بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن الوضع الإنساني خطير لدرجة لن تكون فيها غزة قابلة للعيش في العام المقبل، لافتا إلى أن نسبة 70% من الشباب دون عمل، وهي أعلى نسبة بطالة في العالم، فيما لا تصلح نسبة 97% من المياه للشرب، ويعيش نصف السكان تحت خط الفقر.

 

وتبين ترو أن الناس عاشوا حتى وقت قريب على طاقة كهربائية لمدة 6 ساعات قي اليوم، ما يعني أن محطات المياه ومعالجة المياه الصحية لا تعمل بدرجة جيدة.

 

وتنقل الصحيفة عن قطر، قولها إنها سترسل 480 مليون دولار إلى الضفة الغربية وغزة؛ في محاولة لسد العجز في التمويل، وسيتم استخدام هذه الأموال في الخدمات الصحية، وتوفير المواد الأساسية والكهربائية.

 

ويورد التقرير نقلا عن العائلات التي فقدت بيوتها، قولها إن هذه الإجراءات مؤقتة ولن تمنع من جولة جديدة في النزاع المستعصي. 

 

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول تامر الوكيل (30 عاما)، الذي سوي بيته بالتراب يوم الأحد، إنه لا يملك سقفا فوق رأسه ليلجأ إليه في حال اندلعت الحرب، فالبناية المتعددة الطوابق، حيث كانت شقته، تم تدميرها.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)