قضايا وآراء

على هامش فيديوهات محمد علي

طارق قاسم
1300x600
1300x600

( 1 )
في العام 2007، وخلال اجتماع لمجلس الوزراء المصري برئاسة أحمد نظيف، و أثناء مناقشة  خصخصة أحد البنوك الكبرى، اعترض المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع بشدة وقال بحدة: "بس انتوا كده بتبيعوا البلد".

 

الصحافة المصرية المستقلة/الخاصة، تلقفت كلام طنطاوي وقتها، والذي نفهم الآن كيف ولماذا تم تسريبه للصحافة، وتناقلته بحفاوة  واحتفاء، وتبجيل وإعلاء.


كانت تلك الصورة ذات النفس "اليساري" أو لنقل "الاجتماعي" هي الصورة التي حرصت القوات المسلحة على تصديرها للإعلام خلال السنوات الخمس الأخيرة من حكم مبارك، والتي شهدت تحضيرا متصاعدا للإطاحة به من قبل جهات شتى، بل كانت تلك الصورة هي التي حرصت على تصديرها كل المؤسسات الأمنية التي يديرها رجال قادمون من المؤسسة العسكرية، رغم أن تلك المؤسسات ومن بينها الجيش نفسه، تملك نشاطا اقتصاديا تديره بشكل يميني جدا!


لذا، فالصحافة المعارضة، التي كان أغلبها وثيق الصلة بمؤسسات الأمن القومي تلك، كانت دائمة الهجوم على رجال جمال مبارك، وتركز في هجومها على رأسماليتهم الشرسة.


(2) 


مع الساعات الأولى لثورة يناير، سألت مصدرا كان يعمل بجهة أمنية، وهو قادم من خلفية عسكرية، عن رد فعل الجيش، فقال بثقة وحسم، وقوة وعزم: الجيش لن يقف مع مبارك ولن يطلق النار على الشعب، انطلاقا من صورته التي يريد الحفاظ عليها والمتولدة عن نصر أكتوبر وأنه (فتوة الناس الغلابة)، على حد تعبيره. والجملة الأخيرة من كلامه هي عنوان فيلم مصري شهير من بطولة ملك الترسو الراحل فريد شوقي.


(3) 


الآن، ومنذ منذ 2013، تبدلت المقاعد، وصار القطاع الاقتصادي للجيش حامل راية اليمينية الاقتصادية المتطرفة المفترسة، والتي أعلن عنها السيسي بسفور في أول تسريب خرج له بعيد انقلاب 3 يوليو، أثناء اجتماع له مع قادة وضباط بالقوات المسلحة. بينما صارت بقايا دولة مبارك تهاجم السيسي بسلاح خصومته للغلابة!


هل معنى هذا أنني أرى أن شخصيات وهيئات تنتمي لزمن مبارك لها علاقة بما يقوم به محمد علي؟
بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة "نعم".


لكن برأيي مرحبا بشدة بدولة مبارك في معركتنا ضد نظام السيسي، لأن هذا هو المعنى الفعلي والإيجابي لعبارة "إحنا شعب وانتوا شعب". بمعنى أن المدنيين جميعا مهما اختلفوا فهم شعب واحد، والحكام العسكريين –وليس الجيش فالجيش منا ونحن منه– هم شعب آخر تماما.


لذا، فمطلوب من الجيش بوضوح أن يحافظ على سمعته وسمعة انتصاره العظيم الذي تهل ذكرى جديدة له خلال أقل من شهر.. وأن يعود للناس.


وشكراً محمد علي.

1
التعليقات (1)
عصام يوسف
الأربعاء، 11-09-2019 05:38 ص
الاستاذ الفاضل:مازلنا نفرق بين الجيش والمجلس العسكري رغم تغير عقيدة الجيش ...فهو ذراع المجلس العسكري الذي يضرب المدنيين بكل اريحية ويشهد بيع الوطن واختراق امنه ولايحرك ساكنا.....اري انهمبنيان واحد