حقوق وحريات

10 منهم بالسجن.. لماذا ينكل النظام بمصر بأسرة الشاطر؟

مصر   الإخوان   خيرت الشاطر   جيتي
مصر الإخوان خيرت الشاطر جيتي

أكد حقوقيون مصريون، الجمعة، أن أسرة نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر، تدفع فاتورة باهظة التكاليف، نتيجة موقف الشاطر من "الاجتماع الوزاري الدولي" الذي جرى معه في السجن بعد الانقلاب العسكري في 3 تموز/ يوليو 2013، وضم وزراء خارجية قطر والإمارات والسعودية، بالإضافة لممثلي الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية.

ويشير مقربون من أسرة الشاطر إلى أن الإجراءات القمعية التي تمارسها سلطات الانقلاب ضدهم، لم تقف عند حد الاعتقال الذي طال بجانب رب الأسرة خيرت الشاطر، ونجليه سعد والحسن، وابنته عائشة، وزوج أخته محمود غزلان، وخمسة من أزواج بناته هم أحمد ثروت (زوج مريم) ومصطفى حسن (زوج حفصة) وأحمد درويش (زوج خديجة) ومحمد أبو هريرة، (زوج عائشة) وأخيرا خالد أبو شادي (زوج سمية)، وإنما امتدت هذه الإجراءات لمصادرة أموالهم وشركاتهم، ومنع الزيارة عنهم، واحتجازهم في ظروف غير إنسانية، وتلفيق العديد من القضايا الانتقامية لهم.

 

اقرأ أيضا: الشاطر يتحدث بعد سنوات من الاعتقال ويكشف تناقضات النظام

وكانت عزة توفيق، زوجة الشاطر، وصفت حال أسرتها في رسالة بصفحتها على "فيسبوك"، قالت فيها: "قلبي مفطور.. لولا التحلي بالصبر، وحب المولى الذي في سبيله تهون الصعاب، لكان الحال غير الحال"، وأضافت: "بنت في السجن يُنَكل بها، وأخرى تجري على زوجها في سجنه، وفي جلسات المحاكم، وأحكام ننتظرها بعد أيام (الله أعلم بها)، على شريك العمر الذي قضى 19 عاما في الحبس الظالم، وأصغر أولادي الذي يحاكم في قضية (عمرها 14 سنة)، وضعوا اسمه بها وهو لم يكمل 12 سنة".

واختتمت توفيق رسالتها قائلة: "زوجي كان محبوسا معظمها (سنوات إعداد القضية)، وبالرغم من ذلك، فإن التهمة التخابر مع حماس، والمشكلة ليست في انفطار القلب، لكن في الغرائب التي لا يصدقها المنطق والعقل.. مصر تنوي أن نُصاب بالجنون".

 


وكان الشاطر واحدا من أربع شخصيات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة تم اعتقالهم بعد دقائق من بيان عبد الفتاح السيسي الشهير الذي أعلن فيه الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي، حيث تم اعتقاله بالإضافة للمرشد الراحل محمد مهدي عاكف، ونائب المرشد العام رشاد البيومي، ورئيس حزب الحرية والعدالة ورئيس برلمان الثورة محمد سعد الكتاتني.

تنكيل شامل

وبحسب المحامي والحقوقي أحمد عبد الباقي، فإن الشاطر (الأب) يحاكم في قضيتين، الأولى وهي التخابر مع حركة حماس، وسبق أن حصل فيها على حكم بالإعدام، قبل نقض القضية وإعادتها للمحاكمة مرة أخرى، وهي القضية التي تنتظر الحكم في آب/ أغسطس المقبل، بالإضافة لقضية عسكرية أخرى عرفت إعلاميا بخلية أبناء خيرت، تم إعدادها للشاطر وهو داخل محبسه، واتهمته السلطات المصرية بإدارة الحراك الجماهيري من داخل السجن، وحكم عليه فيها بالسجن المشدد 15 عاما.

ويؤكد عبد الباقي لـ"عربي21" أنه بعد اعتقال الشاطر بأيام، تم اعتقال نجله الأكبر سعد، على ذمة القضية الشهيرة بغرفة عمليات رابعة، وحكم عليه بالسجن المؤبد 25 عاما، قبل أن يتم نقض الحكم ويحصل على البراءة بعد أن قضى قرابة 4 أعوام بالسجن، وقبل الإفراج عن سعد تم اعتقال شقيقه الأصغر الحسن، على ذمة قضية التخابر مع حماس، المتهم فيها والده، وقد حكم عليه غيابيا بالإعدام، قبل إعادة محاكمته من جديد.

وأضاف عبد الباقي: "التنكيل بالأسرة امتد للبنات وأزواجهن، حيث تم اعتقال ابنته عائشة، وزوجها الحقوقي محمد أبو هريرة، بتهمة دعم أسر المعتقلين، كما تم اعتقال أزواج بناته مريم وحفصة وسمية وخديجة، وأفرجت السلطات المصرية عن اثنين منهم، أحدهما قضى ثلاث سنوات، وما زال اثنان آخران رهن الحبس الاحتياطي والمحاكمة، وهما مصطفى حسن الذي اعتقل في تموز/ يوليو 2015، وخالد أبو شادي الذي اعتقل في أيار/ مايو 2019 ضمن قضية خلية الأمل الأخيرة".

صدام أمني مخابراتي

ووفق رئيس اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة مختار العشري، فإن السلطات المصرية حمّلت أسرة الشاطر أكثر من طاقتها، حيث أصبحت الأسرة تدفع ضريبة مواقف الشاطر قبل وبعد الانقلاب العسكري، على المستوى الحقوقي والاقتصادي والأمني والإنساني، بعد أن تم تشويههم إعلاميا، حتى قبل الانقلاب العسكري.

وأكد العشري لـ"عربي21" أن ما كشفه الشاطر في آخر جلسات إعادة محاكمته بقضية التخابر مع حماس، رغم أنه ليس جديدا، وسبق أن صرح به الوزراء الذين ذهبوا إليه في السجن، إلا أنها المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه التفاصيل من طرف الشاطر، ما يعني أنها المرة الأولى التي يتم السماح فيها للشاطر بالحديث عن محاكمته بعد اعتقال تجاوز 6 سنوات.

وأضاف العشري: "قبل ثورة يناير 2011، كان الخلاف معروفا بين أسرة مبارك والشاطر، لتضارب المصالح الاقتصادية في بعض الأحيان، وللخلافات السياسية مع الإخوان في أحيان أخرى، إلا أنه بعد الانقلاب اتضح أن حقيقة الصدام لم تكن مع أسرة مبارك، وإنما مع نظام مبارك الأمني والمخابراتي، باعتباره صمام أمان الدولة العميقة، الذي امتد بعد ذلك ليكون هو القوام الأساسي لنظام السيسي".

التعليقات (2)
مصري
السبت، 20-07-2019 08:36 ص
اللهم عليك بالسيسي و كل من يواليه ، اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تغادر من احدا ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم و نعوذ بك من شرورهم يا رب العالمين .
قاسم -اربد
السبت، 20-07-2019 05:49 ص
اللهم انتقم من قائد الانقلاب هذا المجرم الصهيوني وانتقم من كل من يؤيده. وفرجها على كل المظلومين.