صحافة دولية

لماذا أصبحت المناطق الساحلية في سوريا جبهات جديدة؟

أورد الموقع أن باحثين غربيين أكدوا هذا الصيف تسجيل زيادة ملحوظة في عدد الجرائم باللاذقية- جيتي
أورد الموقع أن باحثين غربيين أكدوا هذا الصيف تسجيل زيادة ملحوظة في عدد الجرائم باللاذقية- جيتي

نشر موقع "نيوز. ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن اللاذقية، مسقط رأس رئيس النظام السوري بشار الأسد، التي أصبحت مسرح صراع جديد تتحارب داخلها التشكيلات غير النظامية التي كانت يوما ما تُقاتل إلى جانب النظام.


وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الحكومة البعثية تحاول تهدئة رعاة هذه التشكيلات غير النظامية التي حصلت على دخل من أنشطة غير قانونية في اللاذقية. وتشير الأحداث الأخيرة إلى أن الصراع السوري يتحول تدريجيا إلى حرب لإعادة توزيع مناطق النفوذ والسبب هو خوف السلطات من فقدان مواقعها.

وأفاد الموقع بأن أبرز الصدامات وسط اللاذقية تحدث بين قوات أمن النظام السوري والوحدات غير النظامية التي تقدم تقارير إلى المهرب الشهير ومالك سلسلة "كازينو" المحلية، غيدق ديب. كما حاول ممثلو أجهزة إنفاذ القانون السورية اعتقال غيدق ديب بعد تلقي الأوامر ذات الصلة من القصر الرئاسي، علما بأن الخبراء يؤكدون أن الأمر جاء من أسماء زوجة رئيس الأسد.

وأضاف الموقع أن الاشتباكات لم تؤثر على أعضاء الجماعات المحلية فحسب، بل طالت ممثلي الإدارات السورية. ومن المحتمل أن سيطرة غيدق ديب على قطاع الاتجار بالمخدرات هو السبب الرسمي لاعتقاله. ومع ذلك، لا يزال مصيره مجهولا، حيث ذكرت بعض المصادر أنه توفي خلال عملية خاصة، لكن لم يتم تأكيد ذلك.

 

اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": روسيا تدفع بتعزيزات لجبهات الساحل بسوريا

وذكر الموقع أن غيدق ديب هو ابن اللواء مروان ديب، ابن عمة بشار الأسد. وتجدر الإشارة إلى أن مروان ديب كان في التسعينات هدفا للقوات الحكومية وسط نزاع مع ابن عم الرئيس الحالي، فواز الأسد، الذي يسيطر على التهريب على طول الساحل السوري بأكمله تقريبا.

وأوضح الموقع أن فواز تلقى مساعدة من قبل الجماعات شبه العسكرية. وفي سنة 2011، كانت هناك حاجة إليها في المقدمة، فيما يتعلق بالمراقبين الذين سجلوا انخفاضا في نشاط التهريب في اللاذقية. والآن، بعد أن حُل مصير معظم المحافظات السورية التي كانت في قلب الحرب الأهلية، إلى حد كبير، يبدو أن المشاكل القديمة المرتبطة بالأنشطة غير المشروعة طفت على السطح مرة أخرى.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، "تحاول قوات النظام السوري - التي تعمل وفقا لوسائل الإعلام المحلية بمساعدة الجيش الروسي- استعادة السيطرة على اللاذقية. وخلال سنوات الحرب، خضعت المحافظة تقريبا لحكم الجماعات غير النظامية التي كانت موالية لدمشق، والتي كانت تحصل على دخل كبير من السرقة والنهب والتهريب".

وأشار الموقع إلى أن "قوات الأمن الخاصة، على وجه الخصوص، نفذت غارات ذات صلة في منطقتي القرداحة وجبلة، حيث تعمل تشكيلاتهم المحلية. وفي سنة 2018، كانت هناك تقارير تفيد بأن دمشق تنوي تعزيز وحداتها في اللاذقية لمحاربة العصابات غير القانونية. وعادة يقول المراقبون إن المحافظة على الرغم من استقرارها الواضح وصورة معقل النخبة السياسية خلال سنوات الحرب، انتقلت بالكامل إلى أيدي القادة الميدانيين والعناصر الإجرامية".

 

اقرأ أيضا: "المخدرات" تنتشر في اللاذقية.. والمستثمرون قادة ميليشيات

وأورد الموقع أن باحثين غربيين أكدوا هذا الصيف تسجيل زيادة ملحوظة في عدد الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات في اللاذقية. وقد تم تسجيل حالات تتعلق بسرقة السيارات والاختطاف للحصول على فدية. وفي آذار/ مارس، حاول الحرس الجمهوري مع الجيش الروسي اعتقال ابن عم رئيس النظام السوري طلال بشار الأسد. ولا تزال أسباب اعتقاله غير واضحة، إلا أنه من الممكن أنه رفض أمرا مباشرا بإرسال أحد مرؤوسيه إلى دمشق للتحقيق في تصرفات المهربين. وفي مواجهة قوات الحرس الجمهوري السوري فر طلال إلى القرداحة.

وفي الختام، نوه الموقع إلى أنه ليس هناك شك في أن التشكيلات غير النظامية في المناطق الساحلية في سوريا لن تكون قادرة على تركيز السلطة بأيديهم. ومع ذلك، من غير الواضح من سيملأ الفراغ الأمني في اللاذقية. وحتى الآن، تحاول دمشق تحقيق التوازن الدقيق بين مصالح كل لاعب دولي يساعده، لكن لا أحد يعرف كيف ستتطور الأحداث أكثر.

التعليقات (0)