ملفات وتقارير

مصر.. شركة نقل جديدة تنفي تبعيتها للجيش وتحذر من "قوى الشر"

دابسي شركة نقل جديدة في مصر يتخوف البعض من أنها تتبع المؤسسة العسكرية
دابسي شركة نقل جديدة في مصر يتخوف البعض من أنها تتبع المؤسسة العسكرية

نفت شركة "دابسي" لخدمات النقل بمصر، في بيان رسمي لها، تبعيتها للحكومة أو لجهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، لكنها تتطلع لدعم من الدولة.

الشركة التي يرأس قطاع تطوير الموارد البشرية بها المتحدث العسكري السابق، العميد محمد سمير، أكدت أن "ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة بشراكة جهاز الخدمة الوطنية في الشركة، أو ملكيتها للحكومة المصرية، أمر غير صحيح على الإطلاق".

وأكدت في بيانها أن "السيد العميد محمد سمير، بما لديه من خبرات كمحاضر وخبير في مجال التنمية البشرية، يشغل منصب "رئيس قطاع تطوير الموارد البشرية" بالشركة، وضمن مجلس إدارتها، وسيهتم بشكل أساسي بالإشراف على تطوير أداء العناصر البشرية ضمن الشركة، وتطوير بيئة العمل بها".

"دابسي" ألقت باللائمة في انتشار تلك الشائعات على الشركات المنافسة في السوق المصري (يوجد شركتان مختصتان بخدمات النقل باستخدام التطبيقات الذكية، هما أوبر وكريم)، وقالت الشركة: " الوقت من المتوقع أن يتم نشر إشاعات عن الشركة خلال الفترة الحالية لصالح البعض، مع وجود شركات منافسة في السوق المصري تأمل في استمرار السيطرة على السوق".



أيضا، ومما أثار جدلا واسعا بين النشطاء، ألقت "دابسي" اللوم على "قوى الشر التي تأبى لمصر أن تتقدم، وتقف تلك القوى ضد أي مشروع واعد قد يضاف إلى الاقتصاد المصري، من خلال بث السموم والإشاعات المغرضة".

وطالبت الشركة بدعم الدولة قائلة: "تتطلع الشركة للحصول على دعم معنوي كبير من الدولة لإنجاح التجربة، والمنافسة في السوق المصرية من أجل تحقيق مبدأ التنافسية مع خدمات الشركات المشابهة، التي تنفرد بحصة كبيرة من السوق".

البيان، وإشارته إلى "قوى الشر" المصطلح الذي ابتدعه رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي وانتهجته وسائل الإعلام المحلية، أثار جدلا واسعا بين النشطاء، وبالأحرى سخرية واسعة.

 

"مستثمرون يتساءلون"

 

وتساءل المستثمر تامر حسن، عبر "فيسبوك": عن ماهية ملاك الشركة، مشيرا إلى أن القانون المصري يعفي بعض الجهات من دفع الجمارك والضرائب، وأن المنافسة بهذا الشكل ستكون صعبة لو كانت "دابسي" تابعة لتلك الجهات.

وأكد حسن أن صندوق النقد الدولي أشار إلى ضرورة مكافحة الفساد، وتقليل تدخل الجيش بالاقتصاد، وإتاحة المعلومات، متخوفا أن يعصف إطلاق "دابسي" بما سبق.

فيما تحدث المتخصص بمواقع التواصل الصحفي خالد عبد القادر، عن ما أسماه الشعبية الزائفة للشركة وشرائها صفحة بـ"فيسبوك"، "https://www.facebook.com/idubci"، بها 6 مليون متابع بمنشورات حديثة، وهو ما يؤكده قلة متابعيها بـ"تويتر" و"إنستغرام".

"وزارة النقل"

"عربي21" سألت المتحدث الرسمي باسم وزارة النقل المصرية، محمد عز، عن حقيقة ارتباطات وماهية الشركة الجديدة ودور وزارة النقل بالتنسيق بينها وبين الشركات المنافسة، فأجاب أن الوزارة لا علاقة لها بـ"دابسي".

عز أوضح أنه لا يوجد للوزارة دخل على الإطلاق بالشركة، وليس هناك أي دور لها بتنظيم السوق مع منافسيها.

وبرده على التساؤل: هل من المنطقي تدشين الشركة بالسوق المصرية دون دور لوزارة النقل؟ قال: "هذا العمل يخص وزارة الاستثمار، ودورنا هو النقل البري ومنح التراخيص للشركات".

"مخاوف سائق"

أحد السائقين لدى "أوبر" قال لـ"عربي21" إنه برغم المميزات المطروحة من "دابسي"، التي تفوق "أوبر" و"كريم"، "إلا أن الشعور بأنك مراقب بالسيارة، وما قد يلاحق السائقين من متابعات أمنية، وما يسبق ذلك من فحص أمني شديد، تجعلني مترددا بالالتحاق بالشركة".

"احتيال واضح"

وبتعليقه، قال الباحث المصري معاذ علوي إنه "يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الدولة المصرية بشكل مباشر وغير مباشر مملوكة للمؤسسة العسكرية، وإن لم تصرح بذلك".

وأضاف الباحث بمعهد إسطنبول للدراسات الاقتصادية،‏ معاذ علوي، لـ"عربي21"، أن "وجود (دابسي) كمنافس لـ(أوبر)، و(كريم)، وتمثيلها عبر ضابط متقاعد بالجيش، يعني أمرين الأول: تغلغل المؤسسة العسكرية بقطاعات الدولة وإحكام قبضتها عليها، وثانيا: رسالة بأن المؤسسات العامة والخاصة تحت تصرفها".

ويعتقد الباحث المصري أنه "احتيال واضح، وسرقة للموارد، وتتبع لمنظومة المعلومات حتى تبقى كل موارد الدولة تحت سيطرته".

"نشطاء يسخرون"


بعض النشطاء أشار إلى أن صفحة "دابسي" على "فيسبوك" قد تم شراؤها؛ لأن عدد متابعيها ستة ملايين، وتم تغيير اسم الصفحة لاحقا إلى اسم الشركة.

وكان النشطاء قد أطلقوا على شركة "دابسي" وصف "سبوبة الجيش الجديدة"، بعد الإعلان عن تطبيق "دابسي" لخدمات النقل الذكي؛ لإتاحة طلب سيارات خاصة ودراجات وحافلات ويخوت وطائرات، وذلك في القاهرة وشرم الشيخ والغردقة.

الإعلامي علي خفاجي علق قائلا: "قوى الشر ومحمد سمير وسارقين متابعين من صفحات قديمة وبتقنعنا انكم مش مخابرات؟! #معلش".

المصور الفوتوغرافي أشار إلى البيانات التي كان يلقيها الجيش على المتظاهرين والمعتصمين عقب الانقلاب العسكري، فقال: "البيان دا المفروض يترمي علينا بالطيارات".

الصحفية سلسبيل عبد الوهاب قالت أيضا: "واللي هيركب هتودوه ستي ستارز (مول تجاري) فعلا ولا هتودوه في داهية؟ يفضحكم جهاز عرة".

ناصر طه قال: "مع تحيات أخوكم اللواء الفنجري".

البعض أضاف تعليقات بتقنية الـ"جيف" لرئيس الانقلاب وهو يقول: "مش عايز أتكلم كتير عشان الأشرار"، في إشارة إلى مصطلح "قوى الشر" الذي ورد في البيان.

إيمان أسامة سخرت من لهجة البيان قائلة: "فعلا لهجة البيان بتقول إنكم جداد فريش ومدنيين زينا بالضبط".

وأحصى تامر محمد المصطلحات الواردة في البيان والمشابهة للمصطلحات التي ترد في البيانات العسكرية وخطابات السيسي فقال: "السيد العميد محمد سمير، نتطلع للحصول على دعم الدولة، عموم الشعب، قوى الشر. بث السموم والإشاعات. كد وتفاني وعزيمة وتخطيط وإعداد (مش دراسة سوق وجدوى اقتصادية) ..لا فعلا مدنية".

محمود الكيلاني سخر قائلا: "أنا قرأته بصوت المتحدث العسكري".

 

لينا السيد أيضا أشارت إلى مصطلح "قوى الشر" فقالت: "قوى الشر وبث السموم والاشاعات المغرضه بتكتب ورايا يا احمااااااااا".

فيما تنبأ مجدي محمود بصدور فتوى وجوب ركوب "دابسي وعدد من ردود الفعل الأخرى فقال: "عاجل دار الإفتاء: ركوب الدابسي فريضة ومن يركب غيره آثم وعليه توبة..
بطريرك المرقسية: يبارك كل راكب دابسي حتى يوصل..
أحمد موسي: أنا هقدم البرنامج من دابسي بعد كده، أريح كتير من المكتب
لاعبي المنتخب: نعتذر للشعب المصري عن الإحباط وننصحهم بركوب دابسي".

1
التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
الأربعاء، 10-07-2019 11:10 ص
الجيش وراء كل الشركات لانه فاسد