صحافة دولية

بروكينغز: دراسة تقدم 4 توصيات لاستراتيجية أمريكا بسوريا

بروكينغز: في موضوع سوريا لا يمكن لواشنطن ان ترفع يديها ببساطة- جيتي
بروكينغز: في موضوع سوريا لا يمكن لواشنطن ان ترفع يديها ببساطة- جيتي

نشر موقع معهد "بروكينغز" مقالا للأكاديمية المتخصصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، مارا كارلين، وهي عضوة في لجنة مكونة من 12 شخصا، معينة من الكونغرس لدراسة الصراع السوري، مهمتها دراسة الحالة السورية، وتقديم التوصيات للاستراتيجية الأمريكية تجاه سوريا.

وتقول كارلين في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد نشر اللجنة لتقريرها النهائي، فإنها تختصر رؤيتها في النقاط الأربع الآتية:

الأولى: مع أن الصراع في سوريا ديناميكي، إلا أن بعض العناصر واضحة؛ لا يزال بشار الأسد يكتسب السيطرة على مساحات كبيرة من الأرض، بمساعدة من روسيا وإيران وغيرهما، بالإضافة إلى أن الأسد فشل في توفير الأمن والاستقرار (ناهيك عن الحياة الطبيعية)، في المناطق التي اعاد سيطرته عليها، وسوف يتعمق التنافس بين روسيا وإيران ونظام الأسد بعد ما ينجلي غبار الحرب، وكذلك فإن الانقسامات بين العناصر المناهضة للأسد تبقى متفشية، ويمكن للصراع السوري أن يتحول إلى صورة أبشع، وبالذات في إدلب وما حولها، ومع ذلك فإن من المستحيل أن نتخيل بواقعية تغيرا إيجابيا على مدى السنوات الخمس القادمة.

الثانية: إن حجم الكارثة الإنسانية للحرب السورية كان ضخما وخبيثا، ففي أنحاء سوريا يعاني حوالي 6.6 ملايين نازح من عدم الاستقرار، وخارج سوريا هناك 6 ملايين لاجئ عالقون في ظروف مؤقتة ومستقبل مجهول، وليس من المتوقع أن يفروا من هذه الظروف إلا إذا اضطروا، لكن في وقت تحولت بلدان مثل لبنان وتركيا إلى بلدان أقل ترحيبا، فإن خياراتهم تضيق بشكل كبير، وبصفته ملعبا للأطراف الإقليمية ولديه تاريخ طويل من السياسيين المرتشين العاجزين، فإن لبنان بالذات معرض للخطر، فمع اقتصاد منهار وتبادل الضربات مؤخرا بين حزب الله وإسرائيل فإن لبنان -وبالذات اللاجئين السوريين فيه- في حالة يأس وجزع، ويقوم ملايين السوريين ببناء بيوت جديدة في بلدان جديدة، حتى وإن كانت تلك البيوت عبارة عن خيام في أماكن تصبح بشكل متزايد غير متسامحة في أفضل الأحوال، وهم في الغالب سيبقون ما لم يكن هناك نقل لهم بالقوة، وسيستمرون في تشكيل عبء على موارد البلدان الضعيفة.  

الثالثة: كما لا يمكن إهمال التنافس بين القوى العظمى، الشعار المعروف في استراتيجية الدفاع القومي، في الشرق الأوسط، لكن لا يجب أن يتحول إلى الأولوية العليا لأمريكا على حساب آسيا وأوروبا، وقد حققت روسيا بالذات نجاحا كبيرا في جعل نفسها على قمة الديناميكيات الرئيسية في الشرق الأوسط، والحرب في سوريا هي واحدة من أمثلة كثيرة، حيث تقوم موسكو بالحل والعقد، وإن كان ذلك بطريقة غير مسؤولة أو فعالة. 

وفي زيارة حديثة لي إلى المنطقة لمناقشة هذه القضايا واجهت قيادات سياسية روسية باستمرار، ومن خلال حواراتي مع اللاعبين الإقليميين كانت تتحول بسرعة إلى أسئلة عن الأهداف الروسية والاستراتيجية، ومع أن القليل يثقون بشبه الحلول التي تقدمها روسيا، إلا أن الجميع كانوا متعطشين لقيادة خارجية تحمل أفكارا. 

ولم يوفر التدخل الروسي في سوريا مجرد ساحة لتجريب جيشها عمليا، لكنه شمل مستوى أعمق من التدخل في الشرق الأوسط، وأظهرت هذه النقاشات أن روسيا لا تتمع فقط بمقعد على الطاولة في الشؤون الإقليمية، بل إنها وبشكل متزايد هي من ترتب الطاولة أيضا، وفعل ذلك يمكن موسكو أن تصور نفسها بديلة عن أمريكا، وهو بالتأكد ما لم يكن محدودا في الشرق الأوسط.

الرابعة: يجب على أمريكا أن تدرك أن سياستها المشوشة والمتناقضة لسوريا أثبتت عدم فعاليتها، ومع أنه ليس من المتوقع أن تقوم إدارة ترامب باتخاذ مقاربة نشيطة وفاعلة للصراع في سوريا، فإن على الإدارة على الأقل تجنب الأخطاء الرئيسية التي ستفاقمه، وقائمة تمثل مثل هذه الأخطاء تتضمن:

•إعادة انتشار القوات الأمريكية في سوريا بتهور، وبالذات دون استشارة أعضاء التحالف الرئيسيين.
•الفشل في تحديد المهمة العسكرية الأمريكية، بالذات إن كان تنظيم الدولة هو التهديد ذو الأولوية.
•استخدام قوات ومقاربة تقليدية بدلا من قوات مكافحة تمرد، بالرغم من تحول المسار الأمني للصراع.
•إهمال عيوب شركائنا في سوريا، قوات سوريا الديمقراطية، بالذات في وقت التحول إلى عمليات الاستقرار والحكم، التي تحتاج الكثير من الحث لإحداث تغير سياسي دائم له معنى.
•التعامل مع نظام الأسد.
•السماح للخلافات مع تركيا أن تحدث تمزقا في تحالف الناتو.
•تمكين روسيا من تعزيز دورها في عقد اجتماعات إقليمية.
•التقليل من شأن احتمال عودة تنظيم الدولة، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من الجيل القادم من السوريين عالقين في أماكن احتقان مثل مخيم الهول.
•مراقبة كيف وبأي شكل يمكن للتوترات المتزايدة بين أمريكا وإيران في الخليج وبين إسرائيل وإيران ووكلائها في سوريا قد يكون لها تأثير خارج حدود الشام.
•إهمال المعاناة الكبيرة لبلدان مثل لبنان والأردن وتركيا بسبب المتطلبات الضخمة التي يحتاج إليها العدد الكبير من اللاجئين السوريين لديها.
•إلغاء التمويل أو الحد الكبير منه لما هي حاليا أسوأ أزمة إنسانية على مدى عقود.

وتختم كارلين مقالها بالقول: "على مدى السنوات الثمان الماضية ولد الصراع في سوريا خليطا من القلق والألم العصبي والعجز في واشنطن في الوقت الذي خرب فيه المنطقة.. وأدى إلى أسوأ كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، ومع احتمال كون ردود الفعل الثلاثة صحيحة، إلا أنها تعكس فشلا في إدراك السبل التي يمكن لواشنطن من خلالها القيام بدور أكثر فعالية". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)

خبر عاجل