صحافة دولية

الغارات على أرامكو صدمت أبو ظبي والرياض وكشفت ترامب

نيويورك تايمز: الغارات على السعودية غيرت حسابات دول المنطقة- تويتر
نيويورك تايمز: الغارات على السعودية غيرت حسابات دول المنطقة- تويتر

اعتبر المعلق في صحيفة "نيويورك تايمز" توماس فريدمان أن الهجمات على منشآت النفط السعودية كشفت عن أماكن الضعف في منطقة الشرق الأوسط.

 

وأشار فريدمان في مقال له إلى الطريقة التي تقوم بها إيران والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهز الشرق الأوسط. منتقدا ما اعتبره نفاق الجمهوريين الذين رفضوا ما أسموه خيانة الرئيس ترامب للأكراد، ولكنهم تجاهلوا خيانة الرئيس للدستور الأمريكي.

 

وأوضح: "لو كان ليندسي غراهام (سيناتور معروف عن الحزب الجمهوري) وشلته لديهم الرغبة في الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية بنفس وتيرة حرصهم على الدفاع عن الأكراد، حينها سأغير الموضوع".


وتابع: "من يرى أن سحب القوات الأمريكية من سوريا سيرفع من مستوى اشتعال المنطقة فهو محق برأيه، رغم أن هناك الكثير من الأمور التي تزيد من اشتعاله، والقصة الأصلية ليست عن سحب القوات الأمريكية التي عطل وجودها  جهود إيران لبناء ممر بري من طهران إلى البحر المتوسط، بل الحرب السرية بينها وإسرائيل التي ستخرج للعلن بسبب قرار ترامب الأخير".

 

اقرأ أيضا: مصادر يمنية: السعودية تبحث عن ضمانات بشأن صواريخ الحوثي

ويشير فريدمان إلى الأرضية التي قادت إلى إعادة حلفاء أمريكا في المنطقة للنظر في أولوياتهم.

 

ومنتصف الشهر الماضي، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين نشبا في منشأتي "بقيق" و"خريص" التابعتين لشركة "أرامكو" السعودية، جراء استهدافهما بطائرات مسيرة، تبنته جماعة "الحوثي". فيما اتهمت واشنطن والرياض، طهران بالمسؤولية عنه، لكن الأخيرة نفت ذلك.  

ورأى فريدمان أن العملية أدت إلى حالة من الهلع في العواصم العربية وإسرائيل وأدى إلى ارتفاع صوت تسمعه دائما عندما تخطئ الطريق من المساعد الآلي "إعادة الحساب.. إعادة الحساب.. إعادة الحساب". فكل دولة في الشرق الأوسط تقوم بإعادة النظر في إستراتيجيتها الأمنية بدءا من إسرائيل.


وينقل الكاتب عن صحيفة "هآرتس"، أنه "تم استخدام 20 صاروخا وطائرة مسيرة في الهجوم"، و"يظهر حطام الطائرات المسيرة الذي اكتشفه السعوديون أن الإيرانيين يصنعون ويديرون طائرة مسيرة متقدمة، بمحركات نفاثة وقدرات صلبة، وهم ليسوا أقل من إسرائيل في هذا المجال".

 

وبين أنه "ضرب 17 موقعا بشكل مباشر جراء القصف. وبالنظر إلى حطام 20 مقذوفة وجدت، تكشف عن نسبة 85% نجاح، الأمر الذي يوضح القدرات عالية والمصداقية في التكنولوجيا التي استخدمت".


وأظهر الصور المنشورة بعد العملية، وفقا لفريدمان "الدقة التي تم تحقيقها في الهجوم، فكل حاوية نفط كروية في الصورة ضربت في وسطها. كما تكشف الصور أن دقة الهجوم هي بمدى متر واحد. وأظهر الإيرانيون أو جماعاتهم الوكيلة (يقصد الحوثيين) أنهم يستطيعون ضرب أهداف مباشرة وبدقة عالية من على بعد مئات الكيلومترات. وعلينا قبول الحقيقة وهي أن هذه (المنشآت) عرضة للغارات".


وخلص الكاتب من هذا الهجوم إلى أنه: "يجب وقف العمليات في مفاعل ديمونة الإسرائيلي لأنه ليس بعيدا عن الخطر، والضرر الذي سيحدث منه يتفوق على المنافع منه".

 

اقرأ أيضا: إسرائيل تعتزم إنشاء مشروع دفاع جوي جديد خشية هجمات إيرانية

وحول تأثير العملية على الوطن العربي، فيقول فريدمان إن السعودية والإمارات عانتا من صدمة مزدوجة من الهجوم الإيراني. فقد كشف عن دقة إيران في التهديف ونزعة ترامب الانعزالية.


ويقول الكاتب بسخرية: "كان حمّاما باردا تلقاه السعوديون الذين اتصلوا بواشنطن لمناقشة ما تخطط له الولايات المتحدة من رد استراتيجي، ليتفاجأوا بأن ترامب كان مشغولا بالبحث عن رقم الهاتف النقال للرئيس الإيراني حسن روحاني، والبحث إن كان مستعدا لعقد صفقة معه مثل التي عقدها مع ديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ- أون (تحت عنوان): أعطني مصافحة وصورة وعندها يمكن أن نتعاون".

 

وبقول فريدمان إنه "لو ترجمنا مواقف الرئيس إلى اللغة العربية، فقد كان ترامب يقول لقادة دول الخليج: "نسيت أن أبلغكم بأنني مهتم فقط ببيعكم الأسلحة لا استخدامها لتدافعوا عن أنفسكم، ولكن لا تنسوا استئجار غرف في فندقي المرة القادمة التي ستحلون فيها ضيوفا على واشنطن، ومكاتب الحجز مفتوحة".

 

ووفقا للكاتب فقد "فهم السعوديون والإماراتيون الرسالة، وانشغلوا مثل الرئيس الأمريكي بالبحث عن رقم هاتف روحاني وهاتف أمير قطر تميم بن حمد أيضا، المؤيد لإيران، فقد حان الوقت لتصحيح الأمر مع كل الجيران".

 

وقبل أيام أعلنت السعودية أنها تدرس اقتراحا للحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن لوقف إطلاق النار، الأمر الذي قد يعزز جهود الأمم المتحدة إذا تم التوصل لاتفاق لإنهاء حرب مدمرة تشوه سمعة الرياض.

 

وعرض الحوثيون قبل أسبوعين التوقف عن شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية إذا فعل التحالف بقيادة الرياض والمدعوم من الغرب الشيء نفسه كخطوة نحو ما وصفه زعيم الحوثيين "بالمصالحة الوطنية الشاملة".

ولم تقبل السعودية عرض الحوثيين أو ترفضه. لكن الرياض رحبت هذا الأسبوع بالخطوة وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية ومصدران مطلعان آخران لرويترز إن المملكة تدرس بجدية شكلا من أشكال وقف إطلاق النار في محاولة لوقف تصعيد الصراع.

 

تمزق التحالف

 

وقال فريدمان عن العملية  إن هذا الوضع قاد إلى تمزق تحالف أمريكا – السنة العرب – إسرائيل المعادي لإيران، وأصبحت فيه إسرائيل وحيدة تشعر بأن عليها مواجهة إيران ووكلائها في سوريا والعراق ولبنان، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بيبي نتنياهو شرب جرعة مزدوجة من واقع ترامب.

 

وعن نتنياهو، يقول فريدمان: "بعد أداء حزبه الفقير في الانتخابات الإسرائيلية فهم بيبي أن ترامب لا يحب الخاسرين. فعندما سئل عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية قال ترامب ببرود بأنه لم يتحدث مع نتنياهو، وقال: "علاقتنا هي مع إسرائيل" وفي حالة ترجمة كلامه إلى العبرية: "بيبي؟ بيبي؟ عرفت يوما محل أطعمة مشهية في ليكسنتغون وشارع 55 اسمه بيبي".

 

ويتابع فريدمان كلامه بالقول إنه "بعد الهجوم الإيراني على السعودية أعلن ترامب أنه "بالتأكيد يريد تجنب الحرب"، ومرة ثانية (ساخرا) لو ترجمنا كلامه إلى العبرية: "أمريكا سعيدة بالحفاظ على العقوبات ضد إيران ولكنها لن تشارك إسرائيل أو العرب السنة لتغيير النظام هناك أو تدمير القدرات العسكرية الإيرانية".

التعليقات (1)
مصري
الخميس، 10-10-2019 08:25 ص
يا آل سلول الموعد الموعد