حركة يمينية متطرفة تتظاهر أمام مسجد بألمانيا (شاهد)

نظم العشرات من أنصار حركة "بيغيدا" اليمينية المتطرفة تظاهرة أمام مسجد "مروة الشربيني" بمدينة دريسدن شرق ألمانيا، بعد أيام من نشر وسائل إعلام ألمانية محلية خبرا عن مخطط لتوسيع مسجد "لم تستكمل إجراءته رسميا".

ورفع أنصار الحركة المتطرفة، شعار: "الكنيسة في القرية، والمسجد في إسطنبول".

وبموجب هذه التظاهرة التي تعد الأولى من نوعها أمام مسجد للمسلمين في المدينة التي تعد معقل اليمين المتطرف، اضطرت إدارة المسجد إلى إغلاقه من بعد ظهر الخميس وحتى صلاة فجر الجمعة، حرصا على سلامة مصليه قبل أن يتم فتحه مجددا لهم.

وأوضح سعد الجزار مدير مركز مروة الشربيني بالمدينة أنهم قاموا بهذه الخطوة بإغلاق المسجد، منعا لأي احتكاكات أو مشادات قد تعرض سلامة المصلين للخطر، مؤكدا في الوقت ذاته أن الشرطة سوف تحمي المكان.

وعبّر الجزار في حديث لـ"عربي21" عن امتعاضه من السماح بهذه التظاهرة بالقرب من المسجد، فيما لم تستكمل إجراءات مخطط توسيع المسجد، الذي لم يعد يتسع لحجم المصلين الكبير، مستغربا من حصول عناصر من "بيغيدا" على نسخة من رسومات هندسية لمخطط المسجد، غير منشورة في الإعلام.

من ناحيته، قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في ألمانيا أيمن مزيك إن "التظاهر ضد مسجد من قبل بيغيدا بالتزامن مع طلب توسيع بناء مسجد مروة الشربيني لهو فضيحة"، داعيا إلى النزول للشارع ضد أقصى اليمين والعنصرية والتطرف للدفاع عن الديمقراطية.

وطالب مزيك خلال مقطع فيديو نشره بموقع "تويتر"، بالمشاركة في تظاهرة ضد العنصرية والتطرف في 24 آب/ أغسطس القادم بمدينة دريسدن، معتبرا أن "العنصرية أشكال معاداة الأجانب والسامية، باتت تتغلغل وسط المجتمع الألماني"، مشددا في الوقت ذاته على أن "غالبية المجتمع سيقفون ضد كل هذه الأمور".

وانتشر العشرات من رجال الأمن بالمدينة في المكان الذي تقام فيه الفعاليتان، وبالقرب من مسجد مروة الشربيني لحمايته من أي إعتداءات قد تقع من قبل عناصر يمينية متطرفة.

يذكر أن مخطط توسيع المسجد أثار جدلا في وسائل الإعلام المحلية بمدينة دريسدن قبل عدة أيام، بعد تقديم إدارة مسجد الشربيني طلب ترخيص لتوسيع مسجد لم تستكمل إجراءته رسميا.

وسمي المسجد نسبة إلى "مروة الشربيني"، تخليدا لذكرى المحجبة المصرية التي قتلها يميني متطرف من أصل روسي بمحكمة مدينة دريسدن، بينما كانت حاملا بطفلها في شهرها الثالث، في حادثة هزت ألمانيا والعالم الإسلامي قبل أكثر من 10 أعوام.

ونظمت في المدينة قبل نحو شهر عدة فعاليات تخليدا للشربيني على مدار أسبوع كامل، لمحاربة العنصرية ومعاداة الإسلام.

وقد خرج في المقابل وعلى بعد أمتار فقط من فعالية بيغيدا؛ ناشطون يساريون للتنديد باليمين المتطرف في المدينة، مرددين شعارات ترحب بالأجانب، وتندد بالعنصرية.

التعرض للصحافة

ويتظاهر الآلاف من حركة "بيغيدا" اليمينية المتطرفة بمدينة دريسدن التي تعد معقلا لها، أسبوعيا منذ أعوام ضد الإسلام واللاجئين في المدينة.

وأثناء تغطيته لتظاهرة "بيغيدا" تعرض الزميل الصحفي سليم سليم لمضايقات من قبل عناصر يمينيين متطرفين، حاولوا منعه من التصوير، وطلبوا منه الابتعاد عن المكان وإخفاء الكاميرا، في حين كانت الشرطة الألمانية تراقب الأمر.

يشار إلى أنه قام برلماني من حزب البديل اليميني المتطرف عن مدينة كيمنتس بولاية ساكسونيا بتحريك دعوى ضد الصحافي سليم، أثناء تغطيته عن خطر اليمين المتطرف على اللاجئين في الولاية، وتم استدعاؤه بموجبها من قبل الشرطة بالولاية قبل نحو عام.

الجدير بالذكر أن تيار اليمين المتطرف بمدينة دريسدن غير منفتح على الإعلام، ويصفون وسائل الإعلام لاسيما الألمانية بـ"الصحافة الكاذبة"، وقد تعرض صحافيون ألمان سابقا لمضايقات وتعطيل عملهم.

ونظمت الحركة اليمينية المتطرفة ذاتها قبل أسابيع تظاهرة ضد زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أثناء زيارتها لمدينة دريسدن في حادثة ليست الأولى من نوعها بالمدينة.

يأتي ذلك قبل نحو شهر من الانتخابات المحلية في الولايات الشرقية بألمانيا المقررة مطلع أيلول/ سبتمبر المقبل، والتي من ضمنها ساكسونيا وعاصمتها دريسدن التي تحتضن برلمان الولاية.