قضايا وآراء

نعت الكور بالإرهاب بين الحقيقة والخيال

أحمد الرحال
1300x600
1300x600

اكتشف الليبيون سرا عظيما وأمرا عجيبا ومصيبة طامة اهتزت لها الأركان واشتعلت لها الساحات، فقد كشف برلمان طبرق للعالمين أن نجم الكوميديا الليبي الفنان حاتم الكور إرهابي؛ لأنه يمتهن التمثيل ويجلب نسبة مشاهدة عالية بمشاهده الكوميدية التي بثها تلفزيون ليبيا الأحرار.

والدليل الذي استنبطه محللون ومتابعون على أن حاتم الكور إرهابي، هو أنه مثل دور رئيس حزب في مسلسل عنوانه "صالح بن ميلود".

وكان نخبة من الممثلين الليبيين شاركوا معه بأدوار مهمة، منهم رفيق دربه الفنان القدير يحيى عبد السلام، والفنانة الكبيرة لطفية إبراهيم، والفنان المميز خالد كافو،، والفنان القدير صلاح الشيخي والفنانة المعروفة بسمة الأطرش، وغيرهم، كأعضاء في الحزب ومتعاملين معه.

ووجه الدلالة هنا هو أن الحزب الذي ظنناه محض تمثيل وكوميديا معبرة؛ اتضح أنه حزب حقيقي، يظهر بشكل الحزب المدني بكل ما فيه من عيوب وأخطاء وممارسات، غير أنه يخفي وراءه تيارا إرهابيا يقوده الكور.

لكن المحللين ما زالوا مستغربين من عدم إدراج بقية أعضاء الحزب في قائمة الإرهاب، وكذلك عدم اعتبار الحزب منظمة إرهابية.

حاتم الكور يتحول إلى أيقونة كوميدية في الواقع بعد أن قدم الكوميديا لسنين طويلة، كان آخرها المسلسل الكوميدي المعنون بـ"صالح بن ميلود" الذي قدمه في ليالي شهر رمضان، عبر قناة ليبيا الأحرار، بصحبة نخبة مهمة من الفنانين الليبيين.

إدراج الكور في قائمة الإرهاب بهذه التهمة يعطي فعلا المبرر لحفتر أن يهاجم طرابلس التي تعج بالإرهابيين، فما دام الفنان حاتم الكور، الذي أدى أدوارا منها النسائية، يعتبر إرهابيا، فمن باب أولى أن يكون جميع أهالي طرابلس إرهابيين؛ وجب الهجوم عليهم والإفطار من أجل محاربتهم. فحفتر يحارب الإرهاب فعلا.

من حق حفتر إذن أن يستبشر، ومن ورائه برلمان طبرق العظيم، بأنهم يسيرون في طريق الحق من أجل الخلاص من طرابلس كلها، لكي يتمكن هو من قيادتها إلى بر الأمان، إلى أن تصير ليبيا مؤهلة لممارسة الديمقراطية، بعيدا عن إرهاب الممثلين والفنانين، ومحررة من حاتم الكور المتهم بالتمثيل وبجلب نسبة مشاهدة عالية لقناة تلفزيونية من خلال مسلسله الكوميدي.

في الحقيقة حاولت كثيرا أن أتعامل مع هذا الخبر بأسلوب نقدي جاد، لكنني لم أستطع، خصوصا أن حاتم الكور يؤدي الآن دور الكوميديا الواقعي لكل من يتخيله إرهابيا؛ يحمل المتفجرات ويحارب الحياة وينادي بالموت. 

حسبنا الله وكفى، حتى وجه الحياة الذي يظهر من خلال المنوعات الرمضانية دخلوا عليه محاولين تشويهه، في خضم هذه الحرب الظالمة التي يشنها حفتر بدعوى تحرير طرابلس من الإرهاب.

ربما بعد زمن، حين يصير زمننا هذا ضمن حقبة تاريخية، سيظهر برنامج تلفزيوني يشبه برنامج بين الحقيقة والخيال، وتعرض فيه حلقة بعنوان: نعت الكور بالإرهاب بين الحقيقة والخيال.

 


التعليقات (0)