ملفات وتقارير

ما دلالات هجوم المعارضة على قوات الأسد في الساحل السوري؟

كانت فصائل المعارضة قد شنت هجوما واسعا على مواقع النظام في جبل التركمان على جبهة الساحل- الأناضول
كانت فصائل المعارضة قد شنت هجوما واسعا على مواقع النظام في جبل التركمان على جبهة الساحل- الأناضول

أكد باحثون وسياسيون سوريون، أن هجوم فصائل المعارضة على مواقع قوات الأسد في الساحل السوري يحمل عددا من الأهداف والدلائل، عسكريا وسياسيا، وذلك في ظل مواصلة الجيش التركي دفعه بالتعزيزات العسكرية ووحدات المرابطة إلى داخل سوريا وشريطه الحدودي معها.

وكانت فصائل المعارضة السورية قد شنت هجوماً عسكريا واسعا على مواقع النظام في جبل التركمان على جبهة الساحل، وتمكّنت من التقدم إلى 15 نقطة، من بينها 3 تلال حاكمة، والوصول إلى أطراف تلة عطيرة وجبل زاهية الإستراتيجيين. إلّا أنّ الفصائل أعلنت الانسحاب من المواقع التي تقدمت إليها، وتسبّب الهجوم بمقتل 30 عنصراً من قوات النظام السوري، وأسر 4 آخرين، في حين قُتل 3 عناصر من القوات الروسية الخاصة، وفق ما أكده قائد عسكري في المعارضة لـ"عربي21".

وفي هذا الصدد رأى الباحث في مركز "جسور للدراسات" عبد الوهاب عاصي، أنه لم يكن هدف فصائل المعارضة من الهجوم على مواقع قوات الأسد تثبيت مواقعها في النقاط التي تقدمت إليها، رغم وجود إمكانية عسكرية لذلك، لا سيما في ظل تجاوز مشكلة القصف الصاروخي والجوي عبر استخدام أساليب قتالية مناسبة وبيئة جبلية صعبة، وصعوبة توقّع روسيا الهجوم والمحاور التي انطلق منها وكذلك بالنسبة لقدرات الفصائل الهجومية والدفاعية. 

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن هجوم فصائل المعارضة السورية على مواقع قوات الأسد يحمل عددا من الأهداف والدلائل عسكرياً وسياسياً، منها، أنّ فصائل المعارضة تعمل على تمكين سيطرتها في خطوط جبل التركمان عبر العمليات الوقائية التي تضعف قدرات النظام السوري على الهجوم والمبادرة.

 

اقرأ أيضا: المعارضة تتقدم بريف حماة وتكبد النظام السوري خسائر كبيرة

وأكد عاصي أن هجوم فصائل المعارضة على الساحل قد أدى إلى تخفيف الضغط عن جبهات ريفي حماة وإدلب لأن من شأن الهجوم الواسع والانهيار الذي لحق بالنظام في جبهات الساحل ذات الأهمية الاستراتيجية أن تدفعه لإعادة توزيع ونشر قواته، وهو ما يعزز من قدرة الفصائل على المبادرة والمناورة بشكل أكبر في جبهات مختلفة.

ولفت إلى أن الفصائل أبرزت قدرات عسكرية عالية عبر الدمج بين الهجمات التقليدية وغير التقليدية، حيث يُمكن اعتبار الهجوم الذي تم تنفيذه في جبل التركمان أحد الأساليب القتالية الهجينة، في ظل الاعتماد على توسيع خط النار لتشتيت قوات العدو عسكرياً ومعلوماتياً بشكل يجعلها غير قادرة على تكوين معطيات سليمة حول قدرات وإمكانيات الفصائل في الهجوم والدفاع. 

وشدد عاصي على أنّ فصائل المعارضة ما زالت قادرة على تهديد مصالح روسيا الحيوية سواءً فيما يخص قاعدتها العسكرية في حميميم أو حتى القوات العسكرية الخاصة التابعة لها، كون السيطرة نحو التلال الحاكمة المتقدمة يجعل تلك المصالح في نطاق الأهداف الحيوية التي يُمكن استهدافها وإصابتها بشكل مباشر. 

ويعتقد أنّ فصائل المعارضة ما تزال ترغب في الحفاظ على خطوط التماس الرئيسية لاتفاق خفض التصعيد، وذلك انسجاماً مع سياسة تركيا وانتشارها العسكري في محافظة إدلب ومحيطها، وأنها قادرة على الدفاع عن حدود تلك المنطقة ونقاط المراقبة فيها.

من جانبه اعتبر المحلل السياسي السوري "أسامة بشير"، أن هجوم فصائل المعارضة مع مواقع قوات الأسد في الساحل السوري يدل على أن المعركة أصبحت مفتوحه، وبالتالي يبدو أن الخطوط الحمراء، والتي قيدت المعارضة قد تلاشت وفق تعبيره.

 

اقرأ أيضا: المعارضة تسيطر على تل بـ"جبل التركمان" شمال سوريا

وأردف في حديثه لـ"عربي21"، أن تركيا يبدو قد حسمت أمرها ولن تسمح للنظام بالسيطرة على جبل التركمان والشمال، حيث نلاحظ أن معارك الساحل متوازية مع معارك ريف حماة، واللتان تسببتا في تشتت النظام إضافة لتقدم فصائل المعارضة في ريف حماة وتكبيد النظام خسائر كبيرة، لذلك فإن الدعم التركي للثوار بالسلاح قلب موازين القوى في معارك الشمال.

0
التعليقات (0)