اقتصاد عربي

ركود حاد بأسواق الماشية بغزة بسبب تراجع القدرة الشرائية (صور)

يعود عزوف المواطنين على شراء الأضاحي لهذا العام إلى تفاقم أزمة رواتب موظفي السلطة فضلا عن آثار الحصار- عربي21
يعود عزوف المواطنين على شراء الأضاحي لهذا العام إلى تفاقم أزمة رواتب موظفي السلطة فضلا عن آثار الحصار- عربي21

يستقبل أهالي قطاع غزة عيد الأضحى المبارك، وسط ركود حاد في سوق الأضاحي؛ نتيجة تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، خصوصا فئة الموظفين، الذين تأثروا سلبا بتقليصات السلطة لرواتبهم نتيجة الأزمة المالية التي تمر بها.


وتشهد مزارع الماشية في غزة حركة خجولة من قبل المواطنين على شراء الأضحية، رغم تدني أسعارها نسبيا مقارنة بالسنوات السابقة.

 

ورغم إعلان وزارة الزراعة أن الكميات المتوفرة من الأضاحي تكفي لسد احتياجات القطاع، إلا أن بعض التجار قرروا تقليص الكميات المستوردة لهذا العام؛ خشية بقائها في مزارعهم دون بيعها، وهو ما قد يزيد من احتمال تكبدهم خسائر مالية.

 

إقبال ضعيف

 

ويؤكد جهاد أبو حطب، صاحب إحدى مزارع الماشية جنوب قطاع غزة، أن "إقبال المواطنين على شراء الأضاحي لهذا العام ضعيف جدا إذا ما قورن بالسنوات السابقة"، مشيرا إلى أن "جهوده بالترويج لعروض الأضاحي الخاصة بمزرعته التي أطلقها قبل نحو أسبوعين من الآن لم تثمر في زيادة الطلب.

 

ويضيف أبو حطب لـ"عربي21" أن "أسعار الأضاحي من العجول لهذا العام تتراوح من 18 _22 شيكل للكيلو الواحد (سعر صرف الدولار مقابل الشيكل يساوي 3.5)، وهو سعر مقبول نسبيا، لكن الظروف الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة تجعل هذا السعر مرتفعا في ظل تزامن قدوم العيد مع بدء العام الدراسي".

 

في حين يرى تاجر الماشية، فريد الهندي، أن "ما تم بيعه حتى اللحظة من العجول في مزرعته لا يتعدى ثلث ما تم استيراده، من بينها عقود بيع تم إبرامها مع جمعيات ومؤسسات خيرية، التي تقوم بتوزيع لحوم الأضاحي على الفقراء والمحتاجين بتمويل من الداخل والخارج".

 

ويؤكد الهندي في حديث لـ"عربي21" "غياب شريحة واسعة من زبائنه، خصوصا فئة الموظفين الذين لم يتأخروا في أي عام عن شراء الأضحية".

 

ويعود عزوف المواطنين على شراء الأضاحي لهذا العام إلى تفاقم أزمة رواتب موظفي السلطة، وتأخر صرف رواتب موظفي غزة، إضافة للأزمات التي خلفها الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ العام 2007، الذي كان له بالغ الأثر في تسريح عشرات آلاف العمال من أماكن عملهم.

 

 ويفتقد أهالي غزة في هذا العام وقف العديد من التجار لسياسة تقسيط الأضحية، التي كانت متبعة في الأعوام الماضية؛ جراء ضعف الكفالات، وعدم انتظام الرواتب بشكل شهري.

 

متابعة رسمية

 

من جانبه، شدد المتحدث باسم وزارة الزراعة، أدهم بسيوني، أن "وزارته تتابع ملف الأضاحي ضمن لجنة مخصصة لمراقبة كميات وأسعار الأضاحي في المزارع، والتأكد من استيفاء شروط الأضحية الشرعية، والتأكد خلوها من أي أمراض قد تؤثر على صحة المستهلك".

 

وأكد بسيوني أن "الكميات المتوفرة في القطاع تكفي لسد احتياجات القطاع خلال موسم العيد، وتقدر بـ12 ألف رأس عجل، و30 ألفا من الأغنام بأنواعها المختلفة، يتم استيراد النسبة الكبيرة منها من دول كهولندا وأستراليا والسودان".

 

ونوه بسيوني إلى أنه "من المبكر الحكم على تراجع موسم الأضاحي لهذا العام، نظرا لتبقي عدد من الأيام لقدوم العيد، واستمرار عملية صرف رواتب الموظفين".

 

 

 

التعليقات (0)