صحافة دولية

MEE: إدلب تواجه شتاء قاسيا والنظام يخنق المحافظة

ميدل إيست آي: إدلب تواجه فصل شتاء قاس ويخنق الهجوم السوري إمدادات الوقود- أ ف ب
ميدل إيست آي: إدلب تواجه فصل شتاء قاس ويخنق الهجوم السوري إمدادات الوقود- أ ف ب

نشر موقع "ميدل ايست آي" تقريرا للصحافية إليزابيث هاغيدرون، تقول فيه إن بدر يستطيع قيادة سيارته على مدى 500 كم من الصحراء بين آبار النفط في محافظة الحسكة إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار في إدلب وهو مغمض العينين.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه كان على مدى السنوات الست الماضية يقوم كل شهر بنقل النفط الخام إلى مصافي البترول في شمال شرق سوريا، إلى أن جاءت العملية التركية.

 

وتفيد هاغيدرون بأن مليشيات قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على حقول النفط الرئيسية في سوريا منذ هزيمة تنظيم الدولة في شمال شرق سوريا عام 2017، مستدركة بأن وصول قوات الحكومة السورية إلى مدينة منبج، نتيجة صفقة في تشرين الأول/ أكتوبر بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية لصد القوات التركية، أدى إلى قطع جزء من الطريق السريعة M4 التي كانت تستخدم سابقا لإيصال إمدادات الوقود إلى محافظة إدلب.

 

وينقل الموقع عن بدر، الذي طلب من "ميدل إيست آي"، أن تذكر اسمه الأول فقط لأسباب أمنية، قوله: "إن كانت القوات الروسية أو قوات النظام في الطريق، فإن لا أحد يستطيع العبور، وسيتم اعتقالك أو قتلك".

 

ويلفت التقرير إلى أنه لعدم تمكنه من العمل في نقل الوقود إلى إدلب، فإن بدر يقوم بالاستدانة من أقاربه، ويأمل أن يستطيع بيع صهريج نقل الوقد الذي يملكه، مشيرا إلى أنه منذ أن توقف هو وزملاؤه سائقو الصهاريج عن نقل النفط الخام إلى محافظة إدلب في تشرين الأول/ أكتوبر، ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، ما زاد من الضغط على منطقة من سوريا تعاني أصلا من تفشي الفقر والبطالة.

 

وتورد الكاتبة نقلا عن المحلل النفطي أبي أمين الشامي، قوله إن ثمن النفط المكرر زاد بحوالي 140% منذ أن شنت تركيا عمليتها ضد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، الذين يشكلون الجزء الأكبر من قوات سوريا الديمقراطية، في 9 تشرين الأول/ أكتوبر.

 

ويفيد الموقع بأن ثمن اللتر الواحد من البنزين في إدلب وصل مما معدله 500 ليرة سورية للتر الواحد إلى 800 ليرة للتر، بحسب ما قاله الشامي، الذي يتخذ من حلب مقرا له، ويدير قناة تهتم بأخبار النفط على كل من "ماسنجر" و"تلغرام".

 

وينقل التقرير عن الشامي، قوله: "على مدى أكثر من خمس سنوات، كانت إدلب مكتفية بالنفط المحلي، ومقارنة مع مناطق النظام، كان لديها استقرار جيد في إمدادات النفط.. والآن تواجه إدلب أزمة إنسانية".

 

وتنوه هاغيدرون إلى أن إنتاج سوريا للنفط انخفض خلال سنوات الحرب، التي تجاوز عددها الثماني سنوات، ففي الوقت الذي كان فيه إنتاج سوريا من النفط في عام 2008 قد وصل إلى 406 ألف برميل في اليوم، فإن الحقول الموجودة في المناطق الكردية شرقي نهر الفرات لا تنتج حاليا سوى 30 ألفا إلى 60 ألف برميل في اليوم، بحسب تقدير الزميل في "تشاتام هاوس" ديفيد باتر.

 

ويورد الموقع نقلا عن باتلر، قوله: "من ناحية احتياجات سوريا، خاصة للناس الذين يعيشون في مناطق سيطرة الثوار، الذين ليس لديهم سبيل لشراء النفط من أسواق خارجية، فتلك الكميات القليلة في الواقع تعد منقذة لحياتهم".

 

ويشير التقرير إلى أنه مع غياب إمدادات الوقود من شمال شرق سوريا، فإن عبد الحكيم منصور، الذي يبيع البنزين والديزل في قرية حاس، لجأ إلى بيع الحطب.

 

وتنقل الكاتبة عن منصور، قوله إن الباعة الذين لا يزالون يحققون أرباحا هم الذين يعملون مع شركة وتد للنفط؛ لأنها تحتكر سوق الوقود في إدلب، ويعتقد أنها مرتبطة بالمجموعة المتطرفة التي تسيطر على المنطقة، هيئة تحرير الشام، وأضاف: "النفط الآن يأتي فقط من تركيا، لكن الكمية ليست كافية لتغطية احتياجات المحافظة هنا".

 

ويلفت الموقع إلى أن حوالي 3 ملايين مدني يعيشون في محافظة إدلب، أكثر من نصفهم نازحون من معارك في مناطق أخرى من سوريا، مشيرا إلى أن حملة غارات جوية بدعم روسي هذا الصيف في إدلب تسببت بزيادة الضغط على الاقتصاد المحلي، واضطر مئات الآلاف للهروب من بيوتهم منذ أواخر نيسان/ أبريل، فيما تهدد الحكومة السورية الآن بحملة جديدة على معقل المعارضة.

 

وينوه التقرير إلى أن ارتفاع أسعار النفط تزامن مع التراجع في سعر الليرة السورية، التي انهارت بشكل جزئي بسبب الأزمة المالية في لبنان، فكانت كل 47 ليرة بدولار واحد قبل الثورة عام 2011، وأصبحت هذا الأسبوع أكثر من 900 ليرة للدولار الواحد.

 

وتفيد هاغيدرون بأنه في الوقت ذاته فإن انخفاض درجات الحرارة أدى إلى ارتفاع في أسعار المازوت، وهو وقود زيتي ثقيل يستخدم في تدفئة البيوت، مستدركة بأن سكان إدلب غير القادرين على دفع ثمن الوقود أو الحطب لجأوا إلى حرق الملابس القديمة وغيرها من أغراض البيت لتدفئة أنفسهم هذا الشتاء.

 

ويقول الموقع إن حسين أحمد وعائلته من قرية سراقب، يقومون بتدفئة منزلهم باستخدام فرن خاص يستخدم قشرة الفستق الحلبي، الذي يكلفهم حوالي 150 دولارا في الشهر، ويقول أحمد: "إنه خيار مكلف جدا لأنك لا تستطيع تدوير القشور واستخدامها ثانية".

 

ويذكر التقرير أن المستشفيات في شمال شرق سوريا، التي كابدت من هجمات الحكومة بدعم روسي على البنى التحتية الصحية، تعاني من آثار نقص إمدادات الوقود، وقالت دائرة الصحة في إدلب بأن النقص في الوقود بأسعار معقولة لمولدات المستشفيات يهدد بإخراج المستشفيات المتبقية في المحافظة من الخدمة.

 

وتبين الكاتبة أن هذا الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط تزامن مع رفع حكومة الإنقاذ للضرائب على البضائع والخدمات، وفرض التقشف، وهو ما أدى إلى احتجاجات قام بها المواطنون الشهر الماضي، لافتة إلى أن الحكومة المرتبطة بهيئة تحرير الشام قللت من ساعات الإمداد بالكهرباء من ثماني ساعات في اليوم إلى ثلاث.

 

ويقول الموقع إنه في الوقت ذاته فإن كيس الخبز، الذي هو أساسي لكل بيت، ثمنه أكبر ووزنه أقل مما كان عليه قبل شهرين، مشيرا إلى أنه بالنسبة لجميل دغيم، وهو سائق سيارة أجرة في ريف إدلب الشمالي، فإن ارتفاع أسعار الوقود وتراجع سعر الليرة كادا أن يكلفاه عمله.

 

ويورد التقرير نقلا عن دغيم، قوله إن تكلفة ملء خزان سيارته بالوقود تضاعفت، وبأنه زاد إيجار السيارة على الزبائن لتعويض الفرق. 

 

ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي ينفد فيه النفط من محطات الوقود، فإن دغيم يقلق من أنه لن يكون أمامه وأمام غيره من سائقي سيارات الأجرة في إدلب إلا تعليق خدماتهم، ويقول: "إن نفد الوقود، سنتوقف عن العمل في أي لحظة".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)