ملفات وتقارير

أزمة لبنان المالية.. هل تؤثر على تحالفات حزب الله؟

واشنطن هددت حلفاء الحزب بعقوبات وسط أمات مالية واقتصادية تعاني منها البلاد- أرشيفية
واشنطن هددت حلفاء الحزب بعقوبات وسط أمات مالية واقتصادية تعاني منها البلاد- أرشيفية

يشهد لبنان أزمة مالية خانقة تتمثل بقلة توفر الدولار الأمريكي، ما ينعكس سلبا على قدرة استيراد المواد الأساسية، فضلا عن ارتفاع الأسعار، وسط اتهامات لحزب الله بالمسؤولية، ومن ورائه سوريا وإيران اللتي تواجهان عقوبات أمريكية خانقة.

تشكل الأزمة اختبارا حقيقة لمتانة تحالفات الحزب السياسية، لا سيما مع رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي ألقى الكرة في ملعب وزير المالية علي حسن خليل، وحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، مشيرا، في تصريحات، الجمعة، إلى أنهما "المعنيان" بالملف، وأنه كان في نيويورك للمشاركة باجتماعات الأمم المتحدة.

وفي حديث لـ"عربي21"، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، عماد شمعون، إن "ما يشاع من تحميل سوريا وإيران المسؤولية عن الأزمة صحيح"، متهما حزب الله بالتكفل بجمع الدولار من الأسواق لصالح حليفيه.

 

اقرأ أيضا: الحريري يهاجم حزب الله: مشكلة إقليمية بحاجة لعلاج

وأشار شمعون إلى أن الأزمة، التي بدأت قبل أيام، لا تزال قائمة، وطالت قطاعات حيوية مثل مشتقات النفط والأدوية والقمح، مؤكدا أنها باتت تشكل إحراجا لحلفاء الحزب.

واعتبر في هذا الإطار أن "عون" تهرب من المسؤولية، لافتا إلى أن وزير المالية ينتمي إلى حركة الأمل، الوثيقة الارتباط بحزب الله.

كما أكد شمعون وجود "انسجام" بين الوزير وحاكم مصرف لبنان، ما يشي بأن المنظومة المالية بالبلاد "متعاونة" مع الحزب.

"لا مصلحة للحزب"

بدوره، استبعد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، طلال عتريسي، أن يكون الحزب متورطا بالأزمة.

وفي حديث لـ"عربي21"، قال عتريسي: "من المؤكد أنه غير متورط بالأزمة المالية لأنها في غير مصلحته وفي غير مصلحة مؤيديه".

وأوضح أن العديد من الدوائر المحسوبة على الحزب تضررت جراء العقوبات الأمريكية، ولذلك فهو غير معني بتعقيد المشهد.

وتابع: "الولايات المتحدة والمسؤولون الأمريكيون يأتون إلى لبنان ويتحدثون بشكل صريح وعلني عن مشروع خنق حزب الله اقتصاديا ودفعه إلى الإفلاس".

وقال، في المقابل، إن "الكثير من التحليلات الاقتصادية تحمل رئيس المصرف المركزي المسؤولية، على خلفية رفع نسبة الفائدة على الإداعات بالليرة اللبنانية ومن ثم شراء الدولار".

ولفت إلى أن ذلك تسبب بشح الدولار في المصارف، وتزامن مع الضغوط الأمريكية، ما أفرز الأزمة الحالية.

ووصف عتريسي الاتهامات لحزب الله بنقل أموال من لبنان إلى سوريا بأنها "شائعات"، وأنها تأتي في إطار "الحرب" الجارية على "المقاومة".

كما اعتبر أن إشارة عون إلى تحمل وزير المالية المسؤولية يأتي في إطار التأكيد على أن الأزمة داخلية.

ولفت إلى أن ما يحدث قد يكون في الواقع ضد "الحزب"، إذ إن البنك المركزي "انصاع"، بوصفه، "لتوجيه أمريكي بتصفية بنك محلي، بدعوى ارتباطه بحزب الله، دون إجراء أي تحقيقات".

"لا تراجع"

أكد عتريسي أن حزب الله لا يمكنه التراجع بهدف تخفيف الأزمة، كما شدد على أنه لا يمتلك قدرات اقتصادية ليقدم تنازلات بشأنها.

وتابع: "أما بالنسبة لحلفائه، فإن هنالك تلميحا بفرض عقوبات عليهم، ولكن هنالك من ينفي، وإن حدذ ذلك فإن حزب الله لا يمكنه فعل أي شيء".

وأضاف: "لا أظن أن شيئا سيحدث على مستوى التحالفات، إذ من شأن ذلك تخريب المعادلة السياسية الداخلية برمتها، ولا أحد يريد ذلك".

وختم بالقول إن الأمريكيين أنفسهم مشغولون بكيفية الفصل بين خنق حزب الله دون أن ينهار الاقتصاد اللبناني، وهي معادلة في غاية الدقة والحساسية، بوصفه.

اقرأ أيضا: تهديد أمريكي بعقوبات على حلفاء حزب الله "بغض النظر عن دينهم"

من جانب آخر، اعتبر عماد شمعون في حديثه لـ"عربي21" أن حلفاء حزب الله، ولا سيما الرئيس ميشال عون، يجدون أنفسهم اليوم في موقف محرج، جراء "ممارسات الحزب"، بحسبه.

وأوضح أن الحزب ما لم يراجع حساباته، ويضع خطة لإنهاء الأزمة وتجنيب البلاد انعكاسات العقوبات وآثار تحالفاته الإقليمية، فإنه قد يدفع بحلفائه المحليين إلى التخلي عنه، خصوصا وأن "عون" لا يريد للبلاد أن تنهار في ظل رئاسته.

ويعيش لبنان بالفعل أزمات اقتصادية حادة، ويعاني من مديونية مرتفعة، وهو ما يهدد استقرار البلاد، في ظل استقطاب سياسي وطائفي وانعكاسات سلبية للحرب في سوريا، ومخاوف من اشتعال أخرى مع إسرائيل.

التعليقات (0)