سياسة عربية

هل يفتح "إنجاز" معلمي الأردن شهية قطاعات أخرى للاحتجاج؟

هل يشهد الشارع الأردني احتجاجات نوعية قريبا؟ - جيتي
هل يشهد الشارع الأردني احتجاجات نوعية قريبا؟ - جيتي

طوت الحكومة الأردنية باتفاقها الأخير مع نقابة المعلمين، ملفا كاد يعصف بها، حيث طالب آلاف المعلمين في مناطق مختلفة بالمملكة الحكومة بالاستقالة، لكن الاتفاق أدخلها الآن في تحد جديد، إذ يتوقع مراقبون أن تفتح تجربة المعلمين في أطول إضراب بتاريخ الأردن، شهية شرائح أخرى للمطالبة بعلاوات ومستحقات.

ويتوقع حراكيون أن تشكل تجربة المعلمين الأخيرة حافزا للتظاهر ومطالبة الحكومة بإصلاحات ومستحقات، مع الاستفادة من حالة التضامن الشعبي مع إضراب المعلمين رغم محاولات التشويه التي استهدفت المعلم، والدعاية الحكومة الرسمية للأهالي خلال الإضراب، والتي لم تلق تجاوبا واسعا.

وحملت تغريدة حديثة للعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، عدة أوجه، أحدها التحذير من أي تجربة مشابهة لما قام به المعلمون، إذ قال في تغريدته إنه كان لا بد من إنهاء "الاستعصاء" خدمة للعملية التعليمية، وإن الثمن الأكبر كان تعريض مصلحة الطلبة للإعاقة وإن هذا "يجب ألا يتكرر".

وفسر البعض التغريدة بأنها تحذير لمنع أي حراك نقابي لاحق بهذا الشكل.

بدورها تحدثت "عربي21" لنقيب الأطباء، الدكتور علي العبوس، الذي أشار إلى أن نقابته حصلت بالفعل على ما طالبت به من حوافز بنسبة تقارب 30%، وهي أضعاف ما حصل عليه المعلمون، ووقعت على ذلك مع الحكومة قبل أسبوعين من الآن.

 

اقرأ أيضا: ما الرسائل التي حملتها تغريدة ملك الأردن عن إضراب المعلمين؟

ولفت العبوس إلى أن الحرية والديموقراطية تتيح لكل فئة بأن تعبر عن نفسها بما تشاء.

وأشار إلى أن النقابات كانت ترغب بعرض حزمة كاملة على رئاسة الوزراء تشمل القطاعات الأخرى، لكن نقابة المعلمين آثرت أن تكون في حراك منفصل.

وعن الفئات  غير النقابية، قال العبوس إنه يدعم أي حراك منظم ومعروف الاتجاهات والمطالب، وأنه لا أحد يريد أن يدخل على الخط أي مطالبات من جهات غير معروفة.

ولفت إلى أنه يقف إلى جانب أي مطلب منظم وديموقراطي، مؤكدا على أن الفساد قد أخذ من أصحاب الحقوق، وإنه يجب إعادة الأموال لمستحقيها وأصحابها الحقيقيين.

وأعلنت نقابة المعلمين الأردنيين، السبت الماضي، عن اتفاق مع الحكومة أنهى إضرابا استمر أربعة أشهر، بحسب ما أعلنه نائب نقيب المعلمين، ناصر النواصرة.

وحسب النواصرة فقد قضى الاتفاق بمنح رتبة معلم مساعد علاوة بقيمة 35%، ورتبة معلم 40%، ورتبة معلم أول 50%، ورتبة معلم خبير بقيمة 65%. وتم استحداث رتبة خامسة جديدة هي رتبة المعلم القائد ويستحق علاوة 75%.

وأعلن النواصرة أن تعويض الطلبة عما فاتهم من دروس سيتم بالاتفاق مع وزير التربية والتعليم ضمن خطة لذلك.

من جهة أخرى، قال الناطق الإعلامي للمكتب التنفيذي للحراك الأردني الموحد، المحامي جمال جيت، لـ"عربي21" إنه يتوقع أن تكون تجربة المعلمين ملهمة لأن حجم الإنجاز وحجم التلاحم الشعبي مع النقابة كان فريدا وحقيقيا.

 

اقرأ أيضا: هل "أحرج" إضراب المعلمين الأحزاب والنقابات الأردنية؟

وأشار جيت إلى أن رسالة الأهالي كانت قوية وواضحة رفضا للسياسات الحكومية، وفشلت الحكومة في تحويل الأهالي إلى قوة ضاغطة على المعلمين.

وتابع: "الأهالي عملوا بشكل يشبه صورة من صور العصيان المدني، فتجاهلوا قرار المحكمة بخصوص الإضراب، وتجاهلوا دعوات مديريات التربية والتعليم، وتجاهلوا رسائل وزارة التربية والتعليم على هواتف الخلوية، وانتظروا قرار مجلس نقابة المعلمين.

وعن أثر حراك المعلمين على الحراك الشعبي، أشار جيت إلى أن المعلمين لطالما كانوا محفزا أساسيا لحركة احتجاجية أوسع، منذ العام 2011 وحتى اليوم.

وأشار إلى أن عددا من الحراكيين البارزين هم في الأصل من المعلمين، وإن نقيب المعلمين الراحل، أحمد الحجايا، هو أحد الحراكيين الذين شهدوا كل مراحل الحراك.

وأكد جيت أن دوافع الحراك الشعبي الاحتجاجي كبيرة وموجودة، وهنالك حالة محفزة في الشارع، رغم أن الحراك لم ينقطع عن الشارع في الأساس.

وعن التعامل الحكومي مع أي حراك جديد في الشارع، وإذا ما كان سيكون مثل التعامل مع مطالب المعلمين، قال الناطق الإعلامي للمكتب التنفيذي للحراك الأردني الموحد بأن تعامل الحكومة لم يكن جيدا في يوم من الأيام.

ولفت إلى أن الشارع الأردني يبحث الآن في ظل هذه السياسات الحكومية عن خطاب عقلاني متزن ليلتف حوله.

وتوقع جيت أن تجري محاولات لتشويه الحراك، لكنه يعول على حالة الوعي الموجودة لدى الشعب الأردني.

التعليقات (0)