صحيفة تركية: روسيا بديل سيئ لـ"قسد" عن أمريكا لهذه الأسباب

تناولت صحيفة تركية، السبت، الحديث عن الموقف الروسي من الوحدات الكردية المسلحة، لا سيما مع التطورات الأخيرة، واتفاق موسكو مع أنقرة بشأن عملية "نبع السلام".

وسبق أن قالت روسيا إن أهدافها تختلف عن الموقف الداعم من الولايات المتحدة والدول الغربية للوحدات الكردية، الساعي لشرعنتها دوليا بشكل علني.

وأشارت صحيفة "خبر ترك"، في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن التطورات السورية الأخيرة، ساهمت باعتبار المنظمة الكردية ذات شرعية دولية بالنسبة لبعض الدول، بعد دعم من الولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة شمال شرق سوريا.

وأضافت أن نظرة روسيا للمنظمة الكردية المسلحة، تختلف عن نظرة الولايات المتحدة والدول الغربية التي قامت بتقديم الدعم لها طوال الفترة الماضية.

وأوضحت أن الولايات المتحدة تستخدم الوحدات الكردية المسلحة بطلب من إسرائيل والسعودية، إلا أن روسيا تسعى لاستخدامها بدلا منهم، لذلك بادرت بالتواصل معها.

اقرأ أيضا: ما الحسابات التي تؤخر دمج "قسد" بجيش النظام السوري؟

وتابعت بأن كلا الحالتين أمر سيء لتركيا، ولكن الهدف الأمريكي باستقطاع أراضي للمنظمة الكردية المسلحة على الحدود التركية الروسية، يعد تهديدا أكبر بالنسبة لأنقرة، مقارنة بالموقف الروسي المدافع عن وحدة التراب السوري والحكم المركزي ماليا وقضائيا وتشريعيا، و"وحدة الجيش السوري".

إلا أن السيناريو الأسوأ بالنسبة لتركيا، استخدام "كرت الوحدات الكردية المسلحة" من روسيا والنظام السوري، في مواجهة المعارضة السورية التي تدعمها أنقرة في إدلب، وبشكل أوضح، فإن روسيا تسعى لمساومة تركيا في منطقة خفض التصعيد. 

وتريد روسيا القول لتركيا، بأنه "كما يوجد لديكم معارضة مسلحة في إدلب فيوجد لدينا وحدات كردية مسلحة في شرق الفرات".

وأشارت الصحيفة إلا أنه بفضل الدعم الأمريكي والغربي للوحدات الكردية المسلحة، باتت المنظمة أكثر مؤسساتية، إلا أن روسيا والنظام السوري عندما يهيمنوا أكثر في المنطقة، فلن يكون الحال كما رسمت لذلك واشنطن والغرب.

ولفتت إلى أن هناك من تنبأ بأن قوة مسلحة ومدربة قوامها 60 ألف عنصر، كانوا قادرين على مواجهة القوات التركية في عملية "نبع السلام"، إلا أنها تلقت ضربة قاسية من الجيش التركي و"الجيش الوطني السوري".

وأوضحت أنه بفضل المخابرات التركية، وجمعها للمعلومات، إلى جانب مشاركة ما يقارب لـ 12500 عنصر من الجيش الوطني السوري الحر، سجل النجاح لعملية "نبع السلام".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: اشتباكات بين "النظام" و"قسد" قرب حقل نفطي بسوريا

والجيش الوطني السوري يقسم على 2.5 ألف منهم تواجدوا في أرياف منبج، 5 آلاف في تل أبيض، و5 ألاف آخرين في رأس العين، وبمشاركة الطائرة المسيرة التي وصلت إلى حدود العراق، إلى جانب مشاركة الطائرات الحربية "أف16" التي ساهمت بتدمير نصف أهداف "قسد".

ماذا سيفعل النظام السوري مع "قسد" بالمرحلة المقبلة؟

ورأت الصحيفة التركية، أنه بالبداية يرجح نظام الأسد، عدم المواجهة مع الوحدات الكردية المسلحة حتى يصل لنقطة معينة، ويحقق مبتغاه بالسيطرة في الشمال السوري، ولكنه لن يسمح لها بأن تكون شريكة له بالسلطة، أو يقبل فكرة التقسيم.

 

المنشآت النفطية

وفي سياق متصل، ذكرت الصحيفة أن المقاتلين الأكراد الذين انسحبوا من تل أبيض، ذهبوا إلى مدينة عين العرب "كوباني"، فيما توجه الفارين من رأس العين إلى قرية "الدربسية" والقامشلي، ولكن القسم الأهم منهم فقد انسحبوا بأسلحتهم الثقيلة باتجاه خط الرقة- دير الزور حيث منشآت وآبار البترول وتواجد القوات الأمريكية.

وأوضحت أن الوحدات الكردية المسلحة أصبحت ما بين القوات الأمريكية من جهة، والقوات الروسية والنظام السوري من جهة أخرى، حيث يبدي جميع الأطراف الرغبة بالتحكم بزمام الأمور مع "قسد". 

ويشعر بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي وإدارة ترامب بأنهم مدينون للمقاتلين الأكراد، ولذلك يجب العمل على حمايتهم، على الرغم من محاولات الرئيس الأمريكي إغلاق الملف معهم، وفق الصحيفة.

 

اقرأ أيضا: قسد: مستعدون لبحث الانضمام لقوات النظام بعد تسوية سياسية

إسرائيل والسعودية

وأشارت إلى أن هناك رغبة إسرائيلية وسعودية بقيام الوحدات الكردية المسلحة بحماية آبار النفط من إيران والنظام السوري، كما تسعى الولايات المتحدة لتغطية مصاريف خطتها بسوريا من خلال عائدات آبار النفط، كما أنها تريد استخدام هذه المنطقة كطريق عبور إلى العراق، إلى جانب أن يبقى لها موطئ قدم في الجغرافيا السورية.

المرحلة المقبلة بين روسيا وتركيا

وحول المرحلة المقبلة، أشارت الصحيفة إلى أنه لا يمكن غض الطرف عن تقييم المخاطر المتعلقة لها، موضحة أنه من الممكن أن تقوم روسيا ونظام الأسد الذين يضغطون في حلب واللاذقية بشن عملية عسكرية هناك بحجة هيئة تحرير الشام، ما يخلق أزمة جديدة في إدلب تسهم في عملية نزوح، وإعادة طرح قضية التواجد العسكري التركي في إدلب، ما يؤثر سلبا على اتفاق سوتشي الأخير.

وختمت الصحيفة، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يطرح مسألة حقوق الأكراد على الطاولة مع تركيا، وتمثيلهم خلال اجتماع جنيف، إلى جانب أن هناك نوايا أمريكية بهذا الشأن.