اقتصاد دولي

روسيا: موقفنا من تعديل اتفاق إنتاج النفط لا يزال سرا

 كبار منتجي النفط الروس اقترحوا على نوفاك الإبقاء على حصصهم الإنتاجية في إطار الاتفاق المبرم حتى نهاية مارس- جيتي
كبار منتجي النفط الروس اقترحوا على نوفاك الإبقاء على حصصهم الإنتاجية في إطار الاتفاق المبرم حتى نهاية مارس- جيتي

قال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، اليوم الخميس، إن موقف روسيا من تعديل اتفاق إنتاج النفط مع (أوبك+)، الذي ينتهي في نهاية آذار/ مارس، هو "سر في الوقت الحالي".

 

وأشار نوفاك إلى أنه لم يصدر قرار بعد بشأن استبعاد مكثفات الغاز الروسية من طريقة حساب الإنتاج بموجب اتفاق كبح إنتاج النفط العالمي.


وقال نوفاك الصحفيين قبيل اجتماعه مع شركات النفط الروسية في موسكو "نجري مناقشات وحسابات".

 

دُعيت الشركات إلى مقر الوزارة لبحث اجتماع أوبك والمنتجين غير الأعضاء المقرر في فيينا الأسبوع القادم.

 

وقال مسؤول كبير في لوك أويل إن كبار منتجي النفط الروس اقترحوا الإبقاء على حصصهم الإنتاجية في إطار الاتفاق المبرم بين أوبك ودول من خارجها حتى نهاية مارس آذار وذلك خلال اجتماع مع نوفاك اليوم الخميس.

وأبلغ المسؤول، رافيل ماغانوف، الصحفيين عقب الاجتماع بأن منتجي النفط اقترحوا على نوفاك أن يلتقوا مجددا في نهاية مارس آذار لبحث اتفاق النفط.

وتبحث دول أوبك وروسيا ومنتجو نفط آخرون من خارج المنظمة اتفاق الإنتاج العالمي في فيينا في الخامس والسادس من ديسمبر كانون الأول.

 

اقرأ أيضا: أوبك تغير موعد الاجتماعات المقررة لتحديد سياسة إنتاج النفط

وتكبح تلك الدول إنتاجها النفطي لتحقيق التوازن في السوق ودعم الأسعار على مدى الأعوام الثلاثة الأخيرة.


وذكرت وكالات أنباء روسية أن نوفاك قال الأربعاء إن اجتماع يُعقد الشهر القادم لأوبك وكبار منتجي النفط الآخرين ربما يبحث تعديل حصص إنتاج النفط.

 

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نوفاك قوله عند سؤاله عما إذا كان اجتماع أوبك+ سيناقش خفض حصص الإنتاج لروسيا "لا نستبعد بحث العديد من الأمور".

 

وقالت مصادر روسية وفي منظمة أوبك إن من المرجح أن تدعو روسيا منتجي النفط الآخرين لتغيير طريقة حساب إنتاج موسكو عندما تجتمع معظم الدول الرئيسية المنتجة للنفط في فيينا الشهر القادم.


تكبح أوبك ومنتجون آخرون منذ ثلاث سنوات إنتاج النفط بهدف تحقيق التوازن في السوق ودعم الأسعار، لكن روسيا تقيس إنتاجها بطريقة مختلفة عن الآخرين.


وبخلاف السعودية ومنتجي أويك الآخرين، تُدخل روسيا المكثفات - وهي نوع خفيف عالي الجودة من النفط الخام غالبا ما يُستخلص خلال إنتاج الغاز - في أرقام إنتاجها من النفط الخام.


ولم يكن هذا يتسبب في مشكلة لموسكو في الماضي، لكن مع تدشين روسيا حقول غاز جديدة في القطب الشمالي وشرق سيبيريا وفتحها خط أنابيب لنقل الغاز إلى الصين، فإن إنتاجها من مكثفات الغاز يزيد.


ويعني هذا أنها لا تمتثل لحصتها بموجب الاتفاق المبرم بين أوبك والمنتجين الآخرين، وهو ما ترغب في تفاديه، بحسب المصادر.


وقال أحد المصادر المطلعة على الموقف الروسي "ستثير روسيا حتما مسألة المكثفات في اجتماع ديسمبر كانون الأول لأن إنتاجها سينمو".


ولم تذكر المصادر ما إذا كانت روسيا ستجعل إبرام صفقات أخرى مع أوبك مشروطا بموافقة المنظمة على تغيير حصة موسكو مثل تمديد خفض إنتاج النفط خلال العام القادم أو تعميقه.

 

لكن السجال قد يزيد من تعقيد اجتماع أوبك وحلفائها، فيما يُعرف بأوبك+، الذي يتزامن بالفعل مع طرح أسهم أرامكو السعودية.


وقال مصدر ثان مطلع على الموقف الروسي "فكرة استثناء المكثفات نتجت بأكملها عن زيادة إنتاج الغاز في روسيا ومن ثم زيادة مكثفات الغاز المصاحبة"، مضيفا أن روسيا تتجه حتما لإثارة المسألة.

 

ودشنت روسيا حقلا كبيرا في شرق سيبيريا في سبتمبر أيلول لتغذية خط أنابيب الغاز الجديد إلى الصين. وتواجه جازبروم، التي تحتكر تصدير الغاز الروسي بخطوط الأنابيب وتورد ثلث احتياجات أوروبا من الغاز، زيادة في الطلب من أوروبا خلال الشتاء.

ومع قيام جازبروم بتزويد عملائها الأوروبيين بكميات شبه قياسية هذا الشتاء، فإنها مضطرة لإنتاج مزيد من المكثفات.

وقال المصدر الثاني "من الصعب زيادة إنتاج الغاز دون زيادة إنتاج المكثفات. فخلاصة الأمر أن المكثفات تأتي من غازنا وليس من قطاعنا النفطي. إذا حاولت خفض إنتاج المكثفات مع زيادة إنتاج الغاز، فسيضر ذلك بالحقل".

وخفضت روسيا إنتاجها من النفط الخام جنبا إلى جنب مع أوبك منذ 2017 للمساهمة في دعم الأسعار عند نحو 50 إلى 70 دولارا للبرميل رغم طفرة إنتاج الولايات المتحدة.

وبالنسبة للعام 2019، اتفقت روسيا على خفض إنتاجها النفطي 228 ألف برميل يوميا إلى حوالي 11.18 مليون برميل يوميا، في إطار خفض إجمالي لأوبك+ يبلغ 1.2 مليون برميل يوميا، بما يعادل 1.2 بالمئة من الطلب العالمي.

ورغم ذلك، بلغ إنتاج روسيا هذا العام 11.25 مليون برميل يوميا في المتوسط، وهو ما يعني إنتاجا زائدا بنحو 70 ألف برميل يوميا، وفقا لحسابات رويترز.

وتظهر بيانات وزارة الطاقة الروسية أن معظم الإنتاج الزائد يرتبط بالمكثفات، التي زاد إنتاجها أربعة بالمئة في الفترة من يناير كانون الثاني إلى أكتوبر تشرين الأول 2019 ليصل إلى حوالي 770 ألف برميل يوميا.

وساهمت جازبروم ونوفاتك، ثاني أكبر منتج غاز روسي، بمعظم الزيادة.

وبالمقارنة، تنتج الإمارات العربية المتحدة نحو 700 ألف برميل يوميا من المكثفات بينما تنتج السعودية ونيجيريا حوالي 400 ألف برميل يوميا لكل منهما.

 
التعليقات (1)
علي النويلاتي
الخميس، 28-11-2019 10:47 ص
روسيا في زيادة إنتاجها من النفط لخفض أسعاره حفاظاً على مصالح أمريكا وبدون أي إعتبار لمصالح الدول المنتجة الفقيرة تكشف عن وجهها الحقيقي وتواطؤها مع أمريكا اللتان تدعيانخلافهما في الوقت الذي يتفقان فيه على توزيع نفوذهما حول العالم.