صحافة دولية

ديلي بيست: الكشف عن دور موقع أمريكي بالترويج لبوتين

لدى موقع RealClear Media صفحة "فيسبوك" مليئة بمنشورات اليمين المتطرف- ديلي بيست
لدى موقع RealClear Media صفحة "فيسبوك" مليئة بمنشورات اليمين المتطرف- ديلي بيست

نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا لكل من كيفين بولسين وماكسويل تاني، يكشفان فيه عن الوجه الحقيقي لموقع RealClear Media، الذي يقدم نفسه في العلن على أنه موقع إخباري محايد، لكن في الظل تقوم الشركة الأم خلف الموقع بالترويج لصورة عائلة كلينتون المجرمة والكرملين المحب للحرية.

ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن الشركة التي تقف خلف موقع RealClearPolitics تقوم بإدارة صفحة "فيسبوك" مليئة بميمات اليمين المتطرف والتشويه المنبثق عن الإسلاموفوبيا.

ويشير الكاتبان إلى أنه تم فتح صفحة "فيسبوك" مسماة Conservative Country عام 2014، ولديها الآن حوالي 800 ألف متابع للمزيج الذي تحتويه من سيرة القديس دونالد ترامب إلى غير ذلك من الميمات المحافظة المتطرفة، لافتين إلى أن أحد منشوراتها الجديدة عبارة عن صورة لرجل يصوب بندقيتي هجوم على باب مغلق، والتعليق هو "اجلس هنا منتظرا بيتو"، "في إشارة إلى بيتو أورورك، الذي يعتزم الترشح للرئاسة الامريكية عن الحزب الديمقراطي".

 

ويفيد الموقع بأن هناك تعليقات أخرى تلمح إلى نظريات اليمين حول علاقة باراك أوباما بالإسلام، أو عائلة كلينتون التي تريد قتل أعدائها، أو تصور أعضاء الكونغرس المسلمين على أنهم إرهابيون متسللون، مشيرا إلى أن الصفحة مليئة بالمديح لفلاديمير بوتين، وأحد المنشورات يصور روسيا على أنها آخر قلعة للحرية في أوروبا.

 

ويجد التقرير أن هذا بعيد البعد كله عما ينشر عادة على موقع RealClearPolitics، الذي تم إنشاؤه عام 2000، حيث كان من أوائل المواقع التي عملت في تجميع الأخبار السياسية، ويتم جمع الروابط للأخبار السياسية الحقيقية ومقالات الرأي من مصادر كبيرة أخرى، وأصبح الموقع يشبه مجمع الاقتراعات، حيث بدأت المؤسسات الإعلامية من اليمين ومن اليسار تستشهد به بصفته مقياسا في المنافسات السياسية الرئيسية، لافتا إلى أن الموقع توسع في السنوات الأخيرة ليغطي الرعاية الصحية والتمويل والسياسة الخارجية وغيرها.

 

ويقول الكاتبان إنه ليس هناك أي مؤشر على صفحة Conservative Country على "فيسبوك" عن مصدرها، وكتب على صفحة التعريف: "الحكومة ليست سببا، وليست بلاغة، إنها قوة والقوة كالنار، هي خادم خطير وسيد مخيف"، (وهذا اقتباس مشكوك فيه ينسب إلى جورج واشنطن)، وفي عام 2017 تم ربط صفحة "فيسبوك" بموقع الأخبار السياسي الذي أغلق، والذي يحمل الاسم ذاته ConservativeCountry.net.

 

ويفيد الموقع بأن ذلك الموقع أبرز كتابا بدلا من الميمات، لكنه أيضا لم يذكر من يملك أو يدير الموقع، مشيرا إلى أن "ديلي بيست" قام بربط موقع ConservativeCountry.net بموقع RealClear، من خلال الأرشيف المخزن على Wayback Machine، حيث تبين أن الموقعين يحتويان على رمز "غوغل" لتتبع التحليلات ذاته، وأن بعض الصور المنشورة عليه يعود رابطها إلى موقع RealClear، بالإضافة إلى أن مقابلات أجريت مع موظفي تحرير سابقين عملوا مع ConservativeCountry.net، أكدت أن الموقع كان مملوكا سريا لـ RealClear.

 

وينقل التقرير عن كيفين وايتلي، الذي انضم إلى موقع RealClear في نيسان/ أبريل 2016، عن طريق موقع إعلانات، قوله: "لقد كان موقعا تم إنشاؤه من خلال RealClear Media"، وأضاف أنه عمل ابتداء في مكتب شيكاغو، وكان عمله في البداية هو الكتابة للمواقع التي تحمل ماركة، والتابعة للناشر "ثم تم إطلاق موقع Conservative Country للتخصص في السياسة المحافظة، وعندما بدأ الموقع بدأت فقط أكتب له".

 

ويلفت الكاتبان إلى أن موقع RealClearPolitics سعى جاهدا ليظهر بمظهر المحايد، عن طريق التقارير المحايدة حزبيا وفكريا، مشيرين إلى أن الموقع يستخدم أسلوب أخبار سباقات الخيل في نقله لأخبار الانتخابات، ويطرح آراء الحزبين، في الوقت الذي يقوم فيه بنشر مزيج من الأخبار ومقالات الرأي من مواقع آخرى على اختلاف الأطياف السياسية.

 

ويستدرك الموقع بأن استعداد الموقع لمشاركة المقالات المجمعة من مختلف ظلال الطيف جعله أيضا مستعدا لقبول الكتابات الصديقة لترامب أكثر من غيره من المواقع، فمن بين الكتاب السبعة الذين يبرزهم الموقع، هناك ثلاثة -بينهم مستشار متقطع لترامب هو ستيف كورتيز- مؤيدون علنيون لأجندة ترامب.

 

وينوه التقرير إلى أن موقع Conservative Country لم يكن أول موقع حزبي مرتبط بـ RealClear، ففي إيداع للوثائق لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية لعام 2017، يظهر اسم المؤسس المشارك جون ماكنتير مديرا لشركة FDRLST Media، وتحمل الشركتان العنوان ذاته في شيكاغو، مشيرا إلى أن شركة FDRLST Media هي من تقف خلف موقع The Federalist المحافظ، الذي نشر قصة ملفقة الشهر الماضي، مدعيا أن الحكومة العميقة قامت سرا بمراجعة القوانين التي تحكم المبلغين للسماح للمبلغ عن ترامب وأوكرانيا بتقديم معلومات منقولة. 

 

ويستدرك الكاتبان بأنه بالرغم من أنه تم فضيحة التقرير، إلا أن ترامب وبعض الجمهوريين استخدموه على مواقع التواصل الاجتماعي، كما ظهر رابط للمقال في 1600 Daily، وهي النشرة اليومية للبيت الأبيض.

 

ويجد "ديلي بيست" أنه مع أن الموقع يبتعد عن نظريات المؤامرة المجنونة، إلا أنه ليس غريبا لصفحة "فيسبوك" Conservative Country أن تنشر أخبارا كاذبة، وخلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016 كانت الصفحة تحول الزوار للمواقع المقدونية المعروفة بنشر القصص الكاذبة لكسب أرباح الإعلانات، لافتا إلى أنه ليس من الواضح إن كانت تلك الروابط تظهر بسبب الإهمال أم أنها مصممة. 

 

ويورد التقرير نقلا عن كاتب سابق مع Conservative Country، قوله إن RealClear تحقق الأرباح من صفحة "فيسبوك" عن طريق نموذج الدفع مقابل الإبراز؛ حيث يمكن للناشرين الآخرين أن يدفعوا مقابل إبراز منشور لهم على صفحة يكثر عدد زوارها.

 

وأضاف الكاتب: "كانت هناك شركات تدفع لشركة RealClear للحصول على زوار، بالإضافة إلى أن Conservative Country كانت صفحة أخرى تابعة للشركة يمكن للشركات أن تروج عليها.. وكان كله يقوم على الأموال، وليس على فعل الناشطين أو شيء من هذا".

 

ويقول الكاتبان إن شركة RealClear لم تجب عن أسئلة الموقع حول صفحة الـ"فيسبوك"، لكنها أقرت بأنها أنشأت الموقع، فقال المدير التكنولوجي للشركة، أناند رامانوجان: "لقد تم إنشاء صفحة Conservative Country كجزء من الجهد لفهم تدفق الزيارات من المواقع الاجتماعية -بالذات (فيسبوك)- للمواقع السياسية". 

 

وبحسب الموقع، فإن عد المنشورات التي تحمل وصلات خارجية على صفحة Conservative Country يشير إلى أن معظمها ترسل القارئ إلى مواقع تابعة لشركة RealClear، وكان هناك 240 من 1070 رابطا خارجيا نشرت منذ كانون الثاني/ يناير 2017 توصل القارئ إلى موقع الشركة الريادي RealClearPolitics، والثاني بعدد 71 هو موقع "فوكس نيوز"، و41 توصل للموقع المحافظ "أميركان ثينكر"، الذي قال مؤسسه ثوماس ليفسون إن لديهم عقدا مع شركة Real Clear Holdings للقيام ببعض الوظائف غير التحريرية.

 

ويجد التقرير أن من الغريب لشركات الإعلام أن تدير صفحات دون الإفصاح عن ملكيتها، مشيرا إلى أن نائبة مدير مراقبة الإعلام في معهد بوينتر، كيلي ماكبرايد، قالت في رسالة إلكترونية لـ"ديلي بيست"، بأن الشفافية عامل مهم بالنسبة للقارئ الذي يريد أن يعرف أن كان بإمكانه الوثوق في المصدر الإخباري.

 

وأضافت ماكبرايد: "إن المنظمات الإخبارية الشرعية والمحترمة شفافة حول ملكيتها.. ويجب أن يكون من الواضح للجمهور الذي يتلقى الأخبار من هو المالك، بالإضافة إلى أنه يجب أن يكون بإمكان أعضاء الجمهور المهتمين بهيكلية الملكية أن يشاهدوا خصائص الإعلام المملوك للشركة كلها".

 

وينقل الكاتبان عن الأستاذ المساعد في كلية الإعلام في جامعة نورثيسترن، دان كندي، قوله إن الميمات المتطرفة والمتعصبة التي تظهر على صفحة الـ"فيسبوك"، "بالتأكيد لا تعكس صورة جيدة لشركة RealClear Media.. لكن لا أظن أنها تشكك في مصداقية RealClearPolitics". 

 

وأضاف كندي: "لست متأكدا إن كانت المقارنة دقيقة، لكن (وول ستريت جورنال) هي واحدة من أعظم الصحف، لكن لا أحد يتوقع منهم أن يعلنوا أنهم مملوكون للشركة التي تملك قناة (فوكس نيوز) التي وصلت هذه الأيام إلى الترويج التام في بعض برامجها لنظرية Q-Anon (وهي نظرية مؤامرة يؤمن بها اليمين المتطرف)".

 

ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن موقع Conservative Country كان لديه محرر متفرغ وعدد من الكتاب الخارجيين أكثر تكلفة من صفحة "فيسبوك"، وبعد ثمانية أشهر من تشغيله قامت شركة RealClear بإغلاقه في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، دون الاعتراف رسميا بوجوده.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)