ملفات وتقارير

تراجعات بالجملة لترامب في قمة العشرين.. ماذا وراءها؟

هل يتراجع ترامب عن تصريحاته الإيجابية لاحقا؟ - جيتي
هل يتراجع ترامب عن تصريحاته الإيجابية لاحقا؟ - جيتي

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، مجموعة من التصريحات "الهادئة" حول عدد من القضايا "الملتهبة" التي طالما كانت عوامل توتر بينه وبين عدد من البلدان أبرزها تركيا، والصين، وكوريا الشمالية.

وخلال مؤتمر صحفي في ختام قمة العشرين في أوساكا باليابان، غازل ترامب تركيا التي كانت مهددة بعقوبات أمريكية بسبب صفقة شراء منظومة "أس 400" الروسية بحجة أنها قد تؤثر على طائرات "أف 35" الأمريكية التي تشتريها تركيا أيضا.

وألقى ترامب باللائمة على إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، التي رفضت بيع منظومة "باتريوت" لتركيا ما دفعها إلى التوجه نحو روسيا.

على جانب آخر، غازل ترامب الرئيس الكوري الشمالي الذي تبادل معه الشتائم سابقا، واتجه إلى الجانب الكوري الشمالي من المنطقة منزوعة السلاح للقائه.

وقبل القمة قال ترامب: "إذا رأى زعيم كوريا الشمالية كيم هذه الرسالة، يمكنني أن أقابله على الحدود/ المنطقة المنزوعة السلاح لمجرد مصافحة يده والقول مرحبا؟!".

وتراجع ترامب أيضا عن سياسته الضاغطة على شركة هواوي الصينية العملاقة، بعد إعلانه السبت، أنه اتفق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، على مواصلة بيع المنتجات الأمريكية للشركة.

ولم يعتبر ترامب "المعدات" مشكلة كبيرة للأمن القومي الأمريكي، رغم إدارج البيت الأبيض في أيار/ مايو الماضي هواوي على القائمة السوداء.

 

اقرأ أيضا: "فيسبوك" تنضم إلى مقاطعي هواوي وتعلق "التنزيل المسبق"

وعلى صعيد التجارة مع الصين قال ترامب إنه لن يفرض رسوما جمركية جديدة على الصين، على الأقل في الوقت الحالي.

خبير استراتيجيات الأعمال، عبدالرحمن الجاموس، أشار لـ"عربي21" إلى أن الرئيس الأمريكي بدا في قمة العشرين - على غير العادة-  كما لو أنه من الحمائم، وهو أمر مثير للشك، ليس لأنه أظهر سياسة غير تصادمية؛ وإنما لانسحاب التهدئة على أغلب الملفات الدولية العالقة والمحتدمة منذ وصوله إلى البيت الأبيض، بداية من ملف شراء تركيا لمنظومة أس 400 وصولاً إلى قضية شركة هواوي الصينية والهجرة وملف كوريا الشمالية.

 

اقرأ أيضا: ترامب يعبر الحدود إلى كوريا الشمالية ويلتقي كيم جونغ أون

وقال إن الجميع يعلم سلوك ترامب الذي لا يمكن التنبؤ به والذي أدخل العالم في حالة من عدم اليقين.

وأضاف أن "المتتبع لسلوك ترامب سيرى أنه من المستحيل أن يتراجع في جميع الملفات، وبالتالي هذه لن تتعدى كونها مناورة إعلامية يتبناها رجل العقارات والصفقات، وتكتيكا قصير الأجل، واستعراضا إعلاميا لا أكثر"، بحسب تعبيره.

وحول قضية شراء تركيا لمنظومة "أس 400" مثلا، قال الخبير الاقتصادي إن تركيا لم تترك الصفقة مع روسيا رغم وعود أمريكية بمنظومة "باتريوت" وذلك لأن ترامب لم يحافظ على كثير من الاتفاقيات الدولية مع حلفاء واشنطن قبل أعدائها، حيث باتت العلاقة متشنجة مع كندا والمكسيك وألمانيا وغيرها، وكذلك انسحابه من اتفاقيات كثيره مع الصين وغيرها.

 

وتابع: "بالتالي يمكن القول إن ما أعلنه ترامب في قمة العشرين لن يتعدى كونه وعودا، ولا يوجد ما يجبره على الالتزام بها، وسيتراجع كما تراجع في وعود كثيره مع تركيا سابقاً".

وذكرت الرئاسة التركية، السبت، أن ترامب أبلغ نظيره التركي بأنه يرغب في حل الأزمة المتعلقة بمشتريات أنقرة أنظمة للدفاع الجوي دون إلحاق ضرر بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

اقرأ أيضا: ترامب يهدئ التصعيد مع "هواوي" ويسمح بتعاون الشركات معها

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ترامب أكد أن الولايات المتحدة لن تفرض عقوبات على تركيا بسبب قرارها شراء المنظومة الروسية.

وحمّل ترامب المسؤولية للإدارة السابقة التي قال إن تعاملها مع تركيا "لم يكن عادلا".

الكاتب والمحلل السياسي، علي باكير، رأى في حديث لـ"عربي21" أنه يجب التشكيك في كلام ترامب حتى آخر لحظة، مؤكدا أنه لا يمكن الاعتماد على تصريحاته بشكل كامل.

وتابع باكير بأنه رغم أن الاجتماعات كانت إيجابية في مجملها، والتصريحات أيضا، وهنالك إيحاء بحصول انفراجة أو على الأقل عدم توجه إلى فرض عقوبات جديدة على تركيا في ما يتعلق بأنظمة "أس 400"، إلا أن البيان المكتوب تضمن لهجة مختلفة عن تلك التي ظهرت في تصريحات ترامب للصحافيين.

وأشار إلى أنه لا يجب المراهنة بشكل كامل على المؤتمر الصحفي، وعلينا الانتظار فربما سيكون هنالك تنافضات داخل المؤسسات المختلفة في إدارة ترامب.

وتابع: "علينا أن نعرف موقف وزارة الدفاع من هذا الملف على سبيل المثال"، واستدرك قائلا: "علينا أن نعرف أيضا ما إذا كان موقف ترامب الحقيقي هو ما يصرح به".

ورغم أن اليد العليا في نهاية الأمر ستكون لترامب في نهاية المطاف، إلا أن الوقت فقط يمكنه أن يخبرنا ما إذا كان ترامب جادا في تصريحاته، وليست مجرد مناورة.

وأكد أنه إذا كان موقف ترامب حقيقيا في دعم الموقف التركي فإنه لن يكون هنالك أي تطورات سلبية، لكنه شدد على أن ذلك مرهون بالموقف "الحقيقي" للرئيس الأمريكي، وليس مجرد التنفيس للأوضاع.

وختم بأن هنالك مؤشرات إيجابية من قبيل تعيين سفير أمريكي جديد لتركيا، ديفيد ساترفيلد، الذي قد يساعد على حلحلة بعض الأمور، رغم انحسار النافذة الزمنية.

التعليقات (1)
منتهي الصلاحية
الأحد، 30-06-2019 12:19 م
التفسير والتحليل الذي أراه، إنتهاء مرحلة كان ينتهجها ترامب منذ رئاسته إلى أحداث المناوشة الأخيرة مع إيران، قد تم فيها الحدود التي إستطاع فيها ترامب الوصول إليها بإنتهاج أمريكا أولا الشعبوية الحمائية للسلع، الأن الدخول بمرحلة جديدة، بعض الوقت إن لم تظهر معالم النهج الجديد والذي منه حصد نتائج المرحلة الفائتة بفائدة مستمرة. ترامب ما كان ليستمر دون صفقة 500 مليار، هي المعونات الخليج لترامب والتي كانت هي الرصيد الذي كان ينفق منه لتنفيذ برنامجه الشعبوي الذي وصل إلى أخر حد ممكن.