سياسة عربية

رصد لأبرز الحركات المسلحة في السودان (ملف)

يترأس الهادي إدريس حاليا الجبهة الثورية التي تضم حركات مسلحة- أرشيفية
يترأس الهادي إدريس حاليا الجبهة الثورية التي تضم حركات مسلحة- أرشيفية

دخلت الحكومة الانتقالية بالسودان منذ توليها السلطة في آب/ أغسطس الماضي، في مفاوضات مع الحركات المسلحة التي ظلت تقاتل الحكومة لسنوات في أكثر من محور جنوبا وغربا.


خطوة الحكومة الانتقالية جاءت استجابة لمطلب السلام الذي كان من بين مطالب الحراك الشعبي الذي عرفته البلاد لعدة أشهر وانتهى بعزل الرئيس عمر البشير (1989-2019) الذي حملت تلك الحركات السلاح في وجه حكوماته المتعاقبه.


وإثر مفاوضات وتحضيرات، بدأت جولة مباحثات جديدة بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في جوبا، عاصمة جنوب السودان، في 10 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

 

اقرأ أيضا: الحكومة الانتقالية بالسودان تفشل بالاتفاق مع الحركة الشعبية


وليس من السهل وضع الحركات المسلحة في إطار ثابت، فقد ظلت الصفة الملازمة لها منذ عشرات السنين هي الانقسامات المتزايدة، ما يجعل خريطتها في تغير شبه مستمر.


وبحسب مراقبين، فإن كثرة أعداد الحركات المسلحة وانشطارها يعود بالأساس إلى السياسة التي انتهجها النظام السابق تجاه هذه الحركات باجتذاب بعض العناصر القيادية فيها والتفاوض معها دون التركيز أو حصر الأمر في من يقودون تلك الحركات.


ويضاف إلى ذلك غياب الرؤية السياسية لهذه الحركات، وانعدام الكاريزما السياسية لدى قيادات الحركات أيضا، وربما هذا كان من بين مبررات النظام لعدم الجلوس مع من على رأس تلك الحركات فقط.


وفي ما يأتي رصد لأهم تلك الحركات:


حركات الجنوب


-الحركة الشعبية-قطاع الشمال والمنشقون عنها

هي امتداد للحركة الشعبية لتحرير السودان التي كانت تقاتل في جنوب السودان، وتتشكل الحركة بالأساس من مقاتلين انحازوا للجنوب في حربه ضد الشمال، قبل أن تُطوى الحرب باتفاق سلام، أُبرم في 2005، ومهد لانفصال جنوب السودان، في 2011، بموجب استفتاء شعبي.


ورغم انفصال الجنوب، فإن أبناء الحركة عادوا إلى التمرد بدعوى تنصل الحكومة السودانية من امتيازات وفرتها اتفاقية السلام لمناطقهم في جنوب السودان، وأخذوا يقاتلون القوات السودانية من جديد.
وخاضت الحركة في ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) المتاخمتين لدولة جنوب السودان، نزاعا مسلحا بين الحكومة منذ 2011.


ولكن في 2017 دخلت الحركة في صراع أدى إلى انشقاقها لقسمين أحدهما برئاسة مالك عقار والآخر برئاسة عبد العزيز الحلو.

 

اقرأ أيضا: السودانيون يحتفلون بمرور عام على ثورة أطاحت بالبشير (شاهد)


الانشقاق جاء إثر تفاقم الصراعات داخل الحركة في حزيران/ يونيو 2017، عندما عزل نائب رئيس الحركة، عبد العزيز الحلو، رئيسها مالك عقار، بعد أن أقال الأخير في آذار/ مارس من ذات العام، الأمين العام للحركة، ياسر عرمان.


ووفق توازنات الحركة يمثل الحلو ولاية جنوب كردفان، بينما يمثل عقار ولاية النيل الأزرق، في حين يُنظر إلى عرمان كممثل للمؤيدين للحركة من خارج الولايتين.


حركات تقاتل في دارفور غربا


-حركة "تحرير السودان/جناج عبد الواحد نور"
تعد إحدى أكبر ثلاث حركات تقاتل الحكومة في إقليم دارفور منذ 2003، إلى جانب "تحرير السودان/جناح مني أركو مناوي" المنشقة عنها، و"العدل والمساواة" بقيادة جبريل إبراهيم.


وترفض حركة نور الدخول في مفاوضات مع الحكومة الانتقالية كسابق موقفها الرافض للتفاوض مع حكومة البشير.


ويعد عبد الواحد نور، هو مؤسس ورئيس حركة تحرير السودان في 2002، غير أنها تعرضت لانشقاقات كثيرة.


أبرز تلك الانشقاقات، قيام الأمين العام للحركة، مني أركو مناوي، بإبعاد عبد الواحد نور من رئاستها وإعلانه في 2005 اختيار نفسه رئيسا للحركة وأطلق عليها اسم "تحرير السودان/فصيل مناوي".
في المقابل أبقى عبد الواحد، على حركته "تحرير السودان/ جناح نور"، وهو الفصيل الذي رفض كل عمليات السلام مع حكومة الخرطوم على خلاف غيره من الحركات.


وظل نور، يتمسك بموقفه "إزاحة النظام في الخرطوم، وإيجاد حل قومي للمشكلة السودانية"، وبقي دائمًا بعيدا عن جولات التفاوض للسلام في دارفور برعاية إقليمية ودولية.


وتتمركز قوات حركة نور في جبل مرة، وهي سلسلة وعرة من الجبال، تمتد من شمال الإقليم إلى جنوبه بنحو 280 كلم، بين ولايات شمال ووسط دارفور.


-"تحرير السودان/جناح مناوي"

تعد إحدى الحركات الرئيسة في إقليم دارفور وخاضت معارك شرسة ضد نظام البشير، وعقب انشقاقها عن حركة نور، ظل مناوي يقاتل حكومة البشير إلى أن وقع معها اتفاق أبوجا للسلام 2006، وبعد ذلك أصبح كبير مساعدي البشر، لكنه سرعان ماعاد للحرب والقتال متهما الأخير بالتباطوء في تنفيذ الاتفاق.


-العدل والمساواة
أسسها خليل إبراهيم الذي تولى عدد من المناصب الوزارية في حكومة البشير قبل أن يتمرد في 2001، ورفضت الحركة التوقيع على اتفاق أبوجا في 2006.


وقتل إبراهيم في شباط/ فبراير 2011 على يد القوات الحكومة في ولاية شمال كردفان المجاورة لدارفور، وتولى جبريل إبراهيم رئاسة الحركة عقب مقتل شقيقه.


وفي مايو/أيار 2008 نفذت الحركة عملية أسمتها "الذراع الطويل"، وتمكنت من شن هجوم على مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.


وانخرطت الحركة في مفاوضات السلام بشأن إقليم دارفور برعاية قطر عام 2011، ووقعت تفاهمين مع الحكومة السودانية لكنها سرعان ما جمدت مشاركتها في تلك المفاوضات.


بينما وقّع فصيل منشق عن الحركة برئاسة محمد بشر مع الحكومة السودانية في أبريل/نيسان 2013 اتفاقا للسلام في العاصمة القطرية الدوحة.

 

حركات أخرى تقاتل في الغرب لكنها ليست ذات ثقل:

 
"حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي"
تأسست عام 2015 بعد انفصالها عن حركة تحرير السودان، ورئيسها هو الهادي إدريس من أوائل الذين انضموا لحركة عبد الواحد نور.


ويترأس الهادي إدريس حاليا الجبهة الثورية التي تضم حركات مسلحة.


-تجمع "قوى التحرير" بقيادة الطاهر حجر
تأسست عام 2017 وهي إحدى الحركات المسلحة المنضوية تحت لواء "الجبهة الثورية" في سبتمبر/أيلول 2019، وهي منشقة عن حركة عبد الواحد نور.


وكان الطاهر حجر قد رافق الرئيس التشادي إدريس ديبي إلى الخرطوم في أكتوبر/تشرين أول 2015، للمشاركة في انطلاقة مؤتمر الحوار الوطني بالخرطوم الذي أطلقه البشير، وعاد معه إلى أنجمينا عقب الجلسة الافتتاحية.


-حركة التحرير والعدالة.
هي تحالف تأس في 2010 ويضم 10 جماعات متمردة، ويرأسه التجاني السياسي.


وعقب توقيعها على اتفاق سلام في الدوحة 2011 عاد قادة الحركة إلى السودان، وتعتبر التحرير والعدالة من أهم الحركات التي وقعت سلام مع نظام البشير وظلت على ذلك إلى حين سقوط النظام في أبريل/نيسان 2019.


حزب "مؤتمر البجا" شرقًا

تأسس حزب "مؤتمر البجا" بعد أقل من ثلاث سنوات من استقلال السودان في العام 1956، كأول حزب إقليمي في السودان يمثل شرق البلاد، وعقد مؤتمره العام بتاريخ 14 أكتوبر/تشرين أول 1958 في تظاهرة سياسية كبرى بمشاركة كافة مكونات شرق السودان الاجتماعية والسياسية.


ومن ذلك الحين وحتى الآن ظل لــ"مؤتمر البجا" قضايا معروفة تطالب بازالة التهميش وتعزيز التنمية وتحسين الخدمات، غير أنه انخرط في العمل المسلح ضد الحكومة عام 1993.


وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 2006، وقعت الحكومة السودانية، مع جبهة شرق السودان، اتفاقية "سلام الشرق"، بالعاصمة الإريترية أسمرا، تحت رعاية الحكومة الإريترية، لينهي الاتفاق 13 عاما من العمل المسلح على الحدود الشرقية للبلاد.


لكن بنود الاتفاقية لم تطبق على أرض الواقع، الأمر الذي أفضى إلى احتجاجات جديدة لأبناء شرق السودان، ضد حكومة البشير.


إلا أن الخلافات والصراعات دبت داخل "مؤتمر البجا" وانقسم الحزب الواحد (غير مسلح حاليا) إلى كيانات كثيرة وأبرزها "مؤتمر البجا التصحيحي بقيادة زينب كباشي"، و"مؤتمر البجا المعارض بقيادة أسامة سعيد".


وكذلك "الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة بقيادة الأمين داوؤو"، و"مؤتمر البجا المكتب القيادي برئاسة أبو محمد أبو أمنه"، و"مؤتمر البجا القيادي برئاسة عبدالله موسى"، و"مؤتمر البجا الكفاح المسلح بقيادى فكي على أوهاج".

 
التعليقات (0)