صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: ما تسمى "المعركة بين الحروب" وصلت نهايتها

الكاتب أكد على أن إسرائيل حافظت على تعتيم وضبابية كاملة وراء الكواليس بعملياتها بسوريا- جيتي
الكاتب أكد على أن إسرائيل حافظت على تعتيم وضبابية كاملة وراء الكواليس بعملياتها بسوريا- جيتي

قال كاتب إسرائيلي إن "الفترة الحالية قد تشهد نهاية لاستراتيجية "المعركة بين الحروب" في ظل المعضلة العسكرية السياسية التي تواجه إسرائيل في هذه المرحلة، لأنها باتت معضلة جوهرية نوعية.

 

وأشار بن كاسبيت المحلل السياسي الإسرائيلي في مقاله على موقع المونيتور، وترجمته "عربي21"، أن استمرار "المعركة بين الحروب" تعني اندلاع مواجهة شاملة أمام إيران، ومن جهة ثانية فإن حزب الله يواجه التعاظم العسكري بآلاف القذائف الدقيقة الكاسرة للتوازن". 

 

وأضاف أنه "منذ ثلاث سنوات تستمر هذه المعركة التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي مصطلح "مبام"، وهي اختصار لعبارة "المعركة بين الحروب"، وهدفها الأساسي منع التواجد الإيراني في الفضاء السوري، ووضع حد لأي تعاظم لحزب الله بأسلحة إيرانية، خاصة في كل ما يتعلق بما يعرف "المشروع الدقيق". 


وأكد كاسبيت، وثيق الصلة بالمنظومة السياسية الإسرائيلية، أنه "في البداية حافظت إسرائيل على تعتيم وضبابية كاملة وراء الكواليس، إلا أنه مع بدء المتحدثين الإسرائيليين في التصريحات سواء قائد سلاح الجو، مرورا برئيس الأركان، وحتى رئيس الحكومة، كلهم بدأوا بالتسريبات التي تتحدث عن المسؤولية الإسرائيلية عن العمل في النطاق السوري، ثم داخل الأراضي العراقية". 

 

اقرأ أيضا: هآرتس: هل اقتربت حرب يوم القيامة بين إيران وإسرائيل؟

وأشار إلى أنه "حتى هذه اللحظة يبدو أن المعركة بين الحروب في طريقها للاضمحلال، فقد انتهى زمنها، والتقارير عن الهجمات الإسرائيلية على قوافل الأسلحة أو مخازن البنية التحتية التابعة لإيران اختفت تقريبا، ومنذ فترة طويلة جدا، لكن هذا لا يعني أن الهجمات باتت غير ممكنة، أو أنها قد لا تظهر بين حين وآخر". 


وأوضح أن "المعطيات الميدانية لا تكذب، لأنه وفق كل المؤشرات فإن هذه الاستراتيجية التي انطلقت في 2016 آن أوان نهايتها في مثل هذه الفترة من أواخر العام الجاري 2019". 


مصدر عسكري إسرائيلي كبير أبلغ الكاتب أن "المعركة بين الحروب وصلت نهايتها، وهذا يحصل انطلاقا من عدة أسباب، أولها تعاظم العمليات الإيرانية في سوريا ولبنان، فإسرائيل لا تهاجم لبنان منذ 13 عاما، ثانيها الرسائل الروسية التي تحولت إلى إشكالية بالنسبة لإسرائيل، ثالثها الثقة الذاتية لدى الإيرانيين النابعة من ردود فعل أمريكية صفرية، والمغادرة المهينة لترامب من المنطقة".


وأشار إلى أن "كل ذلك دعا إسرائيل للاقتناع بأن استمرار "المبام" يعني حربا شاملة، ولا أظن أحدا في تل أبيب مستعدا لتلقي هذا القرار".


واستدرك بالقول أن "الجنرالات الإسرائيليين الذين يقودون حزب أزرق-أبيض يختلفون مع هذا المصدر العسكري الإسرائيلي بالقول أن الخشية التي يواجهها نتنياهو صعب، وضائقته في الملف الجنائي قد تجعله متحررا من هذه القيود، وأكثر ابتعادا عن دي أن إيه الذي يخشى من المواجهات العسكرية لإنقاذ نفسه من الورطة القضائية". 


وختم بالقول أن "كل هذه الاعتبارات تحظر أن نمنح نتنياهو طوق النجاة، لأن الوضع حساس ومتفجر أكثر من أي وقت مضى، وهو يبدو أكثر انفعالا، وفي ظل أنه يفتقر لكابينت وزاري مصغر جوهري ومؤثر، فإننا يجب أن نكون أكثر قلقاً".

التعليقات (0)