أخبار ثقافية

صبرا وشاتيلا.. معرض بمتحف مدينة الجمال "فينيسيا" (صور)

تم عرض صور للفنانة الإيطالية "تشيارا داينز" تحضر شوارع مخيم صبرا وشاتيلا- عربي21
تم عرض صور للفنانة الإيطالية "تشيارا داينز" تحضر شوارع مخيم صبرا وشاتيلا- عربي21

إذا كان للجمال والدهشة أن تختصر في مدينة أو مكان، فلا شك بإن مدينة البندقية "فينيسيا" الإيطالية ستكون أحد هذه الأماكن أو المدن القليلة في العالم.

 

لكن جمال المدينة اكتسب بعدا إضافيا، وجمالا من نوع آخر خلال الفترة بين التاسع من أيار/ مايو والرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الحالي، حيث يفتح المتحف الرئيسي للمدينة قاعاته لمعرض بعنوان "جمال صبرا في كل مكان".


ما أن يدخل الزائر لمتحف بلازو دوكيل " al Museo di Palazzo Ducale a Venezi" حتى يلتقي بالحضارة الرومانية بأجمل تعبيراتها، حيث يحضر التاريخ بثقله وبخفته في آن واحد، وعندما يغوص أكثر في قاعات المتحف، فلا يمكن لكلمة أن تعبر عن شعور من يدخل قاعة الأبواب الأربعة " Sala delle Quattro Porte" سوى "الدهشة".

 

فكيف يمكن أن يفسر حضور هذه الصور "الشرق أوسطية" في متحف إيطالي يمثل عصارة حضارة الغرب سوى "الدهشة"؟.


في المعرض الذي يعرض صورا للفنانة الإيطالية "تشيارا داينز" (Chiara Dynys ) تحضر شوارع مخيم صبرا وشاتيلا، ووجوه أطفال المخيم الذين يلعبون في "جيتوهات من الخوف والعزلة" بحسب وصف منظمي المعرض، والذين برغم كل شيء لا يزالون يستطيعون العيش كما ينبغي لهم كأطفال.

في الصور التي التقطتها الفنانة خلال 3 سنوات، تظهر الطفولة، والفقر، والبؤس، والرغبة الجامحة بالحياة، وتظهر أيضا صور الجرافيتي التي تغطي جدران المخيم، وتحمل شعارات وطنية تمجد شهداء فلسطين، وتدين قاتليهم.

قبل 37 عاما، ارتكبت ميليشيات لبنانية بدعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بشعة في مخيم صبرا وشاتيلا في جنح الظلام، وأراد القتلة أن تبقى جريمتهم مخفية وسط ركام المخيم، ولكن عشرات السنين لم تمح هذه الجريمة من الذاكرة، ولا زالت صور المخيم تكتب تاريخا من الألم في المعارض والمتاحف حول العالم.


يقول المؤرخون أن فينيسيا الجميلة استوطنت من قبل البشر لأول مرة في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وبعد كل هذه القرون لا يزال تاريخها حاضرا في متحفها الرئيسي "بلازو دوكيل"، وتقول حكمة التاريخ أن صور مخيم صبرا وشاتيلا التي حضرت في نفس المتحف الفينيسي، ستبقى حاضرة لمئات القرون، شاهدة على وحشية القتلة، وعلى حب الحياة لدى الضحايا، في آن واحد.






0
التعليقات (0)