قضايا وآراء

حرب الموساد ضد BDS

عبد الناصر عيسى
1300x600
1300x600

لا تستخدم اسرائيل قواتها العسكرية و الامنية الخاصة و المدربة وفق أعلى مستويات التدريب ضد ما تعتبره خلايا إرهابية فلسطينية أو اسلامية فحسب ، بل تستخدمها ايضا ضد منظمات و حركات يتفق القاصي والداني على انها مدنية و سلمية من مختلف الجنسيات.

 

والمثال الاكبر لذلك هو ما كشفته " نوعه لانداو " في صحيفة هآرتس 12-6 من ان الوزير المتطرف جلعاد اردان وزير ما يسمى القضايا الاستراتيجية اجتمع و تعاون مع مكتب الاستخبارات و المهام الخاصة الموساد ، سيىء السمعة و الصيت في كل ما يتعلق بعمليات اغتيال شخصيات فلسطينية وغير فلسطينية من كافة انحاء المعمورة لمحاربة حركة المقاطعة الدولية BDS

ما هو موقف الحكومات الاوروبية و" الديموقراطية جدا" من قيام أجهزة تجسس و استخبارات اجنبية ، وفي هذه الحالة الموساد الاسرائيلي بالعمل بوسائل مختلفة وتحت غطاء جمعيات و مؤسسات رسمية وغير رسمية ضد مواطنيها الاحرار و نشاطهم السلمي و القانوني

لا تحتمل دولة الاحتلال و الابرتايد الزاحف ، المهزوزة و غير الواثقة لروايتها "الديموقراطية " لاستيطانها الاحلالي أي نوع من أنواع النقد أو النضال ضدها او ضد ممارساتها العنصرية في فلسطين القدس و الضفة و المثلث و الجليل ، لذا قامت و ستقوم باستخدام كافة أنواع أجهزتها الامنية و منظوماتها التجسسية و الاستخباراتية المتطورة لمواجهة الامر بتكميم الافواه و اسكات مصادر النقد ، على اساس اعتقادها بان ذلك " خطرا وجوديا " عليها ، اضافة الى انه معاداة للسامية . 


ما هو موقف الحكومات الاوروبية و" الديموقراطية جدا" من قيام أجهزة تجسس و استخبارات اجنبية ، وفي هذه الحالة الموساد الاسرائيلي بالعمل بوسائل مختلفة وتحت غطاء جمعيات و مؤسسات رسمية وغير رسمية ضد مواطنيها الاحرار و نشاطهم السلمي و القانوني ،او حتى غير القانوني ؟ هل ستصمت ؟ ام ستتعاون و تمنح اسرائيل جائزة على انتهاكاتها بصورة قر ار البرلمان الالماني باعتبار حركة BDS حركة معادية للسامية ؟

 

أم انها ستتحرك لايقاف هذه السياسة الاسرائيلية العدوانية و المنافية للديموقراطية وحقوق الانسان في التعبير عن رأيه و العمل السلمي ضد الاحتلال و العنصرية ؟ 


ماذا لو لم يكن الموساد الاسرائيلي ، و كانت الاستخبارات التركية على سبيل المثال ، هل كان موقف الحكومات كما هو الان ؟ أم سيشن حملة لا هوادة لها ضد "السلطان اردوغان " .


هكذا تظهر دولة الاحتلال و الابرتهايد النووية خائفة ترتعد وتعمل على تسخير كل طاقاتها الاستخباراتية لاسقاثط حرية الكلمة و التعبير ، و حق الانسان في رفض الاحتلال حتى بوسائل سلمية ، هكذا تظهر حكومات و مؤسسات غربية و اوروبية ضعيفة و منافقة و خاضعة لضغوطات اللوبيات الماكرة المؤيدة لحكومات اليمين المتطرف في اسرائيل لتحظى بدعمها في مواجهة قوى الحرية و الديموقراطية في بلدها ، تلك القوى الرافضة للاحتلال و العنصرية و المؤيدة لحق الانسان في مواجهة و مقاومة جلاديه .

0
التعليقات (0)