أويل برايس: هل انتهى حصار قطر؟ هذه حسابات الربح والخسارة

نشرت مجلة "أويل برايس" مقالا للكاتب فاناند ميلكستيان، يتساءل فيه عن الحصار المفروض على دولة قطر وإن اقتربت نهايته. 

 

ويشير ميلكستيان في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن احتياطات الطاقة الهائلة في الشرق الأوسط جعلته مركزا لعددا من الأحداث الجيوسياسية على مدار التاريخ، لافتا إلى أن رئاسة دونالد ترامب حولت ديناميات السلطة في المنطقة مع "الاستعانة بمصادر خارجية لسياسة واشنطن الخارجية" بصفتها جزءا مهما من خطة ترامب.

 

ويلفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة انسحبت من الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، وفي الوقت ذاته شجعت حلفاءها، مثل السعودية وإسرائيل، على أداء دور في احتواء إيران. 

 

ويستدرك ميلكستيان بأن الرياض فسرت موافقة واشنطن على أنها صك أبيض للتعامل مع قضايا إشكالية لا علاقة لها بموضوع احتواء إيران، مثل سياسة قطر الخارجية المستقلة، مشيرا إلى أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الطموح هو مسؤول عن عدد من المغامرات غير المحسوبة التي كلفت بلده ماليا وأثرت على سمعتها".  

 

ويرى الكاتب أن "توقيت هذه الخطوات المتعثرة لم يكن الأسوأ للسعودية في الوقت الذي تحاول فيه تحديث الاقتصاد من خلال الحصول على أموال عبر طرح جزء من أسهم شركة (أرامكو)، فيما يعزى تدني ثقة المستثمرين إلى الوضع السياسي غير المستقر". 

 

ويذكر ميلكستيان أن "السعودية مع البحرين والإمارات ومصر فرضت في حزيران/ يونيو 2017 حصارا بريا وبحريا على قطر، وكان الطرد الفعلي للدولة الصغيرة من مجلس التعاون الخليجي هو محاولة لعزلها دبلوماسيا، وزيادة الثمن المالي عليها لتقبل بالشروط التي فرضها عليها الرباعي، وفي قلب الحصار الذي فرضه الرباعي هو رفض للسياسة الخارجية المستقلة للدوحة، ودعمها لحركة الإخوان المسلمين، وإصرار هذه الدول على إغلاق قناة (الجزيرة)، وبدلا من الرضوخ لهذه المطالب فإن الدوحة عززت من قوة تحالفها العسكري مع تركيا، وحسنت من علاقاتها السياسية مع إيران، وبحثت عن مصادر بديلة لاستيراد المواد الأساسية". 

 

ويجد الكاتب أنه "مع أن الحصار كان يهدف لدفع قطر إلى مراجعة سياستها الخارجية فما حدث هو العكس، فقد أصبح الثمن المالي والسياسي غير قابل للاستمرار، خاصة بالنسبة للسعودية والإمارات، اللتين تعيشان مأزقا بسبب الحرب في اليمن، وما قصد منه أن يكون حملة سريعة ضد الحوثيين وطردهم من جنوب اليمن، تحول إلى مستنقع، وأنتج أسوأ كارثة إنسانية". 

 

ويبين ميلكستيان أنه "علاوة على هذا فإن انخفاض أسعار النفط أدى إلى تراجع الموارد، في الوقت الذي تعاني فيه الميزانية من عجز مستمر، وتعتمد الرياض بالتحديد على تصدير النفط، مع أن سعر النفط يؤثر على نجاح طرح أسهم (أرامكو) في السوق العامة، ومع أن الاقتصاد الإماراتي أكثر تنوعا، إلا أن تراجع مناخ الاستثمار ترك أثره على موارد البلد المالية". 

 

ويرى الكاتب أن "قطر، التي لا تنتج إلا كميات قليلة من النفط، لا يوجد لديها سبب للخوف من تدني أسعار النفط، فهي تعد ثاني منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، وسيزيد إنتاج البلاد من الغاز نتيجة خطط الاستثمار، فتنتج قطر 77 مليون متر مكعب في العام من الغاز الطبيعي المسال، الذي سيزيد إلى 126 مليون متر مكعب في عام 2027، ما سيجعلها أكبر منتج للغاز المسال في العالم". 

 

وينوه ميلكستيان إلى أن "الغاز الطبيعي لديه ميزة من ناحية أنه (جسر وقود) خلال عملية التحول التي يتم فيها النظر للنفط والمنافسة من السيارات الكهربائية، ولهذا فإن وضع قطر من الناحية الاقتصادية أفضل من منافسيها". 

 

ويفيد الكاتب بأن المجلس الخليجي عقد قمته في الرياض، حيث أرسلت قطر رئيس وزرائها، في وقت تكهن فيه البعض بحل للأزمة، مشيرا إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز دعا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لحضور القمة، رغم عدم وجود أي نية لإنهاء الحصار. 

 

ويقول ميلكستيان إن "قطر قد تكون الرابح الأكبر من التقارب؛ لأنها لن تتخلى عن سياستها الخارجية، ويعيش اقتصادها حالة صحية جيدة، وموقعها على المسرح الدولي قوي، فسوف تستضيف مباريات كأس العالم 2022، فيما يمنع الدعم العسكري الأمريكي للسعودية والدعم التركي لقطر أي عملية عسكرية".

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "استراتيجية الحصار فشلت بشكل واضح، وربما تقدم قطر لدول الحصار التي تقودها السعودية مخرجا يحفظ ماء الوجه، مثل تطبيق ضريبة القيمة المضافة التي اتفق عليها سابقا مجلس التعاون الخليجي، وهذا ثمن صغير ستدفعه قطر مقابل رفع الحصار عنها دون الاستجابة لأي من المطالب التي فرضت عليها، وتكشف السعودية مرة ثانية عن أنها تفتقد للقدرة العسكرية والسياسية والاستراتيجية لقيادة العالم العربي".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)