صحافة دولية

إنسايدر: هل سافر جيفري إبيستاين للخليج عشية انتخابات 2016؟

إحدى طائرات إبيستاين شوهدت وهي تحلق من وإلى الجزيرة العربية عشية انتخابات 2016- إنسايدر
إحدى طائرات إبيستاين شوهدت وهي تحلق من وإلى الجزيرة العربية عشية انتخابات 2016- إنسايدر

نشر موقع "إنسايدر" تقريرا عن حركة الطائرة الخاصة لجيفري إبيستاين، الذي كان يحاكم في قضايا الاتجار بالجنس، وصاحب العلاقات مع المشاهير والأثرياء، والساسة والزعماء، في الشرق الأوسط.

 

ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن واحدة من طائرات إبيستاين، الذي وجد منتحرا في زنزانته في السجن الأمريكي الأسبوع الماضي، شوهدت وهي تحلق من وإلى الجزيرة العربية عشية انتخابات عام 2016.

 

ويشير الموقع إلى أنه من غير المعلوم أين هبطت طائرته "غالف ستريم جي في- أس بي"، إلا أن الخبراء يتكهنون أنها هبطت في الإمارات أو الكويت أو عمان، لافتا إلى أن المحققين والصحافيين كثيرا ما تحدثوا عن رحلات إبيستاين الخاصة، إلا أن الرحلة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 ستعيد الحديث حول علاقة الملياردير المتهم بالمتاجرة الجنسية بالبنات الصغيرات، وصديق المؤثرين في أمريكا والعالم، بالمخابرات الأجنبية.

 

ويلفت "إنسايدر" إلى أنه قام في الشهر الماضي بمتابعة رحلات إبيستاين في بداية عام 2018، وكشف عن رحلات عدة بين بيوته الأربعة وزيارات متقطعة إلى المغرب والمكسيك وسلوفاكيا، مشيرا إلى أن البيانات الجديدة، التي ينشرها الموقع لأول مرة، تكشف عن تحركاته في الفترة ما بين 2016- 2017، منها رحلة غامضة إلى الشرق الأوسط عشية الانتخابات الأمريكية التي فاز بها دونالد ترامب. 

 

ويذكر التقرير أن الصحافيين ركزوا على رحلات إبيستاين للحصول على أدلة عن تجاوزاته وعلاقاته مع السياسيين والنجوم، مشيرا إلى قول واحدة من ضحاياه، وهي فرجينيا روبرتس غويفير، إن إبيستاين اغتصبها على متن طائراته الخاصة، وبأنه استخدم الرحلات المجانية لنقل ضحاياه حول العالم

 

ويفيد الموقع بأن المحققين طالبوا باستدعاء الطيارين الذين عملوا معه، حيث قالوا إن رغبته المستمرة بالسفر جعلته "خطرا على الطائرة"، مشيرا إلى أن انتحاره في 10 آب/ أغسطس في زنزانته في سجن في نيويورك يضيف أعباء جديدة على المحققين للبحث عن أدلة جديدة، فرحلاته المستمرة على طائراته الخاصة تكشف عن نشاطاته. 

 

وبحسب التقرير، فإن الموقع حصل على تفاصيل رحلة إبيستاين للجزيرة العربية من خلال موقع "إي دي أس- بي إكسينج"، الذي قام بمتابعة حركة الطائرات الخاصة التي كان إبيستاين أحد مالكيها. 

 

ويقول الموقع إن البيانات تغطي فترة 18 شهرا، من حزيران/ يونيو، حيث تم إنشاء الموقع، إلى كانون الأول/ ديسمبر 2017، إلا أن أرشيف الموقع العام يعود فقط إلى كانون الثاني/ يناير 2018، لافتا إلى أن البيانات، التي تعود إلى عام 2018- 2019 و2016- 2017، تظهر سفر إبيستاين ما بين مدينة نيويورك وفيرجين آيلاندز الأمريكية ونيومكسيكو وباريس، وتضم أيضا رحلات قصيرة إلى القارة الأوربية وأماكن مثل بحيرة جنيف وزيوريخ وستراسبورغ، بالإضافة إلى عدد من الرحلات ما بين نيويورك وبوسطن. 

 

ويستدرك التقرير بأن الرحلة التي قام بها إبيستاين في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر سارت في طريق لن يسيره إبيستاين مرة أخرى، ففي مساء ذلك اليوم أقلعت طائرته من نوع "غالف ستريم جي في- أس بي" من مطار شارل ديغول، وانطلقت جنوب- شرق البحر المتوسط حتى شبه صحراء سيناء في مصر، وبعد 15 دقيقة، بحسب توقيت باريس، غيرت الطائرة مسارها وانطلقت نحو جنوب الأردن، وكانت آخر إشارة التقطها لاقط "إي دي أس- بي" في الساعة 4.06 مساء، وحدد موقع الطائرة في شمال الحدود الأردنية مع السعودية، حيث كانت تحلق على مسافة 41 ألف قدم، وبعد يومين ظهرت الطائرة ذاتها فوق الجزء الجنوبي من سيناء في طريق العودة، وتشير إشارات "إي دي أس- بي" إلى أنها كانت في طريقها إلى باريس، التي هبطت فيها بحدود 8.30 مساء، وعادت بعد يومين إلى نيويورك، حيث استأنفت رحلاتها المعهودة بين نيويورك وبالم بيتش وسانت توماس. 

 

ويقول الموقع إنه لا يوجد ما يشير إلى سفر أي من طائرات إبيستاين قرب مصر أو إسرائيل أو الأردن أو السعودية بعد 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، إلا أن هناك أدلة تشير إلى سفره في الماضي إلى المنطقة. 

 

وينوه التقرير إلى أنه بحسب سجل للرحلات نشره موقع "غوكر" عام 2015، فإنه توقف وحاشيته في دبي في 29 أيار/ مايو 2002، بعدما استضاف بيل كلينتون في جولة في دول جنوب- شرق آسيا، مشيرا إلى أن هناك ثغرات في السجل حول الرحلة إلى المنطقة؛ نظرا لأن الشركة كانت حديثة العهد، وتجمع الإشارات من عدد من اللواقط المحدودة. 

 

ويشير الموقع إلى أنه من غير المعلوم مسار الرحلة من مساء 4.06 في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر و3.47 مساء 9 تشرين الثاني/ نوفمبر، بالإضافة إلى أنه من غير المعلوم من كان على متن الطائرة؛ لأن بيانات الموقع لا تحتوي على أسماء الركاب.

 

ويفيد التقرير بأن مسار الرحلة غير عادي، حيث حلقت الطائرة بانعطافة حادة نحو جنوب الأردن؛ لأن إسرائيل القريبة لا تصدر رخص تحليق في أجوائها، ولهذا تفضل معظم الطائرات التحليق جنوب إسرائيل طالما حافظت على مستوى 31 ألف قدم في الجو، مشيرا إلى أنه لكون الطائرة كانت تحلق على مستوى 41 ألف قدم فلم تكن وجهتها العاصمة الأردنية عمان، لأنها لو كانت كذلك لبدأت في النزول استعدادا للهبوط، ما يعني أنها كانت متجهة لمكان آخر في دول الخليج، من عُمان إلى الكويت وبغداد، بحسب تكهن أحد الخبراء. 

 

ويجد الموقع أن رحلة إبيستاين لم تكن مفاجئة للمنطقة، فعلاقاته قوية مع إسرائيل، بما في ذلك شراكة قوية مع رئيس الوزراء السابق إيهود باراك، وأخبر مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "زاره عدة مرات"، مستدركا بأن رحلات إبيستاين للشرق الأوسط نادرة، بحسب ما يشير سجل رحلاته. 

 

ويبين التقرير أنه بالنظر إلى جواز السفر الذي عثر عليه في بيته، وحمل عنوانه في السعودية وزياراته لها، فإن وجود طائرته الخاصة فوق البحر المتوسط في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 وسر وجهتها وأين هبطت ولماذا ذهبت إلى المنطقة يضيف أسئلة جديدة حول علاقاته مع دول أجنبية. 

 

ويلفت الموقع إلى أن هناك أسئلة أثيرت حول علاقاته مع المخابرات الأجنبية منذ صداقته مع غيسلين ماكسويل ابنة المليونير والناشر الصحافي روبرت ماكسويل، ففي عام 2003 نشرت وزارة الخارجية مواد أرشيفية كشفت عن علاقات ماكسويل مع المخابرات البريطانية والإسرائيلية والروسية.  

 

ويورد التقرير أنه في محادثة بين الصحافية فيكي وورد مع وزير العمل ألكسندر أكوستا، الذي استقال على خلفية فضيحة إبيستاين، قال فيها إن البعض أخبره عن علاقة إبيستاين بالمخابرات وضرورة ترك موضوعه. 

 

ويقول الموقع إن هناك تفاصيل عثر عليها المحققون تصلح لأن تكون مادة لرواية بوليسية، ووجدت خزينة سرية خاصة في قصر إبيستاين في مانهاتن، وتشمل على 70 ألف دولار و48 قطعة ماس، وجواز سفر نمساوي باسم مستعار، يظهر مكان الإقامة في السعودية، وختم يظهر رحلاته ما بين إسبانيا وبريطانيا والسعودية. 

 

ويختم "إنسايدر" تقريره بالإشارة إلى أن المحققين طلبوا من دفاع إبيستاين التأكيد إن كان المتهم مواطنا أو مقيما في بلد غير الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يزعم محامو إيبستاين أنه حمل جواز السفر حتى لا يتم التعرف عليه باعتباره يهوديا في أثناء رحلاته في الشرق الأوسط.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)