قضايا وآراء

هل يعلم الإسرائيليون جيّدا حقيقة نتنياهو؟

ماهر حجازي
1300x600
1300x600
منذ نيسان/ أبريل الماضي والحياة السياسية الإسرائيلية تعيش حالة من التخبط وعدم الاستقرار، بعد جولتين من الانتخابات لم تسفرا عن حسم تشكيل الحكومة الإسرائيلية حتى الآن.

أمام المشهد السياسي الإسرائيلي وفشل بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة وحدة وطنية من الأحزاب الإسرائيلية، وفي ظل ملف قضائي يلاحق نتنياهو في ثلاث تهم بالفساد، يرى نتنياهو ومؤيدوه أن المخرج الوحيد لأزمته الداخلية والأخلاقية يكون من خلال بوابة قطاع غزة المحاصر. وفي هذا السياق تأتي تصريحات أعضاء المجلس الأمني المصغر بضرورة عمل عسكري إسرائيلي ضد قطاع غزة، يشمل دخولا بريا للجيش الإسرائيلي إلى القطاع وتصفية قيادات المقاومة الفلسطينية وإنهاء القدرات العسكرية في قطاع غزة.

نتنياهو الذي فشل في تشكيل الحكومة الإسرائيلية مع منافسيه السياسيين في حزب أزرق أبيض وحزب إسرائيل بيتنا، ويخشى توجيه تهم الفساد له، يرى في قطاع غزة طوق النجاة لنفسه.

في المقابل، رد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كان واضحا على التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان جديد على القطاع، رغم التفاهمات الموقعة بين الجانبين بالوساطة المصرية، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي تجاوز هذه التفاهمات والاعتداء على القطاع بالقصف واستهداف المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة الكبرى في القطاع.

بالتالي، وفقا للمقاومة الفلسطينية، فإن أي عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني في القطاع، سيقابله رد فلسطيني في العمق الإسرائيلي، حيث يدفع الجهور الإسرائيلي فاتورة الأنانية السياسية لنتنياهو، الذي يحاول النجاة بنفسه وإغراق الكيان الإسرائيلي في بركة من الدماء.

كذلك تكرار سيناريو الحرب البرية في قطاع غزة، يعيد إلى الواجهة العمليات العسكرية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية على حدود قطاع غزة خلال التوغل الإسرائيلي البري المترافق مع عدوان همجي ضد الفلسطينيين، وتمكنت خلالها من خطف عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء تنفيذهم مهام عسكرية.

والسؤال: ما الذي يجبر الجندي الإسرائيلي على الدخول في مواجهة غير معروفة النتائج، وتكرار لسيناريو الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والذين هم بعيدون كل البعد عن اهتمامات بنيامين نتنياهو، بحكم التعنت الإسرائيلي في السعي لإنهاء هذه القضية وإبرام صفقة تبادل للأسرى، وصولا إلى عدم اعترافه ببعض جنوده الأسرى في القطاع، من أمثال "منغستو" الجندي من أصول إثيوبية؟

من الواضح أن نتنياهو يريد معاقبة الناخب الإسرائيلي الذي لم يمنحه أغلبية في انتخابات الكنيست الإسرائيلي من جهة، ومن جهة أخرى فرض نفسه كأمر واقع يستمر في المشهد السياسي الإسرائيلي بأن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية لأطول فترة ممكنة، وتشكيل حكومة طوارئ برئاسته في حال اندلاع حرب مع قطاع غزة.

كذلك، فإن أي عدوان ضد قطاع غزة ستزيد من فرص نتنياهو بأن يقبل خصومه بتشكيل حكومة وحدة وطنية، ويبقى نتنياهو على الأقل سنتين في رئاسة الحكومة الإسرائيلية.

لا شك في أن الجمهور الإسرائيلي يعرف تماما ثمن أي عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، خاصة في المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، حيث سيكون الجهور الإسرائيلي من يدفع هذه الفاتورة الباهظة بينما يحصد نتنياهو النتائج.

كما أن معادلة المقاومة الفلسطينية واستباقها أي حرب إسرائيلية قادمة ضد القطاع، ونقلها الكرة إلى الملعب الإسرائيلي وأمام الجمهور الإسرائيلي، سيقلب الطاولة ويبعثر الخيارات أمام نتنياهو ويزيد من الأزمة السياسية التي يعيشها الاحتلال.

فهل يدرك المجتمع الإسرائيلي هذه الحقيقة، وهل يعي الناخب الإسرائيلي الذي قال لا لبنيامين نتنياهو أو نعم، أن هذه المرة لن تتوقف المسؤولية عند صندوق الاقتراع؟
التعليقات (0)