طب وصحة

علاج جيني جديد يخلق آمالا لعلاج السمنة والسكري

يتوقع أن تحقق تقنية "كريسبر-كاس 9" علاجات ثورية للأمراض- أرشيفية CC0
يتوقع أن تحقق تقنية "كريسبر-كاس 9" علاجات ثورية للأمراض- أرشيفية CC0

قال باحثون كوريون إنهم طوروا علاجًا جينيًا، للسمنة والسكري من النوع الثاني، يعتمد على تقنية "كريسبر-كاس 9" لإصلاح العيوب الجينية.

العلاج الجديد طوره باحثون بجامعة هانيانغ في كوريا الجنوبية، ونشروا نتائج أبحاثهم، في العدد الأخير من دورية "جينوم ريسيرش" العلمية.

وأوضح الباحثون أن وباء السمنة الذي يصيب نحو نصف مليار شخص حول العالم، يحدث عادة بسبب العوامل الوراثية والبيئية، ما يربك تطوير عقاقير فعالة مضادة للمرض، والذي ينجم عنه مضاعفات صحية خطيرة أبرزها أمراض السكري من النوع الثاني والقلب والسرطان.

وللتغلب على الآثار الجانبية للأدوية الحالية المضادة للسمنة، طور الباحثون علاجًا محددًا لإسكات الجينات يستهدف جين التمثيل الغذائي للأحماض الدهنية الذي يطلق عليه "Fabp4" .

واستعان الفريق في أبحاثه بتقنية "كريسبر-كاس 9" لإصلاح العيوب الجينية، وهي تقنية تعديل جيني ثورية بإمكانها تعديل أي منطقة من مناطق الجينوم، لأي نوع من الكائنات بإحكام ودقة عاليتين، دون الإضرار بغيرها من الجينات.

وفي دراسة أجريت على الفئران المصابة بالسمنة، نجح الفريق في تطوير علاج جيني يقلل بشكل خاص من الأنسجة الدهنية في أجساد الفئران، ويحد من الأمراض المرتبطة بالتمثيل الغذائي لدى الفئران المصابة بالسمنة، وأبرزها السكري من النوع الثاني.

وقام الفريق باختبار علاجه على الفئران البدينة، حيث تمت تغذيتها بأطعمة غنية بالدهون، ما أدى إلى إصابتها بالسمنة ومقاومة الأنسولين.

وأدى إسكات جين "Fabp4" إلى انخفاض بنسبة 20% في وزن الجسم وتحسين مقاومة الأنسولين والالتهابات بعد 6 أسابيع فقط من العلاج.

وقد لاحظ الباحثون تحسينات إضافية لدى من تلقوا هذا العلاج، بما في ذلك انخفاض ترسب الدهون في الكبد وانخفاض الدهون الثلاثية في الجسم.

وقال الدكتور جي يونغ تشونغ، قائد فريق البحث: "في حين أن هذا العلاج يقدم نتائج واعدة في الفئران، فإن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل تطبيقه كعلاج سريري ضد الأمراض التي تصيب الإنسان".

 

اقرأ أيضا: دراسة حديثة: لا يوجد "جين بعينه" مسؤول عن "المثلية الجنسية"

وأضاف أن "الأهم من ذلك، أن هذا العمل يسلط الضوء على التقدم التكنولوجي الكبير الذي شهدته تقنية تحرير الجينات الدقيقة "كريسبر-كاس 9"، ما يقود إلى علاجات ثورية للأمراض".

ولا تزال التطبيقات الطبية التي تعتمد على تقنية "كريسبر-كاس 9" في مراحلها الأولى، حيث تم اكتشافها وتعريفها في شكلها الحالي عام 2012.

ومنذ 2012 أجريت محاولات عدة لاستخدام هذه التقنية لإصلاح العيوب الجينية منها البحوث التي قامت بها فرق في الصين في عام 2015 لإصلاح العيوب الجينية التي تسبب أمراض الدم.

ولكن تلك البحوث لم تتمكن من إصلاح كافة الخلايا المصابة، ولذا كانت الأجنة التي عولجت عبارة عن خليط من الخلايا المريضة والسليمة، وقد أدت تلك البحوث إلى حصول طفرات في التسلسل الجيني.

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم