صحافة إسرائيلية

خبير: السيسي يقود حملة تطبيع ثقافي مع إسرائيل

فاروق حسني قال إن كلمة التطبيع باتت غير ذات جدوى- اليوم السابع
فاروق حسني قال إن كلمة التطبيع باتت غير ذات جدوى- اليوم السابع

قال مستشرق إسرائيلي إن "وزير الثقافة المصري السابق فاروق حسني ما زال يسعى لتقريب العلاقات مع إسرائيل، دون أن يجد في المقابل أحدا إسرائيليا يتحمس لهذه المحاولات، رغم اعتباره أن الدعوة لمقاطعة التطبيع مع إسرائيل تتعارض مع المصالح المصرية". 


وأضاف جاكي خوجي في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "حسني، وهو أحد أبرز وزراء الثقافة المصريين في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، أمضى 24 عاما في الوزارة، ويعتبر لسان حال سيده في تلك الحقبة، وهو اليوم ابن 81 عاما، أكد مؤخرا حين سئل عن المقاطعة الثقافية لإسرائيل أن كلمة التطبيع باتت غير ذات جدوى، ومن يتحدث عن التطبيع لم يعد قائما اليوم، ولا يعترف بالوقائع".


وأضاف حسني: "إننا تجاوزنا هذه المرحلة منذ زمن، العالم اليوم تحول إلى قرية كونية صغيرة، السؤال اليوم حول معارضة التطبيع أصبح شعارا يتردد ليس أكثر، العلاقات مع إسرائيل قائمة اليوم في كل نظرة للسلام، في الثقافة والأدب ومجالات أخرى، ما يعتبر مصلحة لنا، وعلينا معرفة كيف يفكر الآخرون، ومحظور أن نبقى أسرى لأفكار عفا عليها الزمن".


وتساءل خوجي، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، قائلا: "من يصدق هذا الكلام اليوم؟ الرجل كان في زمن ترؤسه لوزارة الثقافة المصرية رفض أي تواصل وتقارب مع إسرائيل طالما أنها تحتل الأراضي الفلسطينية، ودفع في أحد تصريحاته الشهيرة ضد إسرائيل ثمنا باهظا، حين هدد في 2008 بإحراق كتب باللغة العبرية موجودة في مكتبة الإسكندرية، حيث وبخه مبارك في حينه".

 

اقرأ أيضا: وزير إسرائيلي: أفضل الدكتاتور السيسي على الديمقراطي مرسي

وأشار إلى أن "حسني خسر التنافس لترؤس منظمة الثقافة والتربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة-اليونسكو، رغم أن حظوظه كانت كبيرة، لكن منظمات يهودية بالتنسيق مع إسرائيل شنوا عليه حملة إعلامية دعائية لدى الدول الأعضاء في المنظمة، وفي النهاية تم إحباط فرص فوزه لصالح وزيرة خارجية بلغاريا إيرينا فوكوفا".


وأوضح خوجي، محرر الشؤون الفلسطينية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، أن "فاروق حسني في الأساس رسام محترف وناجح، حاز على جوائز عديدة خارج بلاده، وفي 1987 عينه مبارك وزيرا في حكومته، وأحد مهامه الأساسية تمثلت بالوقوف حاجزا أمام أي تعبير للتقارب مع إسرائيل، باستثناء التقارب السياسي والعسكري، وبقي في منصبه حتى 2011".


وأوضح أن "ضابط الثقافة الرئيسي في النظام المصري القديم دعا لتغيير جوهري في التفكير المصري في ما يتعلق بمقاطعة إسرائيل، وهو لم يتكلم هذا الكلام بعكس رغبات النظام المصري القائم اليوم برئاسة عبد الفتاح السيسي، لأنه يعلم أن ذلك قد يجعله يدفع ثمنا باهظا، لكنه شعر أن الأجواء السياسية السائدة في مصر تسمح لهذا الكلام اليوم، وأن النفس المعادي لإسرائيل في الصحافة المصرية انخفض قليلا في السنوات الأخيرة".


وأكد خوجي أن "حسني قرأ بالتأكيد مقابلة السيسي مع الواشنطن تايمز في مارس حين سئل عن محادثاته مع بنيامين نتنياهو، فأجاب بأنه يتكلم معه كثيرا، وعن وجود داعش في سيناء، أجاب بأن مصر يجب عليها أن تتفهم مخاوف إسرائيل، وفي ظل أن هناك رئيسا مصريا يتكلم عن نظيره الإسرائيلي بهذه اللغة، فهو يرسل إشارات مفهومة لكل من يعنيه الأمر داخل مصر، بأنه يتفهم الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية".

 

اقرأ أيضا: مستشرق إسرائيلي: السيسي أقرب صديق لنتنياهو في المنطقة

وأضاف أن "القاهرة تنظر في هذه الأيام للحكومة الإسرائيلية على أنها الجانب المشرق من الكوكب، ويبدو حسني كمن يقدم خدمات لأسياده في تصريحاته هذه لترويج التطبيع مع إسرائيل، وبعد أن التزم بكلام سيده الأول بحظر التطبيع الثقافي مع إسرائيل، فإنه اليوم حين أراد سيده الجديد تغيير موجة حديثه باتجاه إسرائيل، فإنه التزم بذلك أيضا، ما يطرح السؤال: لماذا الآن بالذات؟".


ورجح الكاتب الإسرائيلي فرضية أن تصريحات حسني "تأتي ضمن حملة إعلانية جديدة لنظام السيسي نحو تغيير الخطاب المصري باتجاه إسرائيل من خلال وقف المقاطعة الثقافية لها، وهو توجه يحتاج جيلا كاملا من التعليم والثقافة، رغم أن السيسي في سنوات رئاسته الست أجرى تغييرات بعيدة المدى".


وختم بالقول إنه "رغم أن الجمهور المصري معاد لإسرائيل بالفطرة، وفور سماع اسمها تصدر ردود فعل فورية قاسية، فإن السيسي وحده القادر على إقناع جمهوره المصري ببطلان فرضية المقاطعة لإسرائيل، بزعم أن ما كان مقبولا في سنوات الثمانينيات، لم يعد كذلك في الألفية الثالثة".

التعليقات (1)
خبر هام
الإثنين، 19-08-2019 09:16 ص
الفلسطنيين المتجنسين بالجنسية المصرية و من لديهم تصاريح إقامة و المقيمين في سيناء لديهم تطمينات تصل لحد الضمانة من المخابرات الحربية بإستمرار إقامتهم و عدم تهجيرهم قسريا كما هو مخطط لأهالي سيناء من المصريين حسب صفقة القرن .