صحافة دولية

الغارديان: لهذا على حزب الديمقراطيين الأحرار حل نفسه الآن

الغارديان: حزب الديمقراطيين الأحرار ساعد حزب المحافظين على الفوز- جيتي
الغارديان: حزب الديمقراطيين الأحرار ساعد حزب المحافظين على الفوز- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للكاتب سايمون جينكنز، يقول فيه إن الأمر لم يكن متعلقا فقط بجيرمي كوربين، بل إن حزب الديمقراطيين الأحرار تسبب بالهزيمة النكراء التي مني بها اليسار من خلال تقسيم الأصوات. 

 

ويقول جينكنز في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إنه "مرة أخرى، من خلال تقديم نفسه على أنه الحزب الذي يعمل على غسيل أصوات الليبراليين البريطانيين، فإنه عمل كأنه شريك في السفر مع حزب المحافظين، وبوريس جونسون مدين له جدا".

 

ويرى الكاتب أن "القراءة الخاطئة لنتائج الانتخابات -في كثير من الأحيان للشماتة أو توجيه اللوم- هي الحماقة التقليدية للمحللين بعد الانتخابات، لقد فاز بوريس جونسون في الانتخابات، وحقق فوزا برلمانيا ساحقا، لكن الكلمة المهمة هنا هي برلماني، فنسبة الأصوات التي حصل عليها هي 43.6% من الأصوات، أي أنها أكثر مما حصلت عليه تيريزا ماي بـ1.2%، وانتخب العشرات من أعضاء البرلمان من حزبه بنسبة أقل من 50% من الأصوات في دوائرهم، ومعظمها مثل كنسنغتون وكيثلي وبريدج إند وتشينغفورد، التي كانت مقاعد يمكن أن يفوز بها حزب العمال لولا وجود مرشحي الديمقراطيين الأحرار".

 

ويشير جينكنز إلى أنه "بالنسبة لكون الانتخابات (استفتاء ثانيا) على البريكسيت، فإن الأحزاب التي تعارض البريكسيت وتلك التي تدعو لاستفتاء آخر عليه هي التي حصلت على أصوات أكثر من جونسون، حتى لو أخذنا في عين الاعتبار أن المحافظين كلهم مؤيدون للبريكسيت، صحيح أن الناخبين الذين يريدون البريكسيت يبدو أنهم صوتوا بحشودهم لصالح المحافظين، خاصة في الشمال، ولذلك فهم مؤيدون مؤقتون لحزب المحافظين، لكن أصوات الحزب الديمقراطي الليبرالي ارتفعت بحوالي 1.3 مليون صوت، أو 4.1%، في الوقت الذي خسر فيه كوربين 2.6 مليون صوت، وكسب جونسون 304 آلاف صوت إضافية، فالواقع أن صوت يسار الوسط انقسم بشكل كارثي، وأظهرت استطلاعات الرأي خلال حملة الانتخابات أن شعبية حزب العمال تزيد في الأماكن التي تضعف فيها شعبية الديمقراطيين الأحرار".

 

ويلفت الكاتب إلى أنه "باستثناء فترة توني بلير، فإن حزب العمال كان دائما عرضة لأن يمنح اليساريون المعتدلون صوتهم للأحرار، فيشعر هؤلاء الناخبون بأنهم يبرئون أنفسهم من تهمة الاشتراكية دون الانحياز إلى المحافظين، ويستطيعون أن يريحوا ضمائرهم بأن صوتهم كان (لعنة على الحزبين) لكن في الواقع لم يحصل هذا، بل إن ما فعلوه هو أنهم صوتوا للمحافظين، وفي المناطق القليلة التي حصل الديمقراطيون الأحرار فيها على مقاعد فإنهم صوتوا (لبرلمان معلق)".

 

ويقول جينكنز: "لكون الديمقراطيين الأحرار دون قيادة وفي حالة فرقة، فإنه يجب عليهم أن يفعلوا الشيء الصحيح وأن يحلوا الحزب، وعليهم أن يقوموا بعملية عكسية للزواج مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي 1983، والانضمام إلى حزب عمال الصحوة، وهذا من شأنه أن يقوي الجناح المعتدل من حزب العمال ويخفف من تأثير الكوربينيين".

 

ويفيد الكاتب بأن "حزب الأحرار لم يظهر أنه سيفوز في أي انتخابات منذ أيام لويد جورج، وكان الحزب بمثابة سلة القمامة بين القطبين السياسيين، وناد مدلل من الإعلام في ويستمنستر، مع مزاد لدخول مجلس اللوردات للأكثر تبرعا للحزب، وفشل الأحرار في الاستفادة من النزعة القومية أو الإقليمية، ولم يكونوا أبدا راديكاليين، وفي الائتلاف كانوا مزمارا لا يعمل، وعلى مدى العام الماضي كان الحزب مكان نقاهة لجرحى الحزبين الكبيرين، وهي إيماءة تعامل معها الناخبون بسخرية".

 

ويختم جينكنز مقاله بالقول إن "هذا الحزب هو حزب يفسد اللعبة السياسية، وعفا عليه الزمن، وبالتأكيد انتهى وقته، فعلى الديمقراطيين الأحرار أن يتوزعوا بين الحزبين الكبيرين، وأن يجلبوا الاعتدال لهما".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)