صحافة دولية

WSJ: شكوك حول إنشاء القوة البريطانية لحماية الناقلات بالخليج

وول ستريت: الحكومات الأوروبية تكافح من أجل بناء تحالف يهدف لتأمين حركة الملاحة في الخليج- جيتي
وول ستريت: الحكومات الأوروبية تكافح من أجل بناء تحالف يهدف لتأمين حركة الملاحة في الخليج- جيتي

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا، تتناول فيه المعضلة التي تواجهها الحكومات الأوروبية من أجل بناء تحالف يهدف لتأمين حركة الملاحة في منطقة الخليج.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذه الخطط تأتي في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة وروسيا وإيران متابعة خططها الخاصة، في ضوء الهجوم على ناقلات النفط. 

 

وتذكر الصحيفة أن بريطانيا تقود الخطط في المبادرة البحرية التي ستكون منفصلة ومتوازية مع الولايات المتحدة، إلا أن لندن لم تقدم أي خطة لتأمين الملاحة التجارية، لافتة إلى أن هناك إشارات من فرنسا ودول أوروبية أخرى عن قوة متواضعة، فيما تقترح روسيا وإيران قوة بحرية أخرى. 

 

ويلفت التقرير إلى أن هناك توافقا عاما حول حرية الملاحة البحرية وضرورة تأمينها، لكن يجب ألا تسهم المهمة في تزايد التوتر، وأن تكون منفصلة عن الحملة الأمريكية لممارسة أقصى ضغط على إيران.

 

وتفيد الصحيفة بأن الحرس الثوري الإيراني قد احتجز الناقلة التي تحمل العلم البريطاني "ستينا إمبيرو"، ردا على احتجاز البحرية البريطانية الناقلة الإيرانية العملاقة في جبل طارق.

 

وينقل التقرير عن وكالة الأنباء الرسمية للجمهورية الإسلامية، قولها: "لم تضيع الحكومة أي فرصة للمفاوضات ولن تضيع.. نحن دائما مستعدون لأي مفاوضات عادلة وقانونية ومشرفة، لكننا لن نجلس على طاولة الاستسلام باسم المفاوضات". 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن الدول الأوروبية، قولها إنها تريد الحفاظ على الاتفاقية النووية التي خرجت منها إدارة دونالد ترامب العام الماضي، التي أعادت فرض العقوبات على إيران، وعززت من وجودها العسكري في منطقة الخليج؛ أملا في أن تجبر هذه التحركات إيران على التفاوض حول اتفاقية أكثر شدة.

 

وينقل التقرير عن بعض المسؤولين الأوروبيين، قولهم إنهم يركزون على المسار الدبلوماسي للأزمة لحل مشكلة الناقلتين، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقوم باتصالات دورية مع القيادة الإيرانية في محاولة لنزع فتيل الأزمة بين الغرب وإيران.

 

وتنوه الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ناقش سبل حل أزمة الناقلتين مع الرئيس حسن روحاني، وذلك خلال زيارة إلى طهران يوم الثلاثاء، وقال عبد المهدي إن بريطانيا مرنة في مسألة الناقلة. 

 

ويشير التقرير إلى أن العراق، الذي يقيم علاقات قوية مع إيران، عادة ما أدى دور الوسيط بينها وبين الغرب؛ خشية أن تصل الأزمة إلى أراضيه، لافتا إلى قول مسؤول عراقي: "لو مضت الأمور بحسب المحادثات التي جرت بين الطرفين فإننا نتوقع حل موضوع الناقلتين في غضون أسبوع أو عشرة أيام". 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن المسؤولين البريطانيين، قولهم إن بلادهم لم ترسل أحدا إلى إيران للتفاوض نيابة عنهم بشأن الناقلة.

 

وينقل التقرير عن الدبلوماسيين الأوروبيين، قولهم إن العمل بدأ من أجل قوة أوروبية لتأمين السفن في المنطقة، وقال وزير الخارجية جيرمي هانت، الذي ترك منصبه يوم الأربعاء، إنه يتصور قوة عسكرية بقيادة أوروبية لتأمين حرية حركة السفن في الخليج. 

 

وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين البريطانيين أكدوا أنهم لا يتحدثون عن قوة عسكرية رسمية تابعة للاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنه مقترح غير مريح لرئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون، الذي يعمل على إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. 

 

وينقل التقرير عن المسؤولين الأوروبيين، قولهم إن دفع بريطانيا نحو إنشاء القوة وعملها بسرعة هو أمر طموح جدا، ولا يمكن أن يتحقق بالسرعة التي تريدها، لافتا إلى أن متحدثا باسم الخارجية الفرنسية قال يوم الأربعاء، إن "أي قوة ستركز على زيادة المعرفة في الوضع الملاحي ونشر وسائل الرقابة المناسبة". 

 

وتقول الصحيفة إن هذا المسار قد يحصل على دعم الدول الأوروبية القلقة من تبني الحل العسكري، وتخشى من تأثر العلاقات الدبلوماسية مع طهران، إلا أن المنطقة تعد من أكثر الممرات المائية رقابة في العالم. 

 

ويلفت التقرير إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصف خطة بلاده لتأمين الملاحة في الخليج بأنها عبارة عن تحالف لمكافحة الإرهاب، يشارك فيه أصحاب المصلحة المهتمون بمحو معاقل التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط. 

 

وتنوه الصحيفة إلى أن الملاحة البحرية في مضيق هرمز تباطأت في نهاية الأسبوع بعد احتجاز الناقلة، لكنها عادت وانتعشت مع وصول السفينة "بي دبليو إيلمز"، التي ترفع العلم البريطاني، إلى قطر، مشيرة إلى أن ناقلة النفط "مصدر"، التي احتجزت لفترة قصيرة يوم الجمعة، عادت وقطعت مضيق هرمز في وقت متأخر من الأربعاء. 

 

ويورد التقرير نقلا عن سماسرة السفن في سنغافورة ولندن وبيانات حركة الملاحة، قولهم إن هناك 10 سفن تنتظر في مضيق هرمز للعبور، وقالت شركة الملاحة الإسرائيلية "وينورد" إن عدد الناقلات التي تعبر المضيق قد انخفض بنسبة 22% في الشهر الماضي، إلا أن العدد القليل من الناقلات تحمل كميات معقولة من النفط. 

 

وتذكر الصحيفة أن شركة تحليل البيانات "كليبر داتا" تشير إلى أن تدفق النفط من الخليج لا يزال كما هو بمعدل 16.2 برميل في اليوم، مقارنة مع المعدل 16.5 مليون برميل في شهر حزيران/ يونيو، مشيرة إلى أنه مع عبور 292 ناقلة المضيق يوم الثلاثاء، فإن معدل الحركة أعلى بنسبة 11% من تلك المسجلة في الفترة ذاتها من العام الماضي. 

 

ويجد التقرير أنه مع ذلك، فإن الناقلات تبنت إجراءات أمنية جديدة لمواجهة المخاطر الأمنية، فهي تعبر المياه المزدحمة في الإمارات، وتزيد من سرعتها، وتغلق أجهزة الإشارة لتجنب الملاحقة من الإيرانيين. 

 

وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى قول الفني البارز في ناقلة يونانية عبر مضيق هرمز، بتروس إندرويتوتس: "غيرت بعض السفن أعلامها واستبدلت بها أعلاما محايدة، مثل بنما، لتكون في الجانب الآمن".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)