سياسة عربية

مصريو الخارج يبدأون ملاحقة وزيرة الهجرة قضائيا بعد تهديداتها

 تهديدات الوزيرة نبيلة مكرم خلال حديثها مع أفراد من الجالية المصرية في كندا- أرشيفية
تهديدات الوزيرة نبيلة مكرم خلال حديثها مع أفراد من الجالية المصرية في كندا- أرشيفية

ردود فعل عملية بدأ مصريون معارضون في الخارج باتخاذها ضد وزيرة الهجرة، نبيلة مكرم، بعد تهديدها بـ"تقطيع" معارضي النظام.

وجاءت تهديدات الوزيرة "مكرم" خلال حديثها مع أفراد من الجالية المصرية في كندا، الثلاثاء، مشيرة بيدها بعلامة "الذبح"، كما ظهر في مقطع تناقله نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

 


"عربي21" تحدثت لعدد من المصريين المعارضين بالخارج، حيث أعرب كثيرون عن غضبهم إزاء التصريح، وعزمهم على اتخاذ ردود فعل عملية.

وأكد الناشط سعيد عباسي أن تهديد مكرم "فعل فاضح وسقطة لا يقع فيها أصغر مسؤول؛ فما بالك بمن يتولي منصب وزير الهجرة؟".

وأضاف: "إنها جريمة لا تسقط بالتقادم، وتجب المحاسبة عليها بشكل فوري"؛ مشيرا إلى تحركات واسعة من مناهضي الانقلاب بالخارج لإقامة دعاوى قضائية وترجمتها إلى لغات مختلفة.

وأوضح عباسي أن الحملة ستشهد مشاركة واسعة، وأن القنوات التي تسير فيها هي المحاكم وجهات التحقيق في مختلف الدول، سيما بالولايات المتحدة وكندا وأوروبا.

ولفت إلى أن التهديد يعد بحد ذاته ذريعة لتقديم اللجوء السياسي في مختلف الدول، متوقعًا إجبار النظام الوزيرة على الاستقالة "حتى لا تصل المساءلة لرموز الانقلاب".

وتابع المعارض المصري: "ليعلم الجميع أنها دولة قمعت معارضة الداخل وتمتد يدها الآن للخارج، بالتقطيع والاغتيال؛ بعد حرمانهم من تجديد جوازات السفر، ورفض السفارات تقديم أي خدمات، بل وتحولها لأداة بطش دون أي احترام لقوانين الدول التي يقيمون فيها".

ودعا عباسي مناهضي الانقلاب العسكري إلى تقديم البلاغات فورا، مصطحبين تصريحات وزيرة الهجرة مترجمة، و"التكاتف لتخليص مصر من النظام الإجرامي الذي يريد تكرار سيناريو الصحفي جمال خاشقجي".

"سنحمي حقنا الدستوري"

من جانبه أكد الناشط المصري بالولايات المتحدة، سعيد عفيفي، على سرعة تحركه وتقديمه أكثر من محضر ضد الوزيرة بقسم الشرطة.

وأضاف أن "الكثيرين سيقومون بنفس الشيء، وسيتم تجميع المحاضر لرفع دعوى قضائية ضدها كونها تعتدي على حق دستوري بالولايات المتحدة"، في إشارة إلى حرية التعبير عن الرأي.

وتابع متسائلا: "كيف تهدد مواطنا ومقيما بأمريكا لمجرد تعبيره عن رأيه؟".

وحول إمكانية استفادة المعارضين بالخارج من تهديد الوزيرة في قضايا الجنسية والإقامة واللجوء، أوضح عفيفي لـ"عربي21"، أنه "يتم بحث ملفات اللجوء بشكل فردي قبل حضور الأشخاص من مصر؛ وذلك التهديد دليل على خطورة الوضع حال الترحيل، ولكن قد لا يؤثر على القرار (منح اللجوء) بطريقة مباشرة".

"مسارات الرد العملي"

وحول الردود العملية، أشار الكاتب الصحفي المقيم بكندا، سيد الجعفري، إلى وجود عدة مسارات للمصريين بالخارج، كأفراد ومؤسسات؛ لمواجهة تهديدات الوزيرة.

وأضاف الجعفري لـ"عربي21"، أن البلاغات يجب تقديمها بشكل شخصي في أقسام الشرطة بمختلف الدول، للمطالبة بتوفير الحماية، مع الإشارة إلى أن التهديدات تم إطلاقها باسم النظام، وبحضور مسؤولين رفيعي المستوى، منهم سفير مصر بكندا والقنصل العام.

إضافة إلى ذلك، بحسبه، يتوجب "تحريك شكوى جماعية بالخارج، وعبر أكثر من مؤسسة، لمقاضاة الوزيرة والحصول على حكم بكل دولة لمحاصرتها قضائيا، وتصبح عبرة لوزراء النظام".

وتابع: "على المستوى الإعلامي، يجب إطلاق حملة عربية وغربية بموازاة المسار القانوني، لتسليط الضوء على التهديدات التي تكشف طريقة تعامل النظام مع المختلفين معه سياسيا وانتهاكه حقهم بإبداء الرأي وحرية التعبير".

كما أشار إلى ضرورة مخاطبة المصريين ومؤسساتهم للمنظمات الدولية والحقوقية بالدول التي يقيمون بها ويحملون جنسياتها، لحشد وسائل التصدي للتهديدات وفضح انتهاكات نظام السيسي لحقوق الإنسان من قتل واعتقال وتعذيب للمعارضين بالداخل، وتهديدهم بالخارج".

وطالب الجعفري بـ"تحرك البرلمان الكندي ضد البرلماني عن مقاطعة أونتاريو وحزب المحافظين شريف السبعاوي (مصري الأصل)، خاصة أن الوزيرة أشادت به خلال حديثها قبل إطلاق التهديد، الذي سمعه ولم يبد اعتراضا عليه"؛ داعيا أيضا إلى "مخاطبة حزبه للاعتذار، والتصعيد الإعلامي والحقوقي ضده".

وأشار إلى أن كندا وضعت مصر، عام 2017، في قائمة الدول التي يمكن قبول لاجئين منها دون جلسة استماع، مؤكدا أن تصريح "مكرم" من شأنه الإبقاء على مصر بالقائمة؛ "ويمكن مخاطبة الحكومة الكندية وغيرها لتسريع إجراءات لم شمل الأسر المصرية مع ذويهم اللاجئين السياسيين".

"معارضة خلف الشاشات"

الناشطة والمعارضة المصرية في أوروبا، منى إبراهيم، كان لها رأي آخر؛ حيث تحدثت لـ"عربي21" عن ضعف ردود الفعل، مشيرة إلى تجنب أغلب المصريين المواجهات المباشرة، واكتفائهم بالتعبير عن الرأي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ورأت إبراهيم أن "المصريين أثبتوا فشلهم في القضايا الدولية"، متسائلة: "ماذا عن أموال مبارك المنهوبة؟ وماذا عن مقتل مرسي والشبهة الجنائية حولها؟ وماذا عن فشلنا الذريع بملف صفقة الغاز الإسرائيلي؟ أو محاولات مفوضية الأمم المتحدة منع مصر من تنفيذ الإعدامات دون عدالة ناجزة وإجراءات تحقيق نزيهة؟".

وتابعت مخاطبة مواطني بلادها بالقول: "لنتعلم من الدروس السابقة"، واصفة ما يعيشونه بأنها "مرحلة خنوع واستسلام على كل الأصعدة".

وأضافت: "لا نملك جبهة دفاع دولية مخلصة ومحترفة تستطيع التحرك لرفع قضايا دولية ضد الوزيرة وغيرها".

وقالت: "لنعترف أننا بدولة ديكتاتورية تجرؤ على القمع والتهديد والتنكيل بالمصريين في الداخل والخارج، بل إنها لا تساندهم عندما يتعرضون لأزمات في الخارج، فكرامة المصري مهدورة وبتعمد".

"غضبة مواقع التواصل"

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل المصريين، وأكدت المعارضة والأكاديمية في الولايات المتحدة، سارة عطيفي، أنها أرسلت رسالة إلى السيناتور الأمريكية "تامي دكوورث" (Tammy Duckworth)، مرفقا معها رابط لمقطع تصريحات الوزيرة مكرم.

ودعت "عطيفي" المصريين الأمريكيين والكنديين لاتخاذ موقف قوي والتقدم ببلاغ لوزارة الخارجية ووزارة الأمن الوطني ومكتب التحقيقات الفيدرالي، فضلًا عن الاتصال بالصحف والمجلات العالمية، موضحة أنها اتصلت بالفعل بمكتب التحقيقات الفيدرالي وأرسلت لهم مقطع الفيديو.

 


ووصفت الناشطة المصرية في الولايات المتحدة، منى الشاذلي، تمرير الوزيرة ليدها على رقبتها وتهديد المعارضين بأنها "جريمة"، تذكر بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.

 

 

من جانبها قالت الناشطة المصرية المعارضة في الولايات المتحدة، سوسن غريب: "إننا كمعارضين سنستخدم هذا الفيديو وما حواه من تهديد في حالات اللجوء السياسي بأمريكا، ولتعريف الكونغرس بجرائم النظام".

 

 

التعليقات (1)
محمد بوفاضل
الجمعة، 26-07-2019 07:11 ص
هذي وزيرة العنجهية، الجاهلة ،،وزيرة الإجرام العلني ،،لنظام مجرم منحط