سياسة عربية

لماذا يخشى السيسي من دعوات التحقيق في وفاة مرسي؟

توالت الدعوات لفتح تحقيق دولي مستقل في وفاة الرئيس المصري محمد مرسي- جيتي
توالت الدعوات لفتح تحقيق دولي مستقل في وفاة الرئيس المصري محمد مرسي- جيتي

أثار رفض السلطات المصرية دعوات الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، ورؤساء دول ومسؤولين حاليين وسابقين لفتح تحقيق دولي في وفاة الرئيس الراحل، محمد مرسي، علامات استفهام حول خشية قائد الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، من إدانته بقتل الأخير في محبسه.

وعقب وفاة الرئيس مرسي، الإثنين، أثناء محاكمته، توالت الدعوات لفتح تحقيق مستقل في وفاته؛ حيث دعت مفوضية الأمم المتحدة إلى تحقيق نزيه وشامل وشفاف، للكشف عن ملابسات الوفاة.

ورفضت مصر دعوة الأمم المتحدة، واتهمتها، في بيان، الأربعاء الماضي، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بتسييس وفاة مرسي، معتبرة أن التصريحات الأممية عن وفاة مرسي "لا تليق البتة بمتحدث رسمي لمنظمة دولية كبيرة".

هجوم مصري

وتوقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، أن تبحث الأمم المتحدة في ملابسات وفاة الرئيس مرسي ومحاسبة المسؤولين عنها.

واعتبرت الخارجية المصرية في بيان لها تصريحات الرئيس التركي "تدخّل سافر في شأن وفاة محمد مرسي من خلال إدعاءات واهية تتضمّن التشكيك في وفاته الطبيعية بل والاتهام بقتله".، مؤكدة "على استعداد مصر للتصدي لأي تهديدات".

اقرأ أيضا: هجوم عنيف لخارجية مصر على أردوغان لموقفه من وفاة مرسي

كما طالب زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيرمي كوربين، في تغريدة عبر "تويتر"، الحكومة البريطانية بدعم جهود الأمم المتحدة لمحاسبة السلطات المصرية.

فيما دعت النائبة في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلهان عمر، إلى إجراء تحقيق في ملابسات وفاة الرئيس مرسي، ودفنه المتسارع وظروف احتجازه.

ودعا النائب البريطاني المحافظ عن منطقة رايغيت، كريسبن بلنت، في مقال نشرته صحيفة "إندبندنت"، الحكومة المصرية لفتح تحقيق في التعذيب الذي تعرض له مرسي طوال الستة أعوام.

 

وحثت منظمات حقوقية دولية وإقليمة، مثل هيومن رايتش ووتش، والعفو الدولية، وهيومن رايتس مونيتور، السلطات المصرية للتحقيق في وفاة الرئيس مرسي؛ بسبب تعرضه لتعنت مُمنهج في تلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة، والقتل البطيء المُتعمَّد.

"القتل العمد"


وبشأن مخاوف نظام السيسي من فتح تحقيق دولي مستقل، قال السياسي المصري والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، محمد سودان، إن: "السيسي هو الذي أعطى الأمر بتنفيذ هذا المخطط، بعدم اعطاء الرئيس مرسي الأدوية اللازمة، ودس عقاقير ضارة في طعامه تتسبب في الإغماء عليه داخل قاعة المحكمة، أمام الحاضرين، ثم ينقل إلى المستشفى، ويقتل هناك".

ودلل على حديثه بالقول لـ"عربي21": "لقد تم دفن جثمان الرئيس بعد ساعات من قتله، وفي جوف الليل وتحت حراسة مشددة، دون الصلاة عليه و بحضور اثنين فقط من عائلته، سيناريو يبدو رائعا، ومسرحية مقنعة ظاهريا، ولكن في باطنها القتل المتعمد".

وأكد أن "السيسي يرفض أي نوع من التحقيقات الدولية حتى لا تُكتشف جريمته، ويصبح قاتل مرسي كما أصبح سلفه ابن سلمان قاتل جمال خاشقجي، وما أشبه اليوم بالبارحة، بالضبط كما فعل الملك (فاروق الأول) وحاشيته منذ أكثر من ستة عقود مع الإمام الشهيد حسن البنا، وكأن كل المجرمين يأكلون من معين واحد".

وفيما يتعلق بالضغوط من المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، قال: "لا أعول عليها كثيرا للأسف؛ فضغوط منظمات حقوق الإنسان بالخارج أصبحت بلا تأثير مع ضغوط أمثال الرئيس ترمب وأمثاله".

 

اقرأ أيضا: وزيران مصريان سابقان يفندان ما جاء ببيان الخارجية المصرية

محاكمة السيسي


واتهمت مسؤولة الملف المصري في منظمة هيومن رايتس مونيتور، سلمى أشرف، السلطات المصرية "بحرمان مرسي من تلقي الرعاية الصحية حتى ساءت حالته بشكل كبير؛ وبالتالي فموته هو مسؤليتهم الكاملة، هذا إن لم يكن مات بطريقة أخرى، وهو أيضا أمر يطرح حوله العديد من التساؤلات".

وتساءلت خلال حديثها لـ"عربي21" قائلة: "لماذا العجلة في دفنه دون حضور الإعلام والصحافة، وعرض جثمانه على جهة مستقلة، ولماذا قبل كل ذلك التأخر في إسعافه لمدة 20 دقيقة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة؟"، مضيفة: "أننا نطالب جميعا كمؤسسات حقوقية، وكمنظمة هيومن رايتس مونيتور بالتحقيق العاجل المستقل للتعرف على أسباب الوفاة ومحاسبة الجناة".

وأردفت: "إذا كانت الوفاة طبيعية، فما المشكلة في إجراء تحقيق دولي، فكل الدول لا تمنع زيارات الأمم المتحدةً، ولكن مصر دأبت على رفضها منذ الانقلاب"، لافتة إلى أن "هذه المطالب وإن لم تتحق تضع السيسي في لائحة الاتهام طوال الوقت، ويظل احتمال تقديمه للمحاكمة قائما في أي وقت ".

"جرائم مركبة"


من جهته؛ قال المحلل السياسي المصري، حاتم أبو زيد، لـ"عربي21": إن "جميع ما ارتكب في حق الرئيس مرسي هي جرائم؛ فالانقلاب جريمة، وإخفاؤه قسريا جريمة، واحتجازه جريمة، ثم ظروف احتجازه هي جريمة القصد منها قتله، أو إحداث ضرر بدني جسيم به،  ثم منع العلاج عنه في فترات، ومنع الطعام عنه فترات أخرى، فهذه محاولة قتل متعمد مع سبق الإصرار والترصد".

وأضاف: "لهذا فإن السيسي يرفض فتح تحقيق؛ لأنه سيدان في جميع الأحوال، والسيسي يخشى مستقبلا أن تطارده هذه الإدانة"، مشيرا إلى أن "استمرار الضغط عليه في هذا الصدد أمر جيد يكشف المزيد من عورته، كما كشف عورة صديقه أبو منشار بن سلمان".

وطالب "بممارسة ضغوط شعبية في الداخل لعزل هذه الأنظمة، والتضيق عليها لحين اشتعال ثورة أخرى تقتلعهم، بل إن الشكوك تزداد لدي بصفة شخصية في تورط السيسي في قتل مرسي بطريقة مباشرة بالتعاون وبمعرفة الكيان الصهيوني.، ولعل الأحداث تكشف عن ذلك في المستقبل القريب".

 

التعليقات (1)
ابو شقرة
الجمعة، 21-06-2019 09:22 م
ان شاء الله نشوف في الخسيسي يوم. الواحد مش قلقان كثير ، لانه الدنيا زائلة وفي آخرة حتيجي على هذا الاجرب. لكن الواحد بس بستعجل : ) الله ينتقم منك يا خسيسي