حقوق وحريات

هل تفضح "أنا مضرب عن الطعام" ما يحدث للمعتقلين بسجون مصر؟

الحملة تأتي كصرخة تحذير لخطورة ما يحدث للمعتقلين السياسيين داخل السجون- أرشيفية
الحملة تأتي كصرخة تحذير لخطورة ما يحدث للمعتقلين السياسيين داخل السجون- أرشيفية

أكد حقوقيون وقضاة سابقون وأسر معتقلين مصريين، أن حملة "أنا مضرب عن الطعام"، التي تم إطلاقها يومي 9 و10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، هي صرخة تحذير لخطورة ما يحدث للمعتقلين السياسيين، بسجون نظام الانقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي.

ووفق ذوي المعتقلين، الذين تحدثوا لـ "عربي21"، فإن الروح المعنوية للمعتقلين ترتفع بشكل كبير، مع أي حملات تضامنية معهم، ولكنهم هذه المرة لن يكتفوا بذلك، وإنما يريدون إلقاء الضوء على حقيقة ما يحدث بالسجون والمعتقلات، ضد النساء، والرجال، والشيوخ، والأطفال المعتقلين.

وكانت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات"، قد أطلقت مع عدد من الحقوقيين، حملة إضراب تضامنية لمدة 48 ساعة خلال يومي 9 و10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تحت عنوان "أنا مضرب عن الطعام"، و"أنقذوا معتقلي مصر"، للفت الأنظار العالمية للأوضاع المأساوية التي يعاني منها المعارضين بسجون السيسي.

وجاء إطلاق الحملة بالتزامن مع التقرير الخطير الذي أصدرته الأمم المتحدة، وحذرت فيه من تعرض حياة آلاف المعتقلين السياسيين للخطر داخل السجون المصرية، وأن ما جرى مع الرئيس الراحل محمد مرسي، سوف يتكرر مع المعتقلين الآخرين، الذين يتم قتلهم بشكل ممنهج.

كما تأتي الحملة قبل ثلاثة أيام من مراجعة الملف المصري في الدورية الشاملة لملف حقوق الإنسان، أمام مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، المقرر لها 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

"دعمهم واجب"

من جانبها، أعلنت سناء عبد الجواد، زوجة محمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، مشاركتها في الحملة، وقالت إنها لن تشارك فقط من أجل حياة ابنها "أنس" المُعتقل منذ أربع سنوات، أو زوجها الذي يتعرض للتنكيل والموت البطيء داخل محبسه، ولكنها تشارك في الحملة من أجل حياة آلاف المعتقلين الآخرين، وخاصة النساء اللاتي يتعرضن لأشكال خطيرة من الظلم والتنكيل.

ودعت عبد الجواد من خلال "عربي21"، المجتمع الدولي والمعنيين بملف حقوق الإنسان لوقف تجاوزات النظام العسكري ضد المعتقلين، بل وضد كل الشعب المصري، الذي أصبح يعيش في سجن كبير.

 

اقرأ أيضا: لماذا تأخر رد مصر على تقرير الأمم المتحدة حول قتل مرسي؟

وتؤكد زوجة البلتاجي، أنها لا تعرف أية أخبار عن زوجها منذ أكثر من أربع سنوات، بعد منع الزيارة، ولكنها عرفت من المحامين أنه تعرض لأزمة صحية خطيرة كادت تقضي على حياته، وأن أحد أسباب هذه الأزمة، الظروف القاسية التي يعيش فيها داخل محبسه بسجن العقرب، المعزول بشكل كامل عن العالم الخارجي منذ أكثر من 3 سنوات كاملة.

وتضيف عبد الجواد، أن نجلها الأوسط "أنس"، تم اعتقاله "ظلما، وبعد سنوات من حبسه، حصل على البراءة، ولكن السلطات الأمنية وضعته في قضية جديدة، ومنعت عنه الزيارة مثل والده، وعرفوا مؤخرا من المحامين أيضا أنه نقل لسجن العقرب، الموجود به والده، لكي يتعرض لمزيد من التنكيل نكاية في والده".

"غياب الرقابة"

وحسب القاضي السابق محمد سليمان، نجل وزير العدل المعتقل المستشار أحمد سليمان، فإن كل الإجراءات التي تحيط بالمعتقلين بعيدة عن القانون والدستور، وفي ظل غياب الرقابة القضائية على السجون، وعدم محاسبة أي مسؤول أمني عن حالات التعذيب أو القتل التي حدثت بالسجون أو الأقسام، فإن الوضع الإنساني والحقوقي للمعتقلين يزداد سواء وقسوة.

وأعلن سليمان من خلال "عربي21"، تضامنه مع الحملة، وأنه بدأ بالفعل إضرابا عن الطعام، مؤكدا أن ما جرى مع والده يشير لأحد نماذج التنكيل بمعارضي النظام الحاكم، حيث قررت نيابة أمن الدولة، إعادة حبسه على ذمة نفس القضية التي قررت محكمة الجنايات إخلاء سبيله فيها، دون النظر لسنه أو مكانته القضائية والعلمية، أو حتى عدم وجود دليل مادي يدينه بأي اتهام.

"ضغط دولي"

ووفق رئيس اللجنة القانونية بحزب الحرية والعدالة مختار العشري، فإن أكثر من 60 ألف معتقل يعيشون في ظروف قاسية بالسجون المصرية، ويتعرضون لأنواع عديدة من التعذيب والتنكيل المادي والمعنوي، وهو ما يتطلب من العالم أن يسمع صرختهم، ويتصدي لسياسة الموت البطيء الذي يتعرضون لها، وفقا لما جاء في البيان الرسمي للأمم المتحدة حول وفاة الرئيس الراحل محمد مرسي.

ويؤكد العشري لـ "عربي21"، أن "السجون المصرية أصبحت جميعها الآن سيئة السمعة، ولم يعد الأمر قاصرا على سجن أو اثنين، كما كان بالماضي"، موضحا أن "الشكاوي التي تصلهم من أهالي المعتقلين بمختلف السجون، تشير لوجود سياسة ممنهجة لقتلهم بالبطئ، وإن كان الأمر يزداد صعوبة في سجن العقرب المعزول عن العالم بشكل تام منذ ثلاثة سنوات".

ويشير العشري إلى ضرورة الاستفادة من التقارير الأممية والأوروبية، التي صدرت مؤخرا عن حالة حقوق الإنسان بمصر، والتي كشفت خطورة الوضع بالسجون والمعتقلات، ومنها أن الرئيس مرسي قُتل عن عمد، نتيجة الإجراءات القمعية التي جرت ضده في محبسه.

ويضيف العشري، أن "النظام العسكري بمصر، يعتمد على الدعم الدولي في زيادة التنكيل بمعارضيه، وهو ما يتطلب فضحه دوليا، والضغط على المؤسسات الدولية الداعمة له، لوقف هذا الدعم، وإلا فإنهم مشاركين له في كل الإجراءات الإجرامية التي يتعرض لها المعتقلين بالسجون المصرية".

التعليقات (3)
مصري
الأحد، 10-11-2019 07:05 ص
بالطبع الكل سمع و قرأ عما تداولته مواقع الإتصال الجماعي و الإعلام السيساوي المُغرض الضال المُضل عن جريمة طالبة صيدلة جامعة السويس و شهيدة العريش ، و محاولة التعمية و التغطية علي جريمة قتلها العمد و التي قد يكون فيها متورطين من الامن أو احد قريب منهم في تلك الجريمة الخسيسية البشعة و التي تدل علي تدني شبه الدولة المصرية و تحولها بالفعل إلي كرخانه تتقاعس و عن عمد جميع الأجهزة فيها عن أداء دورها و مسئولياتها المنوطة بها و أولها مؤسستي الجيش و الشرطة و قد فضلت الداخلية البلطجية أن تصدر تقرير الطب الشرعي بما يفيد انتحار الشهيدة بسبب اضطراباتها النفسية و هو تقرير ملفق و منافي تماما للحقيقة و يؤكد أن هناك شئ مجهول و خطير ، ليغلقوا ملف هذة الجريمة النكراء و قد يكون هذا بسبب تورط جهة ما أو احد المقربين منها في تلك الجريمة السفلة و لكن ليعلم الجميع أن الله يُمهل و لايُهمل و أنه مُظهر الحق مهما طال الأمد و مهما كانت سطوة و جاه هؤلاء المجرمين ، و انت تريد و انا اريد و الله يفعل ما يريد و عند الله يلتقي الخصوم .
Dr/Mohamed
السبت، 09-11-2019 10:40 م
هذه هى اراده الله ان يشاء ان يبقا على حياه سعد الكتاتنى وغيره من القاده السياسين فى سجون السيسي اكثر من 420 سجين من جنسيات مختلفه هم خلف القضبان فى سجون مصر
تحرير الأقصى
السبت، 09-11-2019 07:04 م
في مصر ومنذ انقلاب يوليو/تموز 2013 اكتظت السجون المصريه بآلاف المعتقلين ، ومازال جحيم الاعتقالات مستمرة مع خروج احتجاجات وحراك في الشارع مطالبا برحيل السيسي ونظامه الفاجرحيث يجرى تعذيب المعتقلين في أسوأ الأماكن وحشية في العالم واهمالهم طبيا واذلالهم واهانتهم والتعدى عليهم جسديا وربما قتلهم بشكل ممنهج ومنع المحامين من أداء دورهم في الانفراد بالمساجين والدفاع عنهم بحسب المادتين 141 من قانون الإجراءات الجنائية و53 من قانون المحاماة وكذلك لا تدخر سلطات الانقلاب المجرمه جهدا من منع الأهالى من زيارة ذويهم بانتظام بل في العمل على خراب بيوت أسر المعتقلين بتشريدهم وتجويعهم وبحرمانهم من راتب عائلهم المعتقل إن كان موظفا، ومصادرة ماله وشركاته إن كان رجل أعمال، وباعتقال كل من يحاول تقديم أي شكل من أشكال الدعم الإنساني لهم حتى تبقى سياسة الاعتقال ليست إجراءا شخصيا يستهدف من يعارض النظام بالعقاب والردع أوالتقويم، بل هى عملية هدم مدروسة لأسرة المعتقل بغرض إنهاكها وتفكيكها لذا يجب الوقوف بقوة بجانب المعتقلين في السجون المصريه ومناصرتهم ومساندتهم أمام الرأى العام العربى والعالمى لأجل رفع الظلم عنهم والافراج عنهم وعودتهم الى ذويهم سالمين باذن الله