صحافة دولية

التايمز: هكذا يستخدم أردوغان اللاجئين السوريين لدعم سياساته

التايمز: يستخدم أردوغان اللاجئين السوريين لدعم طموحاته- الأناضول
التايمز: يستخدم أردوغان اللاجئين السوريين لدعم طموحاته- الأناضول

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلتها في تركيا حنا لوسيدا سميث، تقول فيه إنه بالنسبة للسوريين المعارضين للأسد فإن تركيا قد تبدو ملاذا آمنا، فالرئيس أردوغان يدعم الثورة علنا، وتستضيف تركيا المعارضة السياسية التركية، بالإضافة إلى 3.6 مليون لاجئ.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا ما كان يعتقده رامي جراح، وهو ناشط سوري، الذي اشتهر بكونه صوت للاحتجاجات الأولى ضد الأسد، عندما جاء إلى تركيا عام 2013، إلا أنه بالنسبة له الآن، إنها تركيا التي يهرب منها. 

 

وتقول سميث إن "خبراء الدعاية في أنقرة لا يزالون يحاولون تصوير أردوغان على أنه الداعم الأقوى للسوريين، لكن هذا لم يعد هو الحال، ففي الواقع ومن خلال جهود منسقة من المخابرات التركية MIT، فإن جزءا كبيرا من المجتمع السوري المهاجر في تركيا يتم الضغط عليهم لتأييد أردوغان وطموحاته داخل سوريا".

 

وتلفت الصحيفة إلى أن جراح، البالغ من العمر 35 عاما، وصل إلى ألمانيا حيث قدم طلب اللجوء هناك، وقال في أول مقابلة له منذ أن غادر تركيا خلال الصيف، لصحيفة "التايمز" إنه تم سجنه مرتين بعدما انتقد علنا حروب أردوغان في المناطق الكردية في تركيا وسوريا، ولمقاومته الضغط للعمل مع الماكنة الدعائية لأنقرة.

 

وينقل التقرير عن ناشط سوري آخر، موجود في أوروبا أيضا، ولا يرغب في نشر اسمه؛ لأنه عائلته لا تزال موجودة في تركيا، قوله إنه عرضت عليه الجنسية التركية بشرط قيامه بنقل معلومات عن الناشطين السوريين للمخابرات التركية، وعندما رفض، تم سجنه هو وأخوته، وبعضهم قاصرون، ثم تم إبعاده، وقال: "لقد ناضلت ضد النظام السوري وضد تنظيم الدولة، ولا أرى نفسي عميلا لأي حكومة".

 

وأضاف الناشط للصحيفة: "تركيا تبتز السوريين، كلهم يعرفون في داخلهم أن تركيا غير مرحبة بهم، لكن البعض يعتقد بأنه إن أظهروا التأييد لأردوغان فإنهم سيحمون أنفسهم".

 

وتفيد الكاتبة بأن جهود أنقرة قبل ستة أسابيع أثمرت عندما أطلق أردوغان حربه الثالثة ضد المليشيات الكردية داخل سوريا، وكان معظم المقاتلين على الأرض هم من السوريين وليسوا من الأتراك، وكثير منهم تم تجنيده من مجتمعات اللاجئين داخل تركيا، وأدخلوا تحت مظلة الجيش السوري الحر الذي تدعمه أنقرة، والذي هو تحت قيادة الحكومة السورية في المنفى في إسطنبول التابعة للائتلاف السوري، الذي يصدر بيانات تأييد باستمرار للهجوم.

 

وتذكر الصحيفة أن الائتلاف، الذي تموله قطر وتدعمه مجموعة واسعة من البلدان، تم تأسيسه في عام 2012، لكن الدعم له تراجع بالتدريج منذ عام 2015، تاركا تركيا الراعي الوحيد له. 

 

ويورد التقرير نقلا عن رئيس الائتلاف الأول، جورج صبرا، قوله إن أنقرة مدت نفوذها الائتلاف من خلال تعيين أعضاء من الأقلية التركمانية، الذين يتكلمون اللغة التركية ويقيمون علاقات وثيقة مع أنقرة، في مواقع حساسة في الائتلاف، مشيرا إلى أن العديد من كتائب الثوار، التي تدعمها تركيا، تتألف من التركمان، فيما يعمل حوالي 90% من أعضاء الائتلاف "بحسب السياسة التركية"، بحسب ما قاله صبرا.

 

وتقول سميث إن السياسة التركية تنحاز بشكل متزايد إلى سياسة بوتين، بالرغم من كون روسيا هي الداعم الرئيسي للأسد، وفي الجانب الآخر من الصراع بالنسبة لأنقرة، لافتة إلى أنه منذ أواخر عام 2017، انضمت تركيا إلى روسيا وإيران بصفتها ضامنة لعملية السلام في الأستانة، التي تهدف إلى إنهاء الصراع السوري، والتي تجاوزت المفاوضات المدعومة من الأمم المتحدة في جنيف كمنصة للتفاوض بين الأسد ومعارضيه في الوقت ذاته، بالإضافة إلى أن أردوغان قام برعاية علاقات تجارية ودفاعية مع موسكو في الوقت الذي يميل فيه بعيدا عن الناتو والغرب. 

 

وتنقل الصحيفة عن صبرا، قوله: "أرادت الحكومة التركية أن تنضم إلى روسيا وإيران، ولذلك كانوا يأخذون السوريين معهم لاجتماعات الأستانة، لكن دون إعطائهم أي دور، ومنذ ذلك الحين، كانت تركيا تضع يدها في التحالف الوطني".

 

وبحسب التقرير، فإن أنقرة استخدمت في الوقت ذاته الناشطين، مثل جراح، للحصول على قلوب السوريين وعقولهم، فكانت هناك مجموعة من المواقع الإخبارية المدعومة من تركيا تقوم بنشر أخبار المعارضة السورية باللغة العربية، واستمرت في عملها بوقا لأردوغان حتى بعد أن عقد صفقة مع بوتين الشهر الماضي تعيد معظم البلد للأسد. 

 

وتفيد الكاتبة بأن المواقع ذاتها نشرت الكثير من الأخبار التي تتهم وحدات حماية الشعب الكردية بارتكاب جرائم وحشية، مثيرة التوتر بين الأكراد السوريين والعرب، ومساعدة في تصوير سيطرة أردوغان على الأراضي في سوريا على أنها حرب بين هذين الطرفين.

 

وتورد الصحيفة نقلا عن الناشطين السوريين، قولهم بأن أنقرة بدأت في العمل على استيعابهم بعد أن انهارت الهدنة بين تركيا والمليشيات الكردية أواسط عام 2015، وبعد ثمانية أشهر تمت دعوة الناشطين الذين يعملون في مواقع إعلامية للمعارضة للقاء مع أردوغان، مشيرة إلى أن الهدف من الاجتماع كان مناقشة المرور عبر الحدود مع سوريا، التي كانت الحكومة التركية قد فرضت قيودا عليها، لكن، بحسب جراح الذي حضر الاجتماع، فإن ذلك الاجتماع تحول بسرعة إلى عملية دعائية.  

 

وينقل التقرير عن صبرا، قوله: "كان جواب أردوغان على كل سؤال (تزوج تركية وستحصل على الجنسية)، وكان هناك فقط واحد أو اثنان منا يسألان أسئلة حساسة".

 

وتقول سميث إن ما نشر على منصات الإعلام الاجتماعي بعد الاجتماع يؤكد رواية جراح، حيث قام كثير من الناشطين بنشر صور لأنفسهم مع أردوغان، مصحوبة بعبارات التأييد، مشيرة إلى أن المتظاهرين داخل سوريا يقومون بالتلويح بالعلم التركي في المظاهرات ضد الأسد في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في محافظة إدلب، و"هذا جزء من سلسلة من الأفعال المثيرة التي يقوم بها الناشطون السوريون الذين وافقوا على العمل لصالح أنقرة".  

 

وتقول الصحيفة إنه "لكون حركة العبور إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار تقيدها تركيا، فإن الصحافيين الدوليين يجمعون الأخبار من داخل إدلب بشكل رئيسي من خلال مجموعات (واتساب)، حيث يقوم السوريون بنشر فيديوهات وصور لتلك المظاهرات، وقامت شبكات الهاتف المحمول بتوسيع تغطيتها لتشمل تلك المناطق، ما يساعد على خروج المعلومات، ولا يسمح سوى لوكالات الأخبار التركية ووسائل الإعلام المؤيدة لأردوغان بنقل التقارير الميدانية، وفي ظروف نادرة يسمح للصحافيين الأجانب بدخول إدلب، ويدخلون تحت مراقبة المخابرات التركية ومجموعات الثوار الموالية لأنقرة".

 

ويؤكد التقرير أن السوريين المعارضين لأردوغان داخل تركيا يبقون صامتين في الغالب، مشيرا إلى قول الأكاديمي غوني ييلديز من معهد دراسات الشرق الأوسط: "لقد تعامل الرئيس أردوغان مع الثوار (السوريين) على أنهم بطاقة سياسية ليلعبها ضد أعداء ومنافسي تركيا".

 

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول ييلديز: "عندما تصبح العلاقة عسكرية بحتة فإن المعارضة تخسر استقلاليتها كلها في تحديد توجهها السياسي".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (3)
مصري
الخميس، 14-11-2019 07:06 ص
الحل هو أن تستضيف اوربا هؤلاء 3.6 مليون لاجئ أو علي الأقل نصفهم ثم بعد ذلك فليتحدثوا عن ضغوط تركيا و لماذا لم يتحدثوا عن تلك الضغوطات إلا الأن هل لعملية نبع السلام و عرقلتها للمشروع الصهيوني و أطماع الغرب القذر و سرقاته لثروات الشعب السوري علاقة ؟ نعم بالتاكيد
السوري
الخميس، 14-11-2019 05:53 ص
السوريون يعرفون ذلك ولكن في النهاية هم يحررون بلادهم من انجاس قنديل الشيوعيين الكفرة!! وفي الوقت التي كانت التايمز تساعد قتل الاطفال في سوريا كان اردوغان يعالج هذه الاطفال .
الناصر
الأربعاء، 13-11-2019 09:18 م
ملخص المقال هو محاولة دق إسفين بين السوريين و تركيا الدولة الوحيدة التى تحملت عبء ملايين المُهجرين و النازحين من جحيم الحرب, تلاحم السوريين و الأتراك يغيظ المنظومة الصهيونية الغربية, بالمناسبة التايمز صارت مجلة صفراء مملوكة لآل سلول