قضايا وآراء

وفاة الرئيس محمد مرسي.. ماذا بعد؟!

محمود عبدالشافي
1300x600
1300x600

رحل محمد مرسي كالأشجار وقوفا، بعد ست سنوات من الاعتقال والتغييب، والمحاكمات المسيسية والملفقة التي تفتقد لأبسط درجات التقاضي.

رحل مرسي ولم يعترف بانقلاب عسكري، نازعا عنه شرعية كان يرنو  إليها باعتراف ولو بشطر كلمة .
رحل مرسي نازعا ورقة التوت الأخير عن إنسانية بعض خصومه، الذي أبوا إلا أن يقدموا الخلاف على نعيه، وعن مؤيدين تخاذلوا في نصرته ونشر قضيته.

رحل مرسي لكنه رحيل العظماء تتذكرهم ألسنة الشرفاء، ولا يضرهم نباح مقدسي الثورات المضادة.
إلا رحيل أول رئيس مدني منتخب يفرض جملة أسئلة حول المستقبل السياسي لرافضي الحكم العسكري في مصر .

إلى الإخوان المسلمين:

إلى الجماعة التي أكلتها التناحرات والخلافات الداخلية، أما أن الآوان لصلح داخلي تلملمون به شعث بقايا التنظيم، وتعملون لإنقاذ عشرات الآلاف داخل السجون، قبل أن يلقوا مصير مرسي؟ 

بعد رحيل مرسي ما خطتكم السياسية المقبلة؟ وهل ستكتفون بالبكاء واللطميات أم أن الحاجة ملحة للانخراط في عمل جاد وتصحيح للمسار؟


هل ستعدل الجماعة من رؤيتها وخططها وأهدافها، أم ستبقى في حالة التيه التي تعيشها منذ سنوات؟

إلى القوى السياسية المصرية:

 

رحل مرسي ورحلت معه الحجة التي كنت تتذرعون بها دوما لعدم التوافق مع الإسلاميين والإخوان،فهل ستتوافقون الآن؟

 

هل ستطرحون مشروعا وطنيا جامعا يكفل التعايش مع الآخرين ويكون هدفه الأساس، إنقاذ ما تبقى من مدنية مصر التي تطحنها أسنان العسكر ؟


هل ستتحركون لهدف أسمى بعيدا عن الأيديولوجيات والعصبيات ضيقة الأفق، أم تنتظرون أن يلتهمكم نظام السيسي واحدا تلو الأخر؟

إلى مؤيدي الرئيس المغدور:

لا تجعلوا وفاة مرسي نهاية بل اجعلوها بداية لتخليد ذكرى الرجل، عبر إقامة مؤسسة دولية باسمه، وتخصيص جائزة عالمية تحمل اسمه لدعم الديمقراطية ومواجهة الحكم العسكري.

اصنعوا من الرجل أيقونة للديمقراطية ومواجهة الثورات المضادة، خلدوا ذكرى الرجل بأفلام وثائقية واذكروا مناقبه دون خجل، واربطوا اسمه دوما بثورة الخامس والعشرين من يناير.

كما كان اعتقاله لسنوات كاشفا للكثير فإن وفاته كشفت وستكشف أقنعة الكثيرين 
 
رحم الله الرئيس محمد مرسي.. على قدر صبره والظلم الذي تعرض له حيا وميتا.


1
التعليقات (1)
مصري جدا
الخميس، 20-06-2019 03:55 م
كان موته رحمة له فاللهم اجعلها رحمة لنا ،،، رحمة له من جماعة مرتبكة ظلمته وسلطة متوحشة قتلته وشعب ونخبة لا رهان عليهما ،،، أما رحمة لنا ، فبمراجعة المواقف ودراسة الأحوال ،، والانتقال من الرهان على إحراز الأهداف بأقدام الآخرين إلى ،، 1 ،،، إعداد منصات قيادة بديلة للحركة الإسلامية والمدنية سواء بسواء ،، 2 ،،،بناء جيل غير الجيل وثقافة غير الثقافة ومناخ غير المناخ ،، 3 ،،، بفرض قواعد منافسة او صراع جديدة لا تكون بيد السلطة وحدها لكن تكون بيد كل الاطراف ،،، الرهان على قيادات الواقع وبقايا نخبة الواقع وقطاعات شعب الواقع لن تبني صفا لكنها تهدر وقتا وجهدا وعمرا ،،، رحمك الله يا مرسي ،،،