ملفات وتقارير

ظريف يخترق قمة السبع ويشترط.. أي أوراق قوة لدى إيران؟

لدى إيران أذرعا إقليمية وقدرة التأثير على الملاحة وأوراق قوة متداخلة أمام تهديدات "الخنق" الأمريكية - جيتي
لدى إيران أذرعا إقليمية وقدرة التأثير على الملاحة وأوراق قوة متداخلة أمام تهديدات "الخنق" الأمريكية - جيتي

شهدت قمة قادة الدول السبع الكبرى في فرنسا، الأحد، مشاركة مفاجئة، وسريعة، لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، يعتقد أنها شهدت وضع شروط طهران على طاولة المجتمعين، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأثناء اجتماع ظريف والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال مسؤولان إيرانيان ودبلوماسي لوكالة "رويترز" إن طهران تريد تصدير 700 ألف برميل يوميا من النفط على الأقل "كبداية"، إذا أراد الغرب أن يتفاوض لإنقاذ الاتفاق النووي.

وأكدت المصادر أن طهران "لن تتفاوض بشأن برنامج الصواريخ الباليستية، وحقها في تخصيب اليورانيوم ودورة الوقود النووي المصنوع محليا... وفي المقابل ستلتزم تماما باتفاق 2015".

ورغم أن صادرات النفط الإيرانية هوت في تموز/ يوليو إلى 100 ألف برميل، بسبب العقوبات الأمريكية، وحشد واشنطن لمواجهة طهران في الخليج ومضيق هرمز، إلا أن "ظريف" بدا واثقا من أوراق قوة بلاده.

عناصر قوة متداخلة

وفي حديث لـ"عربي21"، قال المحلل السياسي، عمر عياصرة، إن "عناصر قوة إيران متداخلة"، وقائمة بالأساس على موقع البلاد ووزنها الاستراتيجي في المنطقة، و"قدرتها على الصمود وخلط الأوراق".

وأضاف أن من أبرز تلك العناصر "الأذرع المنتشرة في عموم المنطقة"، وأهمها في العراق، في إشارة إلى نفوذ طهران الواسع في البلد النفطي الكبير.

وتابع أن إيران، رغم قدرتها الكبيرة على تحمل الحصار الاقتصادي، "إلا أنها لن ترضى بأن تختنق، وكلما شعرت أنها ستتعرض لعقوبات تنال من قوتها وتماسك مجتمعها، فإنها ستحاول تحريك ورقة تعطيل الملاحة".

وإلى جانب "الأذرع والملاحة"، يضيف عياصرة، فإن لدى طهران أيضا ورقة "تخصيب اليورانيوم"، التي شكلت أساس صراعها مع واشنطن في العقدين الماضيين.

وقال "عياصرة" إن تلك الحسابات "تجعل الأوروبيين مصرين على التوصل إلى حل للأزمة، وتجعل الأمريكيين مترددين في إطلاق مواجهة شاملة مع إيران".

هل يخضع ترامب؟

أشار المحلل السياسي إلى أن لدى الولايات المتحدة محددين أساسيين لسياساتها تجاه إيران، "الأول هو الوصول إلى اتفاق نووي جديد بمدة أطول ونسب تخصيب أقل، والثاني أمن إسرائيل"، بما في ذلك الملف السوري.

وأضاف، بناء على ذلك، أن واشنطن ليست معنية بحرب شاملة مع الجمهورية الإسلامية، معربا عن اعتقاده بأن الجانبين يسعيان إلى الطاولة، وأنهما سيتنازلان في نهاية المطاف.

واستبعد "عياصرة" أن يقبل الإيرانيون بالتفاوض على البرنامج الصاروخي، إلا إذا تم ذلك في إطار إقليمي أو دولي، لا سيما وأن واشنطن هي التي أنهت معاهدتها الصاروخية مع روسيا، مطلقة العنان لسباق تسلح دولي.

مقترح فرنسي و"لا حرب" أمريكية

تجدر الإشارة إلى أن مصدرا فرنسيا كشف، السبت، عن تقديم ماكرون مقترحا لترامب، يقضي بالسماح لإيران بتصدير نفطها لفترة محددة، مقابل وقفها تخصيب اليورانيوم.

وأوضح دبلوماسي فرنسي، فضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، أن باريس تعمل منذ عدة أسابيع على الخطة، مؤكدا أن واشنطن وباريس تشتركان في نفس المصالح، والتي تتمثل بمنع إيران من جعلها مسلحة نوويا.

اقرأ أيضا: ظريف ينقل شروطا إيرانية إلى قمة السبع.. ما هي؟ (صور)

وبحسب المصدر، تسمح الخطة لطهران تصدير نفطها لفترة محددة، مقابل التزام إيراني كامل بتنفيذ الاتفاق النووي عام 2015، وتخفض التوترات في الخليج وتنفتح على الحوار.

بدوره، ذكر مسؤول في الرئاسة الفرنسية أن ترامب أكد خلال لقائه بماكرون على أنه لا يريد حربا مع إيران بل اتفاقا، حسبما نقل موقع قناة "فرانس 24" المحلية.

وذكر الموقع أن الدبلوماسيين الفرنسيين طرحوا فكرة أن تعفي واشنطن إيران من العقوبات التي تستهدف صادراتها النفطية إلى الهند والصين.

والاثنين، جدد ترامب القول إن بلاده لا ترغب بتغيير النظام في إيران، إلا أن على الأخيرة "التخلي عن المشروعات النووية والصاروخية".

بل إن ترامب ذهب إلى حد القول بأن بلاده تريد أن تكون إيران "قوية وثرية إن رغبت"، لافتا في ذات الوقت إلى أنها "تعيش أوضاعا اقتصادية صعبة بسبب العقوبات".

اقرأ أيضا: الخلافات تدب بين الزعماء مع افتتاح قمة مجموعة السبع بفرنسا

تجدر الإشارة إلى أن حضور ظريف على هامش قمة السبع، التي عقدت بمدينة بياريتس جنوب غرب فرنسا، بدعوة من ماكرون، كان مفاجئا، وربما للرئيس الأمريكي نفسه، حيث أكد مسؤولون في البيت الأبيض أن الأخير لم يكن يعرف بشأنها، رغم حديث باريس، لاحقا، عن وجود تنسيق مسبق.

ولدى سؤاله عن الزيارة، خلال القمة، رفض ترامب التعليق، إلا أنه تدارك الأمر بعد يوم بالقول إنه "لم يرغب في لقاء الوزير ظريف على هامش القمة، لأن الوقت ما زال مبكرا".

0
التعليقات (0)