ملفات وتقارير

هل ينجح فيلم "الممر" في تبييض وجه المؤسسة العسكرية بمصر؟

استبعد نقاد أن ينعكس الفيلم إيجابا على المؤسسة العسكرية كون أبطاله من الرتب الدنيا وضحوا بأرواحهم- تويتر
استبعد نقاد أن ينعكس الفيلم إيجابا على المؤسسة العسكرية كون أبطاله من الرتب الدنيا وضحوا بأرواحهم- تويتر
في الوقت الذي تكثف فيه السلطات المصرية عرض فيلم "الممر" عبر شاشات التلفزيون المصري والفضائيات الخاصة، رغم ما تعرض له من انتقادات، يثار التساؤل حول قدرة الفيلم على تبييض وجه المؤسسة العسكرية، بعدما كشفه المقاول المصري محمد علي من وقائع فساد تطال بعض قادتها.

وعُرض فيلم "الممر" الأحد الماضي على شاشة التلفزيون المصري وفضائية "on e"، تزامنا مع الذكرى الـ46 لحرب أكتوبر 1973، فيما أعلنت عدد من الفضائيات عن عرض الفيلم تباعا.

و"الممر" دراما حربية مصرية إنتاج 2019، بدعم من إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، وتتناول عملية لقوات الصاعقة بحرب الاستنزاف ضد الجيش الإسرائيلي المحتل لسيناء وقتها، إثر نكسة حزيران/ يونيو 1967.

والفيلم الذي كتبه وأخرجه شريف عرفة أدى دور البطولة الفنان أحمد عز، وإياد نصار، وأحمد فلوكس، وأحمد رزق، ومحمد فراج، وأحمد صلاح حسني، يعدّ الأعلى إنتاجا بهوليود الشرق بميزانية تخطت 100 مليون جنيه، فيما عرض لأول مرة في 4 حزيران/ يونيو 2019، محققا المركز الرابع كأعلى الأفلام دخلا بالسينما المصرية.

"زاخر بالأكاذيب والتهويلات"

وفي تقييمه لـ"الممر"، قال الرئيس السابق لهيئة قصور الثقافة بمصر سعد عبدالرحمن: "خلاصة القول إنه فيلم قد يكون جيدا من الناحية الفنية، ولكن من ناحية المحتوى والتوجه فهو زاخر بالأكاذيب والتهويلات".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أنه "ينبغي أن يعامل (الممر) على أنه عمل فني لا أكثر، ومن الخطأ أن يعامل على أنه مصدر للتاريخ".

"النبش في القديم"

وفي رؤيتها، ترى الناقدة الفنية إيمان نبيل أن "أفلام الحروب من وجهة نظري ليس لها تأثير كبير وقت السلم، خصوصا مع تغيير نظرة حكام العرب نحو إسرائيل كعدو استراتيجي، وصار مرحبا بها بالمحافل العربية، كما أنه على النقيض يواصل الإعلام العربي تشويه القضية الفلسطينية".

وفي حديثها لـ"عربي21"، قالت نبيل: "الآن جيش مصر لا يستطيع أن يقدم جديدا عن إنجازاته بعد أن انحرفت دفته، ولذا فالنبش بالقديم هو الحل، كإخراج قصة حربية قديمة مع تلميعها بأفضل نجوم السينما"، مشيرة إلى أن "هذا المسلك يؤثر مع الشباب صغير السن".

وتعتقد الناقدة السينمائية أن الفيلم لم ينجح في إعادة تلميع قادة الجيش بعد أزمة محمد علي، مؤكدة أن "المؤسسة العسكرية لن يصلح شيء في تلميعها، كما أن الفيلم يمجد أبطالا حقيقيين من لحم ودم صنعوا شيئا على أرض الواقع".

وترى نبيل أن استفادة المؤسسة العسكرية قد يكون عبر الرسالة التي قد يصدرها الفيلم من أنه وقت الأزمات قد يخرج من الجيش مثل هؤلاء الأبطال.

وأضافت: "رغم أن الفيلم تكلف نحو 100 مليون جنيه، كأضخم إنتاج مصري، إلا أنه لا يمكن مقارنة تأثيره محليا وعربيا بأفلام الحرب المصرية السابقة"، مشيرة إلى أن "العرب مشغولون بمآسيهم الآن، ومصر وجيشها تغيرا بعيونهم، لذا فتأثير (الممر) محدود دون شك".

"هذا الاختبار الحقيقي"

وفي تعليقه على التساؤل: هل ينجح "الممر" في تبييض وجه المؤسسة العسكرية بمصر بعد ما كشفه محمد علي من فساد؟ قال السياسي المصري عاطف عواد: "أمام المؤسسة العسكرية المصرية اختبار حقيقي، وهو أزمة سد النهضة".

البرلماني السابق، أضاف لـ"عربي21" أن حل أزمة سد النهضة "هو وحده القادر على تحسين الصورة".

وأشار إلى أن "الأفلام والمسلسلات بات معلوم للناس أنها مجرد فانتازيا تلهب المشاعر أثناء المشاهدة، ولا تترك أي أثر يذكر بعد انتهاء العرض بدقائق".

"أبطال لم يتلوثوا"

من جانبه، يعتقد الكاتب الصحفي أسامة الألفي أن "موضوع الفيلم لا علاقة له بقيادات القوات المسلحة؛ فأبطاله هم أبناؤنا وإخوتنا من ضباط الصف الثاني والثالث والجنود"، موضحا أن "هؤلاء من يمجد الفيلم بطولاتهم وليس القيادات".

مساعد رئيس تحرير الأهرام الأسبق أشار بحديثه لـ"عربي21" إلى أن هؤلاء الأبطال "لم يتلوثوا بمال حرام، ولا استغلوا نفوذهم، لكنهم قدموا أرواحهم فداء لمصر".

وقال الألفي: "بشكل عام، إذا كان هدف الفيلم تمجيد بطولات القوات المسلحة فقد نجح"، مضيفا أنه "طبيعي أن تمتد صورة النجاح إلى قيادات القوات المسلحة".

وفي رده على التساؤل: هل إعادة عرض الفيلم بشكل مكثف عبر الشاشات بعد ما طرحه محمد علي، من وقائع فساد، يوحي بأن الهدف هو تبييض الوجه الذي تغبر، يرى الألفي أن "القادة الحاليين ليسوا هم القادة في زمن الفيلم؛ وبالتالي لا يمكن القول إنهم المقصودون".

وختم بالقول إن "استدعاء مشاهد أكتوبر عبر (الممر) نجح في تغيير الصورة الملوثة الموجودة حاليا".

وفي الوقت الذي حملت فيه مواقع التواصل الاجتماعي إشادات بالفيلم، إلا أنه طالته انتقادات أيضا.

‏وعبر صفحته بـ"فيسبوك"، قال الناشط السيناوي أشرف أيوب‏: "فيلم الممر الذي أنتجه هشام عبد الخالق، بإشراف الشؤون المعنوية، لا يرتقي لمستوى أفلام تحدثت عن حرب أكتوبر، ولا يزال أفلام حكايات الغريب، والمواطن مصري، وأبناء الصمت، وأغنية على الممر التي يحاكيها فيلم شريف عرفة، من أفضل الأفلام".


وتسبب الفيلم بحالة من الغضب في الأوساط الصحفية؛ بسبب صورة المراسل الصحفي العسكري الذي يقوم به الممثل أحمد رزق، لما اعتبروه إساءة لهم لتصوير المراسل الحربي بشكل مهين، ورأوا أن هذا مؤشر على نظرة الأجهزة الأمنية التي صنعت الفيلم تجاه الصحفيين.

التعليقات (3)
ابوعمر
الأربعاء، 09-10-2019 09:53 ص
الكلب السعران يبقى كلبا سعران حتى ولو اغتسل بكل السوائل التي تذهب القذارة والنتانة وتطهر الابدان...الكلب يبقى كلبا ولو حاول الزفزفة العصفورية أو التغريدة الجميلة....
مصري
الأربعاء، 09-10-2019 06:47 ص
اتضح و بكل تأكيد أن مفرخة الخيانة في مصر هي المؤسسة العسكرية و معاهدها ، و أنها سبب الخراب و الدمار و التخلف و المرض و الجهل الذي ترزح فيه مصر و كل الحروب التي دخلتها مصر كانت مؤامرة و مكيدة خططت لها اسرائيل و نفذها كلابها في المؤسسة العسكرية و كان اخرها خديعة 1973 و ما تلاها حتي تمكنت اسرائيل من كل مصر و كل الوطن العربي و نجحت في اختراق كل المؤسسات بما فيها المؤسسات الدينية ، و بالتالي لن يجدي اي عمل فني او غير فني في تبييض سمعة هذة المؤسسة النجسة العفنة و لا حل لذلك مطلقا فليس هناك عاقل ينادي بتطهير او تنظيف انابيب الصرف الصحي من الداخل .
طير حيران
الأربعاء، 09-10-2019 06:35 ص
أدى الفنان أحمد رزق دور الأراجوز المدنى ( صحفى ) وينظ اليه ذوو البيادة على انه مهرج ولا يعلم شيئا وهم يعرفون كل شئ ... لن تتغير نظرة العسكريين العرب عموما للمدنيين فقد تربوا على هذا

خبر عاجل