ملفات وتقارير

مصادر تكشف لـ"عربي21" ما حمله الموفد الفرنسي لحل أزمة لبنان

هل يفلح الموفد الفرنسي في حلحلة الأزمة في لبنان - موقع الخارجية الفرنسية
هل يفلح الموفد الفرنسي في حلحلة الأزمة في لبنان - موقع الخارجية الفرنسية

كشفت مصادر خاصة لـ"عربي21" عن تقديم الموفد الفرنسي، كريستوف فارنو، الذي يزور لبنان مقترحات هامة وجادة لإخراج  أزمة التأليف الحكومي من "عنق الزجاجة" من خلال رؤية "عملية متنوعة"، وضع تفاصيلها بتصرف الرؤساء الثلاث وقيادة حزب الله وبمظلة أوروبية.

وأكدت المصادر أن الفرنسيين سيستغلون علاقتهم الجيدة مع طهران واتصالاتهم مع حزب الله في محاولة لإقناع الأخير بالتراجع عن تمسكه في المشاركة بالحكومة الجديدة، كما أنهم يضعون خيارا احتياطيا بتأمين التغطية السياسية لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري من أجل قبوله بحكومة تضم سياسيين.

 

اقرأ أيضا: عون يلتقي "مجموعة دعم لبنان".. ويطلب مساعدة عربية

وتأتي هذه المستجدات على وقع استمرار الاحتجاجات الشعبية في لبنان منذ 27 يوما والتي ترفع منذ أيامها الأولى مطلب تشكيل حكومة اختصاصيين لا تضم سياسيين للعمل على إنقاذ لبنان من شفير الهوية الذي وصله بفعل "فساد الطبقة الحاكمة وتنازعها على تحصيل المكاسب فيما بينها على حساب مصالح اللبنانيين الاقتصادية والمعيشية".

واعتبر المنسق السابق لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد أن المشهد الحالي في لبنان متشابك ضمن معادلة سياسية صعبة، وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن المعادلة تفرض من الناحية المنطقية حكومة  لا تضم وزراء من حزب الله كما يطالب الأخير، غير أن تشكيل مجلس وزراء جديد من دون تمثيل الحزب يبدو صعبا ويشكل تحديا كبيرا على المستويات السياسية والوطنية المتعددة".

ولفت إلى أن الوضع معقد فلا يمكن القبول بحكومة يعود إليها حزب الله في ظل سياسة الهيمنة التي فرضها على مقدرات الدولة وسطوته على القرار السياسي وتوجهات الحكومة، وفي الوقت عينه يصر الحزب على الحضور في المشهد الحكومي الجديد وكأنه يضع فيتو على أي حكومة تتشكل من دونه".

وشدد على أن "الحصول على الثقة للحكومة لن يقتصر هذه المرة ضمن تصويت المجلس النيابي، فمن الواضح أن الثقة  في الشارع الغاضب حتمية وبالتالي فإن ولادة الحكومة بمعزل عن توجهات اللبنانيين في الساحات يبدو صعبا".

وأكد أن "الحريري مشوش ومرتبك وغير قادر على اتخاذ قرار حاسم، غير أن مسألة قبوله مجددا بحكومة تضم وزراء لحزب الله يبقى واردا"، مشيرا إلى أن "إمكانية استبعاد الحريري عن رئاسة الحكومة المقبلة وارد في حال طال تريثه، وقد لا يتم التوافق معه من قبل التيار الوطني وحزب الله على اسمابو  البديل له".

وتحدث سعيد عن النفوذ الإيراني قائلا: "لن تتراجع طهران عن تداخلاتها في الساحة اللبنانية، كما أنها لن توقف توغلها في مناطق عدة في العالم حيث تستطيع الوصول وفقا لمصالحها وغاياتها".

وعن تقليل أمين عام حزب الله من أهمية مطلب إلغاء الطائفية السياسية التي نادت بها الاحتجاجات، أكد أن "نصر الله يقدّم تبريرات غير منطقية في أكثر من نقطة وملف حتى وصلت به الأمور إلى الدعوة للتجارة مع الصين وربما تصل به الأمور لاحقا إلى المطالبة بإقفال البحر المتوسط أمامنا".

 

اقرأ أيضا: بري يرفع السرية المصرفية عن حساباته داخل لبنان وخارجه

وقال المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور: "ما يميز الانتفاضة الشعبية بأنها جاءت عابرة للمناطق والطوائف وهذا ما يدفع المستفيدين من الأوضاع السابقة لاسيما المفسدين إلى محاولة الالتفاف عليها"، منوها في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "الزخم الثوري ووضوح الرؤية والأهداف يمنح التحركات الشعبية زخما وتحصينا في وجه محاولات ضرب الاحتجاجات".

ولفت إلى وجود نزاعات بين "أركان الطبقة السياسية في ظل مساعي الجميع للاستفادة من الحراك وتبنيه في إطار استثمارات خاصة، بينما يبدي الحراك استقلالية كبيرة ويرفض أي محاولة لخرقه من قبل القوى السياسية ويواصل تمسكه بمطالبه في محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة وإقرار قانون انتخاب عصري يضمن تمثيلا منصفا لجميع اللبنانيين ضمن معادلة وطنية غير طائفية".

وبين أن "المطالب الشعبية واضحة ولا يمكن لأحد تجاوزها"، داعيا "الحراك إلى التنبه من محاولات تغيير وجهة سيره وفق المخططات التي باتت مكشوفة المعالم في المنطقة".

وحول عدم وجود قيادة ظاهرة للانتفاضة ما يصعب إمكانية التفاوض معها حول الحلول، قال: "لابد للمنتفضين في الساحات الاستفادة من عبر الماضي وذلك بناء على تجارب سابقة ومواكبة للعديد من الحراكات الشعبية والثورات في العالم العربي على مدى عشرات السنين"، كاشفا عن وجود "قيادات للمجموعات الثائرة في الساحات غير أنهم يرفضون الكشف عن هويتهم أو الظهور إلى العلن في الوقت الراهن، وهذا ما صب لصالح الحراكات كي لا يتم التفاوض والمساومة على المطالب العامة من خلال الضغط على مجموعة قيادية محددة".

وطالب بتكوين قيادة متماسكة من داخل الحراك تعمل على تجسيد هذه المطالب منعا لأي غموض في القيادة، وقال: "التعويل كبير على الحراك الجاري حاليا لكن العبرة تبقى في النتائج، وما حققه المتظاهرون خلال الأسابيع الأخيرة لغاية الآن يعد إنجازا كبيرا لاسيما في زرع الخوف والرعب في قلب المفسدين".

التعليقات (0)