ملفات وتقارير

سلامة يدين قصف مطار ليبي وصفه بالعسكري..هل رضخ لضغوطات

دان سلامة الضربات المتكررة من قبل قوات حفتر التي استهدفت مطار معيتيقة- جيتي
دان سلامة الضربات المتكررة من قبل قوات حفتر التي استهدفت مطار معيتيقة- جيتي
أثار تراجع المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة عن تصريحاته حول مطار "معيتيقة"، الذي اتهم الحكومة بعسكرته، وإدانته لقصفه المتكرر مزيدا من التساؤلات حول دلالة ذلك وتأثيره على المعارك، وما إذا كان "سلامة" قد رضخ لضغوطات الحكومة الليبية.

ودان سلامة الضربات المتكررة من قبل قوات قوات حفتر التي استهدفت مطار معيتيقة، واصفا إياه بالمطار الوحيد الذي يعمل، والذي لا غنى لملايين المدنيين عنه، والمستخدم أيضا لتوصيل المساعدات الإنسانية في منطقة طرابلس الكبرى، واصفا الضربات بأنها تعكس أحد عناصر العنف المتزايد.

وطالب في بيان، وصل إلى "عربي21" نسخة منه، بضرورة حماية جميع البنى التحتية المدنية واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين، خاصة أن القصف تزامن مع موسم الحج، مذكرا باحترام مبادئ التمييز والتناسب والتحوط احتراما تاما في جميع الأوقات، وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني"، كما صرح.

"عسكرة المطار"

وكان سلامة قد طالب خلال إحاطته الأخيرة في مجلس الأمن حكومة الوفاق الليبية بعدم استخدام مطار معيتيقة في العمليات العسكرية، وهو ما اعتبرته الحكومة محاولة منه لـ"شرعنة" عمليات القصف المتكررة من قبل طيران حفتر.

ولاقت تصريحات سلامة موجة غضب عارمة من قبل حكومة الوفاق ومؤسساتها الأمنية، حيث قام رئيس الحكومة باستدعاء المبعوث الأممي وإبلاغه باعتراضه على المغالطات كافة الواردة في الإحاطة، كما طالبته رئاسة الأركان ووزارة الداخلية بزيارة المطار كذلك، ومنعت وزارة المواصلات من استخدام مطار زوارة.

"ضغط وإجبار"

وأكد المتحدث باسم "بركان الغضب" التابعة لقوات الوفاق الليبية، مصطفى  المجعي أن "ضغوطات الحكومة ومؤسساتها الأمنية من رئاسة أركان وداخلية ورئيس الحكومة أجبرت المبعوث الأممي على التراجع، في محاولة منه لتصحيح ما ورد من مغالطات في إحاطته المضللة في مجلس الأمن".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "سلامة سبق هذه التصريحات بتقديمه اعتذارا شخصيا لوزير الداخلية بحكومة الوفاق، خاصة أنه يعلم جيدا أن مطار معيتيقة هو مطار مدني، لكنه حاول الانحياز لحفتر وعدوانه خلال الإحاطة، لكن ردود الفعل كانت قوية وغاضبة".

"توقف القصف"

وقال المدون من الشرق الليبي فرج فركاش، إن "إدانة "سلامة جاءت بعد الضغوطات التي مورست عليه من قبل حكومة الوفاق، ومحاولة منه للاعتذار عن بعض ما ورد في إحاطته في محاولة منه لإثبات حياديته للأطراف المتخاصمة".

وحول نتائج هذه التصريحات، أوضح: "عسكريا، ربما سنرى توقف القصف الجوي، ولكن قصف الهاون سيأتي من أماكن قريبة للمطار من قبل، ربما قوات غير منضبطة ولا تخضع لأوامر القيادة العامة (حفتر)، وسنرى استمرارها ما لم تتخذ قوات "الوفاق" الإجراءات المناسبة بالخصوص"، وفق تصريحه لـ"عربي21".

"ضغط شعبي"

لكن المحلل السياسي الليبي خالد الغول أشار لـ"عربي21" إلى أن هذه التصريحات والتراجع ليس بسبب ضغط الحكومة، لكنه "بسبب الضغط الشعبي الذي حدث ولا أعتقد بسبب إغلاق مطار زوارة أيضا، فالأمم المتحدة لن تخيفها الضربات، لذا أرى إدانته وتراجعه له علاقة بالجانب الإنساني وفقط"، كما رأى.

وقال الباحث الليبي، جمال سعيدان إن "منع سلامة وبعثته من السفر عبر مطار زوارة له دور في تغيير تصريحاته، وهذا كله يؤكد أن ما يحدث في ليبيا هو لعبة دولية، وأن سلامة هو أحد أذرعها"، كما قال لـ"عربي21".
التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 05-08-2019 07:41 ص
اللهم عليك بحفتر و كل من يواليه ، اللهم رد كيدهم في نحورهم و أجعل دائرة السوء تدور عليهم يا جبار يا منتقم يا مُذل يا قوي يا عزيز .