ملفات وتقارير

بعد رفضها الحل العسكري.. هل غيرت فرنسا سياستها في ليبيا؟

خارجية فرنسا دعت إلى وقف إطلاق النار في ليبيا والعودة إلى العملية السياسية- جيتي
خارجية فرنسا دعت إلى وقف إطلاق النار في ليبيا والعودة إلى العملية السياسية- جيتي

طرح رفض الخارجية الفرنسية لأي حلول عسكرية في ليبيا، وتصريحها الأخير بضرورة العودة إلى العملية السياسية وصولا إلى الانتخابات، مزيدا من التساؤلات حول حقيقة تغير موقف باريس من الملف الليبي، وما إذا كانت تخلت فعليا عن دعم اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، أم أن تصريحاتها هدفها التغطية على هذا الدعم.


ودعت خارجية فرنسا إلى "وقف إطلاق النار في ليبيا والعودة إلى العملية السياسية، تحت رعاية الأمم المتحدة، على أساس المعايير التي وافق عليها الليبيون في مؤتمري "باريس وباليرمو" وفي اجتماع أبوظبي، لتمهيد الطريق للانتخابات المرتقبة".


رفض العسكرة

 
وشدد الناطق باسم الخارجية الفرنسية، رفض بلاده لأي حلول عسكرية في ليبيا، مشيرا إلى أن "الاجتماع الوزاري الذي عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ساهم في تعزيز الإجماع الدولي على إنهاء الأزمة في ليبيا سلميا".


وأضاف خلال مؤتمر صحفي، الإثنين أن "العودة إلى العملية السياسية في ليبيا تشمل إعادة توحيد المؤسسات، والإصلاحات الاقتصادية والأمنية، التي تعتبر حاسمة لتحقيق الاستقرار في البلاد، مشيرا إلى أن اجتماع نيويورك ساهم في توحيد جهود المجتمع الدولي لصالح ليبيا، وخاصة قبل المؤتمر الدولي الذي عرضت ألمانيا استضافته في برلين هذا الخريف"، كما صرح.

 

اقرأ أيضا: حفتر يبدي رغبته بالحوار.. والسراج يرد: "مجرم متعطش للدماء"

والسؤال: ماذا يحمل رفض فرنسا للحلول العسكرية في ليبيا الآن؟ وهل فعلا غيرت موقفها تجاه حفتر نظرا لضغوط دولية عليها؟


محاولة جديدة لإنقاذ حفتر


من جهته، أشار عضو مجلس الدولة الليبي، إبراهيم صهد إلى أنه "ليس كل ما تقوله فرنسا يتوافق مع سياساتها الحقيقية تجاه حفتر ومشروعه، لذا دعوتها الأخيرة إلى وقف إطلاق النار دون ربط ذلك بانسحاب ميليشيات العدوان، ما هي إلا محاولة جديدة لإنقاذ حفتر والزج به في أية مفاوضات أو تسوية جديدة".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أنه "سبق لفرنسا أن أقحمت حفتر في مؤتمر باريس كطرف ند للأجسام المنبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي، وهي تحاول الآن إحياء لقاءات باريس وباليرمو، في حين أن ما نتج عنهما قد أصبح لاغيا ولا يعتد به، لتنصل حفتر من الالتزام واستمراره في حروبه"، وفق كلامه.


وتابع: "كما لا يصح أن يعتد باجتماع أبوظبي كأحد أسس التسوية، وتصويره كملتقى نتجت عنه مخرجات، فهذا اللقاء لم يكن بين الأطراف التي يحددها الاتفاق السياسي، ما يفقده أية قيمة حقيقية، كما لم يصدر عنه أي بيان يوضح ما تم فيه وما نتج عنه، والغريب أيضا تجاهل باريس لبيان الرئاسي الأخير"، كما صرح.


موقف منطقي

 
لكن المدون والناشط الليبي، مصطفى شقلوف أوضح أن "الموقف الفرنسي منطقي وغير مستغرب، وأن فرنسا لم تغير موقفها أو دعمها لحلفائها، لكن طبيعة المرحلة الراهنة تستلزم المطالبة بالرجوع للحوار كوسيلة للمحافظة على المكاسب المحققة على الأرض".

 

اقرأ أيضا: FP: كيف يساهم التدخل الأجنبي باستمرار الحرب في ليبيا؟

وتابع في تصريحه لـ"عربي21": "وهذا الأمر ربما يساهم في دعم الموقف التفاوضي خصوصا بعد فشل حلفاء فرنسا ومنهم حفتر في التقدم والسيطرة الكاملة بعد أكثر من 170 يوما من المعارك في طرابلس وضواحيها"، كما رأى.


فقد الثقة


وقال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار إنه "لولا تدخل فرنسا من البداية، ما كان لحفتر ولا مشروعه أي تواجد في ليبيا، ولكان الوضع الأمني والسياسي الآن أفضل بكثير في ليبيا، ولشهدت ليبيا حالة قريبة جدا من الحالة التونسية ولربما تجاوزناها أيضا".


وأضاف لـ"عربي21": "الحقيقة لا توجد ثقة في المساعي الفرنسية حتى لو صرحت برفض الحلول العسكرية فهذه أكذوبة وجملة مبتورة، ففرنسا العابث الأساسي بالمشهد العسكري في ليبيا، ورغم المساعي الألمانية والمحاولات الجادة من بعض الدول لإيجاد مخرج أو حل للأزمة الليبية، إلا إن هناك حالة فقد ثقة في أي تحركات تدعمها فرنسا، لمطامعها ومواقفها السابقة"، حسب رأيه.

التعليقات (0)