قضايا وآراء

عندما أصبحت قيمة المواطن المصري أقل من ثمن تذكرة القطار

هاني شرف
1300x600
1300x600

"الانتحار طوعا ومتوالية التوحش والخوف".. رؤية لفهم ما حدث..  


حدث على أرض مصر أمس الاثنين أن أجبر رئيس قطار اثنين من الركاب الشباب المصريين على القفز من القطار خلال سيره مسرعا عند قرية دفرة (إحدى قرى مركز طنطا التابع لمحافظة الغربية)، ليموت أحدهما فورا، وذلك بأن قطعت رأسه تحت عجلات القطار والآخر في حالة حرجة بعد أن بترت ساقه.


كان سيد الموقف للجميع هو الذهول من هول ما حدث ومن إزهاق الأرواح المتتالي بلا أسباب يتقبلها العقل أو يرتاح لها الضمير ثم أطبق الصمت على الكثيرين لساعات طويلة حزنا وألما، فقد عجزت الكلمات عن وصف الشعور الجمعي للمنصفين من الشعب عن حادثة "ضحية التذكرة".


فما هذا الجنون الذي حدث؟!


الذي حدث نتيجة طبيعية لـ(توحش) السلطة التنفيذية على المجتمع من أعلى رأسها ممثلة في السيسي مرورا بأجهزة القمع والوزراء نزولا بالتسلسل الإداري حتى موظف مسؤول في قطار يستقوي بهذا التوحش على البسطاء والفقراء من الناس.


فيجبر هذا الموظف اثنين من أبناء الشعب على ما يشبه الانتحار طوعا خوفا من مصير مجهول ومرعب بالنسبة لهم في حال تسليمهم للشرطة التي تمثل سلطة القهر (العصا الضاربة للتوحش في وجه المجتمع).

 

فقد أوصل السيسي ونظامه الشعب المصري لأن يعيش نهاره وليله، وهو داخل هذه المتوالية القهرية ما بين التوحش والخوف، من أجل إحكام السيطرة والعبث بمقدرات الوطن كيفما شاء دون رادع أو رقيب.

 

ففي مكونات السيسي الفكرية التي أظهرتها كل كلماته وأثبتتها مواقفه ونتائج أعماله:
(إن هذا الشعب من المصريين لا ثمن لدمائهم ولا لكرامتهم ولا لأرضهم ولا لثرواتهم الطبيعية).

 

وهكذا يحيا نظام السيسي على ذلك التوحش القادم من السلطة، والذي ينتج الخوف المسيطر على كل فئات الشعب ولا أستثني من ذلك أي فئة من فئات الشعب.

 

حتى رجال النظام أنفسهم من أعلى الهرم لقاعدته لهم نصيب من سيطرة متوالية التوحش والخوف عليهم، فما بالنا بعامة الناس وصولا للفقراء والبسطاء والكادحين للحصول على قوت يومهم.

 

هذه المتوالية تعمل علي تأطير النفوس وقولبة العقول وهي ذات تأثيرات وأبعاد نفسية شديدة السلبية، بالإضافة لتأثير ديلمة الثالوث الأزلي الفقر والجهل والمرض، وإنسداد سبل التعبير عن الرأي، وغياب تام للحريات، وإنهيار الثقة في منظومة العدالة لدي عامة الشعب.

 

وكأنه تيهٌ مظلم يتخبط فيه الناس، بل وأُغلق عليهم بإحكام بلا بصيص من نور، وستكون النتيجة الحتمية هي إزدياد مظاهر وتأثيرات (التوحش السلطوي) وثم سيأتي الوقت الذي سيظهر فيه حتما التوحش المضاد.

 

وكلما طالت فترة بقاء نظام عبد الفتاح السيسي ستزداد طرديا هذه الحوادث من التوحش (فرديا وجماعيا) وتزداد معها الخسائر المجتمعية الفادحة، وصولا لمرحلة خطيرة للغاية أرجو ألا نصل لها، وهي (التوحش العشوائي) الخارج عن السيطرة.

 

يجب أن يدرك كل مصري مخلص أيا كان موقعه ومدى قدرته على التأثير، أنه لا حل لإنقاذ الوطن من هذا الانهيار المتوالي إلا بإنهاء حكم عبد الفتاح السيسي.

 

نحن نخوض ضد نظام السيسي معركة وجودية وطنية، من أجل حق الأجيال الحالية والقادمة في الحياة، ومن أجل بقاء مصر ذاتها كما عرفها العالم وعشقها شعبها.

2
التعليقات (2)
مصري جدا
الثلاثاء، 29-10-2019 12:22 م
هل تذكر مرحلة كان للانسان المصري قيمة.. المثل الشائع في مصر وأصبح ثقافة وواقع هو القائل.. ارخص حاجة البني ادم .. هذا هو شعور واحساس المصريين بأنفسهم.. وتأتي كل الشواهد والحوادث والممارسات بداية من تابور العيش وصرف المعاشات إلى القفز من الاسطح والقطارات مرور بالقتل في أقسام الشرطة والمعتقلات .. لتؤكد واقع وتكشف حقيقة... البني ادم ارخص حاجة.. عند نفسه وعند نظام مؤسسات حكمه سواء بسواء ... المخرج .. إعادة بناء انسان جديد بمواصفات إنسانية عالية الجودة على غرار انسان الغرب السوي وليس غير ذلك
ثائر
الثلاثاء، 29-10-2019 10:01 ص
هذا هو الفرق بين إعلامنا المنحاز لآلام الشعب وبين إعلامهم المنحاز لإستبداد السلطة وإجرامها تسلم ايد اللي كتب المقال ده