صحافة دولية

صندي تايمز: أقارب جونسون بتركيا يريدون ذبح خروف على شرفه

صندي تايمز: تعرف عائلة جونسون في تركيا بالذكاء والميل للمرح والنكتة- جيتي
صندي تايمز: تعرف عائلة جونسون في تركيا بالذكاء والميل للمرح والنكتة- جيتي

نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقريرا لمراسلتها في تركيا لويز كالاهان، تحت عنوان "قرية الأتراك الشقر تستعد لذبح خروف من أجل بوريس جونسون، أشهر أبنائها"، تتحدث فيه عن علاقة قرية تركية برئيس الوزراء البريطاني الحالي.
 
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أبناء قرية كالفت رأيهم بخفة دم جونسون وطريقته في قول الحقيقة وتصفيفة شعره، مشيرا إلى أن كالفت تقع في قلب سهول الأناضول، وتبعد عن العاصمة أنقرة 50 ميلا، و80 ميلا عن البحر الأسود. 
 
وتشير كالاهان إلى أنه وسط حقول القمح والمراعي الخضراء في القرية لا يعكر هدوء شوارعها المغبرة زائر من الخارج باستثناء بقرة ضالة، لافتة إلى أن أهم معالمها مسجدان ومدرسة ابتدائية ومحطة حافلات مهجورة، فيما يعمل معظم سكان القرية، البالغ عددهم 3500 نسمة، في الفلاحة والرعي.
 
وتقول الصحيفة: "في المساءات الحارة يأتي الرجال لتبادل الأحاديث والثرثرة وشرب الشاي مع زعيم القرية في مكتبه المتهالك فوق بقالة، وفي العادة لا شيء هناك يمكن الحديث عنه، لكن القرية كانت في الأسبوع الماضي تضج بالأخبار المثيرة، التي تقول إن واحدا من أبنائها أصبح رئيس وزراء لبريطانيا". 
 
ويورد التقرير نقلا عن ساتمليس كراتكين (65 عاما)، الذي كان يعمل في السابق سائق حافلة البلدية، قوله: "بوريس هو تركي حقيقي"، ويزعم كراتكين أنه أحد أبناء عمومة بوريس البعيدين، وشعره يشير إلى أن هناك علاقة "شعره الأشقر"، ويضيف: "نحن فخورون به وكيف رفع اسم القرية عاليا". 
 
وتلفت الكاتبة إلى أن هذه البلدة هي مهبط ولادة جد بوريس الأكبر، الذي ولد عام 1815، لكنه لم يعش فيها طويلا، ففي الثلاثينيات من القرن التاسع عشر غادر حاجي أحمد رضا أفندي البلدة إلى إسطنبول؛ بحثا عن حظه، وحصل في العاصمة، التي تبعد عن قريته 200 ميل إلى الغرب، على احتكار إمداد الشمع لصناعة الشموع، وراكم ثروة بسبب هذا، ولهذا لم تلتفت العائلة أبدا إلى جذورها في الأناضول، باستثناء رحلة إليها بعد قرن أو يزيد، عندما قام ستانلي جونسون، والد رئيس الوزراء بزيارتها. 
 
وتذكر الصحيفة أنه عندما أصبح بوريس رئيسا للوزراء اقترح السكان ذبح خروف على شرفه، مشيرة إلى أن العرض قائم لو قرر القيام بزيارة قرية جده الأكبر. 
 
وينقل التقرير عن كراتكين، الذي كان يتحدث نيابة عن عدد كبير من أبناء القرية الذين تجمعوا حول الصحافية الزائرة، قوله: "نريد من بوريس زيارتنا أيضا.. لكن شعره أشعث وهو بحاجة للذهاب إلى الحلاق"، وعلق آخر قائلا: "ربما كان شعره خفيفا.. لهذا السبب يبدو بهذه الطريقة". 
 
وتعلق كالاهان قائلة: "يبدو أن المزاح والمرح في دم العائلة، حيث يعرف كراتكين وأبناء عمومته الكثيرون بالذكاء الحاد وخفة الدم التي تضحك جيرانهم وتغضبهم في الوقت ذاته". 
 
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم أن معظم أبناء القرية من مؤيدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أنهم ضحكوا من القصيدة التي كتبها جونسون عام 2016، ساخرا فيها من أردوغان، التي تهكم فيها على الرئيس، وقال أحد أبناء القرية: "لم نغضب من القصيدة.. لا نحصل على الكثير من الأخبار، وسمعنا عنها قبل فترة، وهي مضحكة". 
 
ويفيد التقرير بأن أبناء عمومة جونسون يعرفون، بالإضافة إلى خفة دمهم، بلون شعرهم الأشقر، فعمر دمير (14 عاما) يتميز بين أبناء القرية بمظهره الكستنائي، وأنه يشبه كثيرا بوريس، وهو أمر يتفق عليه الكثيرون، وقالوا إنه خفيف الدم وكذلك والده أحمد دمير فهو صاحب فكاهة معروف.

 

   
 
وتورد الكاتبة نقلا عن أحفاد الجد الأكبر المقيمين في إسطنبول، قولهم إن علاقتهم بالقرية ضعيفة جدا، فالناشر والمؤرخ سنان كونير ألب (73 عاما) وهو عم جونسون عندما يربط بالجد الأكبر، واسمه علي كمال الذي كان صحافيا مهما، وأول أبناء العائلة الذين ولدوا في إسطنبول وليس القرية.  
 
وتنوه الصحيفة إلى أن كمال قضى السنوات ما بين 1909 و1921 في إنجلترا، وكان معارضا قويا لجمعية الاتحاد والترقي، التي سيطرت على السلطة عام 1913، وقادت الدولة العثمانية للمشاركة في الحرب العالمية الأولى التي قادت إلى انهيارها، وبعد سيطرة الحلفاء على إسطنبول لفترة قصيرة أصبح وزيرا للداخلية في حكومة ترأسها دامات فريد باشا، لم تحظ بدعم الشعب، وفي أثناء الحرب التي قادها مصطفى كمال أتاتورك قاتل هؤلاء أنصار السلطان.
 
ويشير التقرير إلى أن علي كمال كان في عام 1922 في دكان حلاقة في شارع الورود، وهو الشارع التجاري في إسطنبول، حيث اختطف ووضع في صندوق سيارة ونقل بالقارب إلى ميناء إزميت، وخلد شاعر تركيا ناظم حكمت ما حدث له، قائلا: "شاهدت الدم ينزل إلى شاربه وصرخ أحدهم (خذوه) وأمطرت عليه العصي والحجارة والخصار العفنة، وعلقوا جثته من فرع شجرة فوق الجسر". 
 
وتقول كالاهان إن علي كمال قد تزوج مرتين، وينفريد بران، وهي امرأة بريطانية سويسرية توفيت أثناء الولادة، واسم الابن عثمان الذي ولد في بورنيموث عام 1909، وتبنى اسم جونسون أثناء الحرب العالمية الأولى، وتزوج لاحقا إرين ويليامز من كينت، التي أنجبت ستانلي. 
 
وتفيد الصحيفة بأن الجيل الحالي من عائلة جونسون بقي على اتصال مع تركيا، ففي عام 1982 زار إسطنبول مع رفيقته أليغرا مويستون- أوين، وأقام مع عمه كونير ألب في حي إسطنبول الجميل أورتاكوي. 
 
ويلفت التقرير إلى أن كونير ألب يتذكر رئيس الوزراء بالطامح والحكواتي الذي يحب أن يكون في مركز الانتباه، قائلا: "لم يكن يحب الاستماع وهذا ناسبني لأنني أحب الاستماع.. أعتقد أنه يحب الصدمة والاستفزاز على حساب مصداقيته". 
 
وتقول الكاتبة إن جونسون اليوم هو أهم رجل في بريطانيا وفرع العائلة التركي يشعر بسعادة غامرة، مشيرة إلى قول كونير ألب: "كان جدي سيشعر بالفرح، فهما مشتركان في الكثير من الأمور".   
 
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول كونير ألب: "كان كاتب مقال استفزازيا، لكنني أعتقد أن بوريس لا يقول الحقيقة كاملة، وكان (علي) رجل مبادئ، ولا أعتقد أن بوريس كذلك".
 
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)