سياسة عربية

ضابط يروي خفايا حادثة "جهيمان" وينفي مشاركة فرنسيين

عناصر من جماعة جهيمان بعد القبض عليهم- جيتي
عناصر من جماعة جهيمان بعد القبض عليهم- جيتي

كشف قائد عملية السيطرة على الحرم المكي، أو ما يعرف بـ"حادثة جهيمان العتيبي"، عام 1979 أسرارا وخفايا رافقت العملية.

وكان عدد من المسلحين احتلوا الحرم المكي عام 1979، عبر إدخال السلاح إليه، بواسطة توابيت الجنائز، وزعموا ظهور المهدي ودعوا إلى مبايعته.

وقال اللواء ركن مظلي محمد بن زويد النفيعي، إنه التقى جهيمان بعد القبض عليه في فندق قبالة الحرم المكي من الجهة الغربية، وكان برفقته الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الراحل.

وأشارت إلى حوار دار بين الفيصل وجهيمان، وسأله الأمير عن سبب ما قاموا به فأجاب: "قضاء وقدر"، في حين أكد سعود الفيصل أن ما جرى ليس قضاء وقدرا، وإنما من الشيطان، الأمر الذي رد عليه جهيمان بقوله: "يمكن من الشيطان".

وفي ذلك الحوار، سأل الأمير سعود الفيصل جهيمان عما يريد لحظتها، فطلب ماء، فخرج سعود الفيصل وقال للواء النفيعي: "أعطه ماء".

وقص الضابط السعودي المتقاعد أنه تم استدعاؤه عند وقوع حادثة الاعتداء المسلح على الحرم المكي، وسافر إلى مكة المكرمة "حيث أخبرونا بأن الأميرين الراحلين سلطان بن عبد العزيز ونايف بن عبد العزيز رحمهما الله، في فندق يقع في منطقة أجياد، وذهبت إليهما وسلمت عليهما، ووجدت معهما الأمير بندر بن سلطان ومدير الأمن العام آنذاك الفريق فايز العوفي، وقائد قوة الأمن الخاصة اللواء محمد بن هلال".

وكشف النفيعي أن الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الراحل طلب "إنهاء الموقف"، وأنه أخبره بالحاجة إلى "استطلاع ومعرفة تسليح المعتدين وعددهم لكي توضع الخطة، فقال: (خلصونا)، فيما كان الأمير بندر بن سلطان يؤكد صحة كلامي، إلا أن الأمير سلطان عاد للتأكيد: (صحيح لكن خلصونا)، ففهمت الرسالة".

 

اقرأ أيضا: مسؤول أردني: هذه حقيقة مشاركة قواتنا في حادثة الحرم المكي


وعدّد النفيعي الجهات العسكرية التي شاركت في تطهير الحرم المكي، مشيرا إلى أنها شملت "وحدات من الجيش والحرس الوطني وقوة الأمن الخاصة والمباحث والاستخبارات".

ونفى النفيعي بشكل قطعي أي مشاركة أجنبية في عملية الاقتحام والتطهير، مشيرا إلى أن "هناك من يردد أن جنودا فرنسيين شاركوا في عملية التطهير... يكذب من يقول إن هناك وجودا للجنود الفرنسيين في أثناء تطهير الحرم المكي من المعتدين"، بحسب "عكاظ".

لكن شهادات لعدد من ضباط الوحدات الخاصة الفرنسية، التي أرسلت بمهمة رسمية للسيطرة على الأوضاع في الحرم، قالت غير ذلك وأكدت مشاركتها في العملية.

وفي تحقيق مصور عام 2017 ذكر قائد الوحدة بول باريل، وهو ضابط فرنسي بفرقة مكافحة الإرهاب، أنه جرى استدعاؤهم للمشاركة في عملية السيطرة على الحرم المكي.

وأوضح أن فريقه استقر في الطائف، وقام برسم خطة للسيطرة على الوضع، عبر إحداث ثقوب في ساحات الحرم، وإلقاء قنابل غاز لتخدير المسلحين.

وكشف باريل أنه سأل السعوديين عن غرفة العمليات، وجمع المعلومات عن الأوضاع في الحرم خلال احتلاله، فأخبروه بأنه "لا يوجد شيء من ذلك".

وذكر ضابط آخر أنه قام بتدريب قرابة 60 عنصرا من القوات السعودية، على ارتداء الأقنعة الواقية من الغاز، وكيفية إطلاقه لإنهاء الوضع في الحرم.

 

 

التعليقات (1)
لينا
الإثنين، 30-12-2019 02:16 م
اشك ان رواية جهيمان كما وصلتنا هي الحقيقة ، لاننا سمعنا من طرف واحد صاحب المصلحة خصوصًا بعد تدخل فرنسا ( رأس النظام العالمي ) ، ربما يأتي اليوم الذي نكتشف به ان جهيمان كان بطل قومي ، احساس يراودني كلما قرأت قصته