ملفات وتقارير

مع انتهاء مهلتها.. كيف ستبدو علاقة إيران مع أوروبا؟

في حال تخطت إيران حد الـ 3.67 بالمئة فإنها بذلك تكون تجاوزت الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي- جيتي
في حال تخطت إيران حد الـ 3.67 بالمئة فإنها بذلك تكون تجاوزت الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي- جيتي

ساعات وتنتهي المهلة التي منحتها إيران لشركائها الأوروبيين لتنفيذ التزاماتهم، لإنقاذ الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في أيار/ مايو من العام الماضي.

وتثار التساؤلات، حول ما ستحمله الساعات المقبلة، بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما الإيرانية لدول أوروبية، وهل ستتطور الأمور إلى توتر بينهما، يؤدي لانضمام تلك الدول للمعسكر الأمريكي، وما هي خيارات إيران في المرحلة المقبلة؟


وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، قال الأربعاء الماضي، إن بلاده ستسرع من تخصيب اليورانيوم بعد انتهاء المهلة الممنوحة للدول الأوروبية.

وأعلن مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أمس الجمعة، أن الدفعة الثانية من تخفيض التعهدات ستبدأ في السابع من تموز/ يوليو الجاري، وسيجري رفع نسبة تخصيب اليورانيوم أكثر من 3.67 بالمئة، والمحدد بـ 300 كلغ.

 

المسؤول الإيراني قال إن بلاده قد ترفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 5% لأهداف "سلمية".


وفي حال تخطت إيران حد الـ 3.67 بالمئة، فإنها بذلك تكون تجاوزت الحد المسموح به بموجب اتفاق النووي.

 

اقرأ أيضا: إيران تحذر بريطانيا.. وترفع مستوى تخصيب اليورانيوم

إلى ماذا تسعى إليه إيران؟

 

وفي هذا السياق، قال المختص بالعلاقات الدولية، علي باكير، إن إيران تسعى لزيادة الضغط على أوروبا، من خلال التصعيد الإعلامي والسياسي والأمني بالخليج، لإلزام الأوروبيين للإيفاء بتعهداتهم.

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن إيران تسعى في ضغطها على الأوروبيين، بتعويضها عن خسائرها التي لحق بها جراء العقوبات الأمريكية، وذلك من خلال تفعيل الآلية المالية الخاصة، إلى جانب أن يقوم الأوروبيون بالضغط على واشنطن لرفع العقوبات والحفاظ على اتفاق النووي.

وأشار إلى أن طهران، تخاطر بتلك الخطوات التي تقوم بها، مما يجعلها معزولة تماما، لاسيما أن روسيا والصين ليستا مستعدتين لمواجهة أمريكا من أجل مصالح إيرانية فقط.

وشدد المختص بالعلاقات الدولية على أن مصلحة إيران في الحفاظ على تواصلها مع الأوروبيين، إلا أنها تغامر بهم ما يؤدي لإمكانية خسارتهم.

 

لعبة الوقت

ورأى باكير، أنه على الإيرانيين أن يذهبوا إلى التفاوض، مشيرا إلى أنه كلما أسرعوا بذلك فسيكون لصالحهم، مبررا ذلك بأن لعبة الوقت هذه المرة لا تصب في صالحهم.


وأوضح أن العقوبات الأمريكية شديدة للغاية، ولا يمكن المراهنة على خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض بعد عام، مضيفا: "إذا حصل وقررت إيران فعل ذلك، ثم بقي ترامب في البيت الأبيض لدورة ثانية، فستكون طهران في وضع أصعب بكثير مما هي عليه الآن".

 

اقرأ أيضا: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعقد اجتماعا الأربعاء حول إيران

وحول عزم إيران تنفيذ تهديداتها برفع نسبة تخصيب اليورانيوم، أشار باكير إلى أنها تريد أن تقابل الخروقات الأمريكية بخروقات مثلها، معتبرا أن الرسالة الحقيقية التي تريد إيران توجيهها للأوروبيين، أنهم إن لم يتحركوا لدعمها فستزيد من التخصيب بعيدا عن حدود الاتفاق النووي.

 

أوروبا لن تجازف بعلاقاتها مع أمريكا

من جهته رأى الباحث بالشؤون الإيرانية، عدنان زماني، أن الأوضاع بالأيام المقبلة، ستشهد تصعيدا كبيرا، وقد يؤدي إلى الإعلان عن انهيار الاتفاق النووي بشكل كامل.

وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن إيران تصر على ضرورة التزام الأوروبيين بكامل تعهداتهم التي نصّ عليها الاتفاق النووي، كتسهيل التعامل التجاري والاقتصادي مع طهران، وعدم الرضوخ للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على كل من يرغب في التعامل مع إيران.

وأوضح، أن طهران لن تكتفي بإطلاق التهديدات، فيما لن تغامر الدول الأوربية بأي خطوات، ولن تجازف بعلاقاتها التجارية الهائلة مع واشنطن، وبالتالي لن تكون في الجبهة المقابلة للولايات المتحدة الأمريكية.

 

انقطاع الاتصالات

 
وتوقع المختص الإيراني، أن الاتصالات بين الإيرانيين والأوروبيين، قد تنقطع في الفترة المقبلة، وهو ما يترتب عليه استمرار إيران في الخفض من تعهداتها النووية، وقيام الدول الأوروبية بفرض عقوبات على إيران الأمر الذي يعني من الناحية العملية موت الاتفاق النووي وانتهاءه.

وشدد زماني، على أنه ليس من مصلحة إيران الابتعاد عن أوروبا في الوقت الراهن، لاسيما وأنه غاية يريدها خصومها الدوليون والإقليميون، مشيرا إلى أنها لذلك السبب، تسعى جاهدة للإبقاء على نوع من التواصل مع الجانب الأوروبي، مستدركا، أن المعطيات تشير إلى أن انقطاع التواصل سيناريو محتمل.

وأكد على أن مطالب إيران مشروعة، إلا أن الأوروبيين غير قادرين على تنفيذها لأنهم لا يستطيعون ولا يرغبون بالوقوف أمام واشنطن وغضبها.

 

اقرأ أيضا: دعوات أوروبية جديدة لإيران للالتزام بالاتفاق النووي

ورأى المختص بالشأن الإيراني، أن المرحلة المقبلة، ستشهد المزيد من الضغوط التي ستمارسها إيران، على الولايات المتحدة، وأوروبا، من خلال التهديد برفع نسبة اليورانيوم المخصب، الأمر الذي يشكل عامل ضغط كبير على الأطراف الدولية.

وذهب زماني، إلى أن الإدارة الأمريكية لا ترغب بأي مواجهة عسكرية مع إيران، لأسباب داخلية وخارجية كثيرة، منوها إلى أن طهران لا تخشى من إقدام أمريكا لأي حرب شاملة الأمر الذي يجعلها أكثر اطمئنانا بممارسة الضغوط، لإقناع الأمريكان على تخفيف حدة العقوبات والضغوط الاقتصادية، ما سيكون مكسبا لإيران.

التعليقات (0)