سياسة عربية

صحيفة لبنانية: هكذا ينظر الإيرانيون لـ"الانعطافة" الإماراتية

هل غيرت الإمارات سياستها الخارجية تجاه إيران حقا؟ - إرنا
هل غيرت الإمارات سياستها الخارجية تجاه إيران حقا؟ - إرنا

قرأت صحيفة الأخبار اللبنانية الانعطافة الإماراتية في السياسات الخارجية في المنطقة، لكن بعيون إيرانية، مشيرة إلى أن أول مظهر من مظاهر الانعطافة كان بعد استهداف الناقلات بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي.


وأشارت في تقرير لمحمد خواجوئي إلى أن التفسيرات في طهران بين رأيين؛ الأول يرى أن المهم هو التحول السعودي، إن حصل، وآخر يرى أن الموقف الإماراتي مناورة تكتيكية تحتاج إلى تأكيد الجدية.


وتابعت الصحيفة بأنه بعد استهداف الناقلات، "أعلنت الإمارات في خطوة مفاجئة أنها ستسحب قسماً كبيراً من قواتها من اليمن. وظهر المزيد من الإشارات على الاستدارة الإماراتية في الأيام الأخيرة من شهر تموز، إذ أعلن شهاب قرباني، الأمين العام لنقابة الصيرفة في إيران، أن مصرفين إماراتيين أبديا استعدادهما لاستئناف التحويلات المالية إلى إيران. (...) والصورة التي ضمّت قاسم رضائي، قائد حرس الحدود الإيراني، ومحمد علي مصباح الأحبابي، قائد قوات خفر السواحل الإماراتي، جعلت أكثر المحللين تشاؤماً يتوقّف أمام نبأ زيارة الوفد الإماراتي لطهران".


وعن رؤى المراقبين السياسيين في طهران للانعطافة الإماراتية، فقد ذهب الأكثر تفاؤلاً، إلى تغيّر في موقف أبو ظبي وتقاربها مع طهران. ويرى خبراء، ضمن هذا التفسير، أن الإمارات، بناءً على الأدلة التي وردت آنفاً، قد استدارت في سياستها في الحقبة الحالية نحو إيران. لكن آخرين يرون أن الإجراء الإماراتي لا يعدّ مؤشراً على تغيّر الموقف، بل يندرج في سياق خفض التصعيد والتوتر في المنطقة، ويهدف إلى حفظ استقرار هذا البلد وأمنه فحسب.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: السعودية طلبت الوساطة مع إيران عبر هذه الدولة

ونقلت عن كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون الخارجية، علي أصغر خاجي لصحيفة إيران قوله  "لا نريد البقاء في الماضي. ونرى أن التسوية السياسية للأزمة اليمنية وإصلاح التوجه الإماراتي إزاء ايران، سيؤثران إيجاباً حتماً في تسوية باقي الموضوعات الإقليمية. وإن كانت الإمارات جادة في متابعة هذا المسار، وتخفض الاشتباكات العسكرية في اليمن، وتتحرك باتجاه المساعدة على إيجاد تسوية سياسية للأزمة اليمنية، فإننا سنرحب بذلك".


ويقول سفير إيران الأسبق لدى الأردن، نصرت الله تاجيك، إن "زيارة وفد إماراتي لإيران مؤشر على ذوبان الجليد في العلاقات".


وفي مقال له أشار إلى أن "يأس أبو ظبي من الرياض في ما يخص قضية المنطقة وإيران، أسهم في حصول هذه الاستدارة أو المرونة".


وتابع: "هجرة رؤوس الأموال الإيرانية من الإمارات أو الإيرانيين الذين كانوا يرغبون في الاستثمار في الإمارات إلى سائر البلدان، بما فيها سلطنة عمان وتركيا وأرمينيا، دفع أبو ظبي إلى التعقّل إلى حدّ ما، والعدول إلى حدّ ما عن المسار المتسم بالعنف قبالة إيران".


وأشار إلى أن الإمارات لا تريد أن تلقي العلاقات في الخليج خصوصا مع إيران ظلالها على معرض إكسبو 2020 المقبل في دبي.


على جهة أخرى، يرى البعض أن التحول في السياسات الإماراتية "لا يجب اعتباره جذرياً واستراتيجياً، بل يتسم بطابع تكتيكي في الأغلب".


وتنقل "الأخبار" عن المحلل السياسي الإيراني، رحمان قهرمان بور، قوله إن التطورات الأخيرة في توجه الإمارات "لا تعني إرساء تحالف استراتيجي مع طهران أو تشكيل جبهة مع إيران ضد السعودية، بل إن هذا التبدل في الموقف في المرحلة الحالية اعتُمد لإزالة التهديدات ضد الإمارات في الخليج".


ويتابع بأن على إيران أن تعتبر السعودية أهم قوة عربية في المنطقة إن أرادت أن تغير سياساتها، وعدم الاعتماد على التغير في الموقف الإماراتي لأنها ليست لاعبا مهما.


أما التيار الناقد للحكومة في إيران، فيرى أن هنالك خداعا في الانعطافة الإماراتية، فبحسب رئيس مؤسسة "أنديشه سازان نور"، سعدالله زارعي، فإن الإماراتيين من أجل السيطرة على جنوب اليمن، قاموا بزيارة إيران للخداع، ليظن الحوثيون أن إيران أعطتهم الضوء الأخضر، وهو ما لم يحدث.


وكتبت صحيفة "رسالت" الأصولية أن الانعطافة الإماراتية ما هي إلا رد فعل قسري تجاه التطورات التي تطرأ في المنطقة، والنظام الدولي، ولمحت إلى ضرورة عدم الانخداع، وإن أي رد إيراني يجب أن يكون ذكيا ومبنيا على رسم جميع الاحتمالات.

التعليقات (0)