ملفات وتقارير

قرار عربي يرفض حلا عسكريا بليبيا.. هل يؤثر على نهج الإمارات؟

الإمارات لا تخفي تفضيلها الحسم العسكري لحليفها حفتر- وام
الإمارات لا تخفي تفضيلها الحسم العسكري لحليفها حفتر- وام

صدر قرار بالإجماع من الجامعة العربية يرفض الحل العسكري في ليبيا ويدعو للحوار والحلول السياسية فقط، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان سيؤثر على نهج الإمارات، التي تفضل الحسم العسكري على يد حليفها "خليفة حفتر".

وأكد وزير الخارجية بحكومة الوفاق الليبية، محمد سيالة، أن "اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير أصدر قرارا يستبعد بشكل كامل أي حل عسكري، وأن "القرار صدر دون التحفظ من أحد، ما يعني أن الإجماع العربي بشأن ليبيا متوافق عليه، وأن مجلس الجامعة لا يريد التدخل الخارجي"، وفق تصريحات صحفية.

"نجاح دبلوماسي ليبي"

والتقى "سيالة" بالأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيظ، قبل عقد الاجتماع التشاوري، وسط تأكيدات من "أبو الغيط" بأن "الجامعة حريصة على الدفع باتجاه عودة أطراف النزاع إلى الحوار وضرورة تخفيض التصعيد العسكري".

من جانبه، أكد القائم بالأعمال لسفارة ليبيا بدولة زامبيا، فرج الزروق أن "الدول المهيمنة على الجامعة العربية هي نفس الدول التي تساند وتدعم الحرب على العاصمة طرابلس".

 

اقرأ أيضا: بعد شكوى مجلس الأمن..ما خيارات الوفاق لوقف دعم أبوظبي لحفتر؟

وأضاف أن "هذه الدول حاولت في الاجتماع التشاوري الأخير من خلال "مصر" التصدي لتسمية المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق أو حتى الإشارة إليهما في البيان الختامي بل محاولة عدم ذكر حتى الاتفاق السياسي الليبي".

وتابع في تصريحات لـ"عربي21" أنه "بفضل جهود وزير الخارجية الليبي، محمد سيالة والوفد المرافق له وبدعم كبير من دول المغرب العربي والعراق والكويت وعمان تم إحباط مخطط وزير الخارجية المصري والدول الداعمة للعدوان على طرابلس ومن يدور في فلكهم"، وفق معلوماته.

"مجاملة حكومة السراج"

لكن عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة، أشار إلى أن "القرار جاء مجاملة لحكومة السراج، كون مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية معين من قبل هذه الحكومة التي تعمل في معية "المليشيات" ويضيق عليها الخناق يوما بعد يوم"، حسب قوله.

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "جامعة الدول العربية كان لها موقف سلبي مع وفد البرلمان أثناء حوار القاهرة الذي جمع أقطاب مجلس النواب برعاية مصرية، وقد حدث بيننا وبينهم سوء تفاهم خلال زيارتنا لمقر الجامعة، وعامة قرارات الجامعة لا تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به".

"حبر على روق"

لكن رئيس تحرير صحيفة "الرأي" الليبية (مستقلة)، حسين العريان أشار إلى أن "قرارات الجامعة العربية هي مجرد "حبر على ورق" ولا يمكن أن يُبنى عليها وما تتخذه من قرارات تراعي فيه الموقف الدولي في أغلب الأحيان وقرارها الأخير جاء بعد التغير في الموقف الدولي".

وتابع لـ"عربي21": "من ناحية أخرى فإن الدول الداعمة للاعتداء على العاصمة (الإمارات ومصر والسعودية) جميعها تعترف بالاتفاق السياسي الليبي ومخرجاته من ناحية نظرية فقط، لكن عمليا تدعم هذه الدول الحل العسكري وليس السياسي، والحقيقة أنه لا تعويل على حلول الجامعة العربية"، وفق رأيه.

قرار بأوامر "الفيتو"

وقال المحلل السياسي من العاصمة طرابلس، علي فيدان لـ"عربي21" إن "الجامعة العربية ليست صانعة قرار ولا حتى مشاركة فيه، القرار تتخذه الدول الكبرى صاحبة الفيتو في مجلس الأمن، والجامعة العربية لن تكون إلا صدى لهذه الدعوات".

وأضاف أن "الجامعة العربية تخضع للسيطرة المصرية والمال السعودي وكلاهما حليف لحفتر حيث تدرك كل منها التراجع المستمر لقوات حفتر ميدانيا وتريد استدراك ذلك وتعويضه سياسيا، ولا أعتقد أن الجامعة العربية يمكنها تقديم شيء في ظل ضعفها وتشتت أعضائها فضلا عن تدخلات الدول الكبرى فيها".

التعليقات (0)