حقوق وحريات

جرحى برصاص الاحتلال في "جمعة لاجئي لبنان" بغزة

شددت الهيئة على أن "شعبنا في لبنان لن يساوم على حقه في العودة"- عربي21
شددت الهيئة على أن "شعبنا في لبنان لن يساوم على حقه في العودة"- عربي21

أكدت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، إصابة 56 فلسطينيا بجراح مختلفة، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم، خلال مشاركتهم في فعاليات مسيرة العودة بجمعة "لاجئي لبنان".


وأوضح بيان للصحة، وصل "عربي21" نسخة عنه، أن 38 أصيبوا بجراح مختلفة بالرصاص الحي، في حين استهدفت سيارة إسعاف تابعة للخدمات الطبية. بأعيرة معدية مغلفة بالمطاط.

ووسط ما يعانيه قطاع غزة المحاصر من معاناة متعددة، تواصل مسيرات العودة الشعبية فعالياتها في الجمعة الثامنة والستين، رفضا للإجراءات كافة التي تساهم في تفاقم معاناة اللاجئ الفلسطيني في أماكن وجوده كافة.


لعبة مكشوفة

وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار على اليوم، جمعة "لاجئي لبنان"، وذلك "دعما لصمود اللاجئين الفلسطينيين ونضالهم السلمي العادل ضد القرارات والإجراءات المجحفة بحقهم".

وأوضحت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، أن قرار وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان بشأن رخصة العمل، "يمس مباشرة بوجود أبناء شعبنا اللاجئ في مخيمات لبنان"، مشددة على أن "شعبنا في لبنان لن يساوم على حقه في العودة، بمخيم لجوء في لبنان الشقيق".

وطالبت الهيئة، الرئيس اللبناني ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب والقوى الوطنية اللبنانية، بـ"التدخل لرفع الظلم عن ضيوف لبنان حتى العودة".

وحول تهديدات الاحتلال المتواصلة لغزة بشن عدوان جديد، أكدت الهيئة أن "تهديدات العدو لا تخيفنا، كما أن محاولة الدفع بغزة إلى أتون العملية الانتخابية لعبة مكشوفة وخاسرة، لن يجني من ورائها قادة الاحتلال إلا خيبة الأمل"، منوهة إلى أن الشعب الفلسطيني "بمقاومته وصموده قادر على خلط الأوراق وإفشال مخططات الاحتلال الخبيثة".

 

اقرأ أيضا: إصابات برصاص الاحتلال في فعالية ضد الحصار شرق غزة

ودعت الهيئة الوطنية، الشعب الفلسطيني إلى النفير للمشاركة في فعاليات جمعة اليوم من مسيرات العودة، في ساحات الاعتصام الخمس شرق قطاع غزة.

تحرك جماعي

من جانبه، أوضح الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينية خالد أبو هلال، أن "أهمية هذه الجمعة، تنبع من أهمية قضية اللاجئين ومركزيتها في الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية، خاصة أننا في زمن تصفية أركان وثوابت قضيتنا الوطنية، وفي القلب منها قضية اللاجئين".

وذكر في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "ما يحدث في لبنان تجاه اللاجئين الفلسطينيين، يرتبط من زاوية ما في ما تتعرض له قضية اللاجئين من محاولات التصفية"، مؤكدا أن "استهداف اللاجئ الفلسطيني في قوت يومه وحقوقه كإنسان شرد من أرضه؛ وهو يناضل من أجل العودة لبيته، ودفعه لترك لبنان إلى جهات أخرى، ربما يندرج تحت محاولة تصفية الوجود الفلسطيني".

ورأى أبو هلال، أن "مشاركة شعبنا في فعاليات اليوم من أجل حماية حقوقنا وثوابتنا من الضياع، هو واجب وطني كبير، وهي تحمل رسالة لأبناء شعبنا في أماكن وجوده كافة، تعكس أهمية التحرك الجماعي والوحدة في التصدي لهذه المؤامرة".

ولفت إلى أن "الشعب الفلسطيني بفئاته كافة، أسقط الرواية الصهيونية القديمة؛ أن الكبار يموتون والصغار ينسون، ولكن من الواضح أن الصغار والكبار يعشقون الأرض ويحتفظون بمفاتيح عودتهم لديارهم، وما الزحوف البشرية الهائلة التي شاركت على مدار أكثر من عام في مسيرات العودة، إلا رسالة قوية لكل من يعنيه الأمر؛ بأن شعبنا متمسك بحقه في العودة".

وأضاف: "شعبنا يعاني من ضائقة تخضعها قوانين سياسية وأمنية تمنعه من التحرك، والكل يعلم الواقع المعقد الناتج عن التنسيق والتعاون الأمني في الضفة الغربية بين أجهزة السلطة والاحتلال، التي تمثل عائقا حقيقيا وكبيرا أمام شعبنا للتحرك والانتفاض في وجه الاحتلال".


بوابة المقاومة

ونوه القيادي الفلسطيني إلى أن "الكثير من الدول على المستوى الرسمي، تحاول منع اللاجئ الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية من التحرك والتعبير عن إرادته"، معتبرا أن "غزة نموذج لتمسك وعشق الفلسطيني لأرضه، وتقديسه لحق العودة الذي لا يسقط بالتقادم ولا بالتآمر".

وحول رسالة المقاومة للاحتلال الإسرائيلي الذي يتغول على المشاركين في مسيرات العودة، قال: "مسيرة العودة هي شكل من أشكال المقاومة الشعبية توافقت عليه الفصائل في هذه المرحلة، ولكنه ليس كل أدوات المقاومة ووسائلها، والكل يعلم أن المقاومة لديها الكثير من الخيارات؛ وليس آخرها ما تملكه من إمكانيات أوصلت لحالة من الردع المتبادل مع الاحتلال".

 

اقرأ أيضا: هكذا سيخوض الجيش الإسرائيلي الحرب القادمة ضد حماس في غزة

وأشار أبو هلال، إلى أهمية "العمليات الفردية التي تنفذ في القدس والضفة والداخل المحتل، التي إذا ما تحرك منفذوها فإنهم يحيلون حياة الصهاينة إلى جحيم"، منوها إلى أن "أوراق القوة الفلسطينية كبيرة جدا، وهي تترك بصمة واضحة لدى المجتمع الإسرائيلي".

وتابع: "لقد عودنا الاحتلال أنه حين يتراخى الفلسطيني عن حقه في المقاومة، وعن واجبه ودوره في الدفاع عن حقوقه، يتقدم الاحتلال؛ فيقتل ويعربد ويهدم ويستوطن ويهود"، مؤكدا أن "المستقبل الآمن لشعبنا الفلسطيني يمر عبر بوابة المقاومة، التي هي خيارنا الاستراتيجي في الدفاع عن شعبنا وأرضنا وحقوقنا، وأن نحرر وطننا ونجسد حق عودتنا".

وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة شرق قطاع غزة التي انطلقت في 30 آذار/مارس 2018، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، بحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة وصلت إلى "عربي21"، إلى استشهاد 306 وإصابة أكثر من 31 ألفا بجروح مختلفة.

التعليقات (0)