سياسة عربية

"سد النهضة" في 13 عاما.. أحداث وأزمات (تسلسل زمني)

الولايات المتحدة تبدأ غدا الأربعاء وساطة بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم في واشنطن بمشاركة البنك الدولي- جيتي
الولايات المتحدة تبدأ غدا الأربعاء وساطة بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم في واشنطن بمشاركة البنك الدولي- جيتي

على مدار 13 عاما مر ملف سد "النهضة" الإثيوبي، بالكثير من الأحداث والأزمات، إلى أن وصل بحسب الجانب المصري إلى طريق مسدود، بعد جولات تفاوض عديدة وتلويح متبادل بالحرب، بينما تبدأ الأربعاء، الولايات المتحدة وساطة بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم في واشنطن بمشاركة البنك الدولي لمحاولة إنهاء الأزمة.

وأعلنت إثيوبيا ومصر قبولهما المشاركة في مفاوضات واشنطن حول السد، بعد تصريحات ومواقف أخيرة استدعيت فيها لغة "الحرب".

واكتسبت قضية السد زخما دوليا في الأونة الأخيرة، من مظاهره اقتراح روسيا، أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، القيام بوساطة لحل الأزمة المتعلقة بعدم الاتفاق على عدد سنوات وقواعد ملء وتشغيل السد.

ونفت إسرائيل صحة ما يتردد عن تقديمها مساعدات عسكرية دفاعية لأديس أبابا لحماية السد.

وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه النيل، البالغة 55 مليار متر مكعب، فيما يحصل السودان على 18.5 مليار.

بينما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.

ويقدر مراقبون أن مشروع السد، البالغة تكلفته 4.8 مليار دولار، سيكون عند اكتماله في 2022، أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، ويولد أكثر من ستة آلاف ميغا واط من الكهرباء.

وبحسب بيانات رسمية وتقارير ودراسات، فقد رصدت وكالة الأناضول التركية، عبر تسلسل زمني، تفاصيل ومحطات 13 عاما من تحركات مصرية إثيوبية سودانية في ملف أزمة السد، التي لا تزال تراوح مكانها:

2006.. تحذير مصري

في عام 2006، حذر الرئيس المصري، آنذاك، حسني مبارك (1981- 2011)، رئيس وزراء إثيوبيا حينها، ميليس زيناوي، من مغبة بناء سد على مجرى نهر النيل، عقب أنباء عن استعدادات لبنائه.

وقال مبارك في تسجيلات صوتية نقلتها وسائل إعلام مصرية إنه التقى زيناوي، في مؤتمر بمنتج شرم الشيخ (شرق مصر) عام 2006، وسأله عن ما يثار عن توجه إثيوبي للحصول على قرض دولي لبناء سد.

وأضاف أن زيناوي نفى صحة ما يتردد، وأبلغه بأنه لا أحد يستطيع حجز مياه النيل عن مصر.

وأفاد مبارك بأنه حذر زيناوي من أن أي مشروع لحجز المياه عن مصر سيحدث أزمة كبيرة.

2010.. النوايا تخرج للعلن

19  أيار/ مايو: قال زيناوي، في تصريحات إعلامية، إن "مصر ليس من حقها منع إثيوبيا من إقامة سدود على نهر النيل".

24  تشرين الثاني/ نوفمبر: رأى زيناوي أن مصر لا يمكن أن تنتصر في حرب ضد إثيوبيا بشأن النيل.

2011.. بدء التشييد

2  نيسان/ أبريل: وضع زيناوي حجر الأساس للسد.

13  أيار/ مايو: رئيس وزراء مصر، عصام شرف، يزور نظيره زيناوي، ويتفقان على تشكيل لجنة ثلاثية لبحث دراسات متعلقة بالسد.

17  أيلول/ سبتمبر: شرف وزيناوي يتفقان في القاهرة على إرسال فريق فني، يجمع أعضاء من مصر وإثيوبيا والسودان، إلى إثيوبيا، لبحث التأثيرات المحتملة للسد على دولتي المصب (مصر والسودان).

28- 29  تشرين الثاني/ نوفمبر: أول اجتماع في أديس أبابا للجنة التعاون الثنائي الفني بين مصر وإثيوبيا، بمشاركة وزيري المياه وممثلي الخارجية من الجانبين.

2012.. اجتماع فني

14 أيار/ مايو: مؤتمر في القاهرة، برعاية المجلس الإفريقي لوزراء المياه، يناقش تقييم السد،  والموقف المصري من الاتفاقية الإطارية، إضافة إلى التأثير المحتمل للسد على دولتي المصب.

15 أيار/ مايو: اجتماع فني ثلاثي، في أديس أبابا، للإطلاع على المستندات والدراسات التى تقدمها إثيوبيا حول السد، وآثاره الإيجابية والسلبية المحتملة على دولتي المصب.

19 يونيو/حزيران: اجتماع فني ثلاثي آخر في القاهرة .‎

2013 .. بث رئاسي

31 أيار/ مايو: التقرير النهائي للجنة الثلاثية يفيد بوجود تداعيات سلبية للسد على مصر.

3  يونيو/حزيران: اجتماع برئاسة الرئيس المصري، محمد مرسي، آنذاك مع نخب سياسية أغلبها مؤيد له، تضمن بثًا مباشرًا لوقائعه، وشملت تلميحات عسكرية باستهداف السد.

بعدها بنحو شهر، أُطيح بمرسي من الرئاسة (2012- 2013)، وتوقفت المفاوضات.

2014.. استئناف المفاوضات

حزيران/ يونيو: الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا، هايلي ماريام ديسالين، يتفقان على استئناف عمل اللجنة الثلاثية حول السد، خلال لقاء على هامش قمة للاتحاد الإفريقي.

تشرين الأول/ أكتوبر: الدول الثلاث تتفق على اختيار مكتبين استشاريين هولندي وفرنسي، لإجراء الدراسات حول السد.

آب/ أغسطس: اجتماع على مستوى وزراء الري في البلدان الثلاث، بالخرطوم، يتفق على آلية لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية.

20 أيلول/ سبتمبر: الدول الثلاث تتفق في أديس أبابا على معايير عامة لتقييم واختيار الشركات الاستشارية الدولية الموكل إليها إجراء الدراسات الفنية.

16 تشرين الأول/ أكتوبر: اتفاق في القاهرة على سبعة مكاتب استشارية عالمية، على أن يتم اختيار أحدها لإعداد الدراسات.

 

اقرأ أيضا: وزير خارجية مصر يغادر إلى واشنطن لبحث ملف سد النهضة

2015 .. إعلان مبادئ

5 آذار/ مارس: الدول الثلاث تتفق في الخرطوم على وثيقة مبادئ بشأن السد.

23 آذار/ مارس: السيسي وديسالين والرئيس السوداني، عمر البشير، يوقعون وثيقة "إعلان مبادئ سد النهضة"، وتتضمن "إعداد دراسة فنية عن السد في مدة لا تزيد على 11 شهرا، والاتفاق على كيفية إنجاز السد وتشغيله دون الإضرار بدولتيّ المصب (مصر والسودان)".

7و 8 تشرين الثاني/ نوفمبر: مصر ترفض قيام شركة بمفردها بإعداد الدراسات الفنية، وتتمسك بحق شعبها "المكتسب والتاريخي" في مياه النيل.

11: 29 ديسمبر/كانون أول: جولات مباحثات ثلاثية تنتهي في الخرطوم إلى أهمية الإسراع بإتمام الدراسات الفنية، على أن يكون التوقيع على عقد الأعمال الاستشارية فى الأول من فبراير/ شباط 2016.

30  كانون الأول/ ديسمبر: قال السيسي إنه "لن يضيع حقوق مصر" (بشأن حصة المياه).

2016.. بناء وتفاوض


6  كانون الثاني/ يناير: اجتماع لدراسة مقترح مصرى بزيادة فتحات تصريف المياه خلف السد من بوابتين إلى أربع بوبات، مقابل رفض إثيوبي.


11  شباط/ فبراير: قال وزير المياه الإثيوبي، موتوا باسادا إن أديس أبابا لن تتوقف عن بناء السد ولو للحظة.


من7 إلى 11 فبراير/شباط: تم الاتفاق، في نهاية اجتماعات ثلاثية، على أن تمويل الدراسات الفنية المتعلقة بالسد سيكون بالتساوي بين الدول الثلاث.

2017.. خلاف مُعلن

أيار/ مايو: الانتهاء من التقرير المبدئي حول السد، وخلاف بين الدول الثلاث حول التقرير.

17  تشرين الأول/ أكتوبر: وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، يزور موقع السد، لأول مرة، ضمن أعمال اللجنة الثلاثية الفنية، التي انعقدت بعد انقطاع لأشهر، وذلك لبحث ملاحظات الدول حول التقرير الفني للسد.

11و12 تشرين الثاني/ نوفمبر: اجتماع للجنة الفنية الثلاثية المعنية على المستوى الوزاري، بالقاهرة. ووزير الري المصري يعلن عدم التوصل إلى اتفاق. وإثيوبيا والسودان ترفضان التقرير الاستهلالي.

26  كانون الأول/ ديسمبر: اقتراح مصري بمشاركة البنك الدولي كوسيط محايد في أعمال اللجنة الثلاثية.

2018 .. إثيوبيا ترفض الوساطة

21  كانون الثاني/ يناير: إثيويبا ترفض مقترح مصر بإشراك البنك الدولي في المفاوضات.

5 نيسان/ أبريل: بعد اجتماع في الخرطوم، بمشاركة وزراء الخارجية والرى ورؤساء أجهزة المخابرات بالدول الثلاث، مصر تعلن عدم التوصل إلى اتفاق جديد، واستمرار المشاورات لحل الخلافات العالقة.

26 تموز/ يوليو: العثور على جثة مدير مشروع سد "النهضة"، سمنجاو بقلي، في سيارته وسط أديس أبابا، والسلطات تعلن لاحقا أنه انتحر.

25  أيلول/ سبتمبر: القاهرة تعلن أن اجتماعا ثلاثيا، في إثيوبيا، لم يتوصل إلى نتائج محددة بخصوص نتائج الدراسة المتعلقة بالسد. وبعدها، تعثر انعقاد اجتماعات جديدة.

2019.. وساطة أمريكية

30 أيلول/ سبتمبر: عودة المفاوضات على مستوى وزاري في الخرطوم لمدة ستة أيام.

5  تشرين الأول/ أكتوبر: مصر تعلن أن الأمور وصلت إلى "طريق مسدود"، مطالبة بوسيط دولي، وسط نفي ورفض إثيوبيين.

22  تشرين الأول/ أكتوبر: آبي أحمد يلوح بإمكانية خوض الحرب. القاهرة ترفض هذا التصريح إن صح، وتعلن موافقتها على تلبية دعوة واشنطن إلى "كسر جمود المفاوضات". وإسرائيل تنفي صحة أنباء عن تزويدها إثيوبيا بأنظمة دفاعية لحماية السد.

23 تشرين الأول/ أكتوبر: مبعوث الرئيس الروسى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوجدانوف، يعلن أن موسكو مستعدة للتوسط بين أديس أبابا والقاهرة.

24  تشرين الأول/ أكتوبر: لقاء بين السيسي وآبي أحمد في سوتشي الروسية. والأخير يقول إن تصريحاته (بشأن خوض حرب) تم اجتزاؤها من سياقها، ويشدد على تمسك إثيوبيا بمسار المفاوضات وصولًا إلى اتفاق نهائي.

29  تشرين الأول/ أكتوبر: مصر تعلن عن اجتماع وساطة في واشنطن يوم 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري

31  تشرين الأول/ أكتوبر: إثيوبيا توافق على حضور اجتماع الوساطة الأمريكي، ومصر تعلن مشاركة البنك الدولي في الاجتماع.

التعليقات (0)